25 ألف مسلح من «هيئة تحرير الشام» في سورية

تشير وقائع ميدانية الى تسارع السباق بين القوات النظامية السورية وفصائل معارضة مسلحة نحو مدينة ومحافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم «داعش» على مساحات واسعة منها. وأعلن رئيس الإدارة في هيئة الأركان الروسية إيغور كوروبوف في ندوة بموسكو أمس، أن عدد عناصر مجموعات «هيئة تحرير الشام»، بمن في ذلك أعضاء «جبهة النصرة»، في سورية، تجاوز 25 ألفاً (للمزيد).

واعتبر بروز نشاط «المجموعة الإرهابية الجديدة» تهديداً واسعاً يتطلب مضاعفة الجهد العسكري ضدها. وقال أن الـ «هيئة» تقوم بأعمال قتالية ناشطة ضد القوات الحكومية والمعارضة المعتدلة في محافظات حلب، وريف دمشق، وإدلب وحماة.

وأشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية الروسية تقدر عدد عناصر تنظيم «داعش» الذين ما زالوا ينشطون حالياً في سورية بأكثر من 9 آلاف مسلح، إضافة إلى أكثر من 15 ألف مسلح، معظمهم سوريون، ينتمون إلى تنظيم «جبهة النصرة».

وشدد كوروبوف على أن حوالى 9 آلاف عنصر من «النصرة» موجودون في محافظة إدلب، كثفوا عملياتهم ضد فصائل المعارضة المعتدلة في محاولة للاستيلاء على المنطقة، ويرجح أن يكون القصد من ذلك منع إقامة منطقة تخفيف التوتر في المحافظة.

وكان لافتاً تأكيد قائد القوات الروسية في سورية الجنرال سيرغي سوروفيكين في الندوة ذاتها أن روسيا ستواصل عملياتها العسكرية حتى القضاء نهائياً على كل الإرهابيين في سورية. وقال أن «القوات السورية بالتعاون مع قواتنا تعمل على إعادة الاستقرار إلى المناطق التي تتم السيطرة عليها وتجنب عمليات غير ضرورية، لكن بالنسبة إلى الإرهابيين من تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» لا يمكن إلا مواصلة القتال حتى القضاء عليهم نهائياً».

وكان رئيس غرفة العمليات في الأركان العامة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي أعلن في الندوة ذاتها أن روسيا نفذت 90 ألف غارة جوية منذ تدخلها العسكري المباشر في سورية عام 2015 استهدفت البنى التحتية للإرهاب.

من جهة أخرى، صرح مسؤول من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) لرويترز أمس بأن، «قسد» ستبدأ قريباً هجوماً لطرد تنظيم «داعش» من محافظة دير الزور. وقال أحمد أبو خولة رئيس المجلس العسكري في دير الزور الذي يحارب تحت لواء «قسد» أن الهجوم ربما يبدأ «خلال أسابيع» بالتزامن مع معركة مدينة الرقة.

ميدانياً، تكبدت القوات النظامية السورية عدداً من القتلى والأسرى خلال هجوم مضاد شنه عناصر تنظيم «داعش» لاستعادة مناطق كانت القوات النظامية سيطرت عليها في محافظة الرقة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن التنظيم تمكن خلال هجومه المضاد من استعادة السيطرة على المناطق الممتدة من شرق بلدة غانم العلي وصولاً إلى منطقة السبخة والسيطرة على مسافة نحو 40 كلم من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي. أما القوات النظامية التي كانت وصلت إلى أطراف مدينة معدان- آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في ريف الرقة- فقد باتت الآن على مسافة تبعد نحو 30 كلم غربها.

إلى ذلك، قال إياد بركات من «الجيش السوري الحر» المرابط على الحدود السورية- الأردنية أن المنطقة تشهد، على رغم استتباب الهدوء فيها، موجة اغتيالات في صفوف المعارضة. وتابع بركات لوكالة آكي الإيطالية: «ارتفعت في شكل كبير نسبة الاغتيالات والتصفية الفردية في صفوف فصائل المعارضة السورية المسلحة، وغالبية هذه الاغتيالات لا يُعرف مُرتكبها، وهي يومية وبتزايد مضطرد».

وذكر أن المعارضة تتهم القوات الحكومية بالوقوف خلف بعض تلك الاغتيالات، لكنه أقر بأن بقيتها تحصل كتصفية حسابات بين بعض عناصر الفصائل المسلحة لأسباب شخصية في الغالب.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.