د. كمال اللبواني
انتشر في منطقتنا المتخلفة عن الثورة الصناعية نوع خاص من الفكر القومي الآيديولوجي الذي ترفعه طبقة متطفلة انتهازية نخبوية، واتصف هذا الفكر بالمبالغة والتضخيم والتعصب وغياب الحوامل التحتية أقصد الطبقة الاقتصادية الاجتماعية ، وتغييب العقلانية وطغيان التشبيح والتزوير والعنف والترهيب المعنوي والمادي والاستبداد والقهر ، الذي أدى في النهاية لانهيار الدول القومجية التي قامت عليه ودخولها في الحروب الأهلية والفشل التام …
كانت نشأةُ الفكر القومي في أوروبا تعبيرا عن مصالح البرجوازية الصاعدة، حدثت بتأثير الثورة الصناعية التي كانت لها مصلحة في تحطيم المجتمع البطريكي الاقطاعي وتشكيل سوق قومية واسعة وتقسيم العمل في مجتمع مدني موحد ، فكانت القومية بديلا اجتماعيا اقتصاديا مدنيا أوسع من الاقطاعة والأمارة التي تخص اللوردات في النظام البطريركي الكنسي ، وصارت هي الأساس النظري الذي يقوم عليه مفهوم الدولة-الأمة الحديث العلماني بحكم التكوين الذي استبدل المقدس الديني بالمقدس القومي، و طور نظم الحكم والاجتماع السياسي القانوني وصولا للديمقراطية ثم دولة الرفاهية القومية ، والتي دخلت في تنافس مرير فيما بينها على السيطرة على العالم والتحكم به خدمة لرفاهية مواطنيها والتي دخلت في أزمات بنيوية بمقدار تحرر العالم من هيمنتها بدءا من بداية هذا القرن ، مما أجبرها على تفعيل سياساتها التخريبية في العالم ومنها الشرق الأوسط .
لم يكن هذا التطور الحضاري متاحا للكثير من الشعوب التي تخلفت عن ركب الثورة الصناعية وتحولت لدول تابعة بحكم الاستعمار والتبادل غير المتكافئ ، دول سيصبح تاريخها عبارة عن تشوهات في جسد النظام الأهلي التقليدي ، وليس استبدالا لقديم بجديد ، لغياب الرافعة المجتمعية القادرة على انتاج النظام الجديد ، لذلك بقيت هذه الشعوب في مرحلة ما قبل الأمة الحديثة تكوينيا ، وبقيت دولها تعاني بسبب التبعية من كل أشكال العنف والفشل أو الاستبداد ، بانتظار فرصة أخرى وشكل آخر من أشكال الدولة يتناسب مع الشكل الجديد للمجتمعات المتخلفة التابعة والمشوهة التكوين المجتمعي والبنية الاقتصادية معا والتي تدخل دولها مرحلة الفشل تباعا … فما ينطبق على عدد محدود من الأمم في شمال وغرب أوروبا لا ينطبق على جنوبها وشرقها ولا على افريقيا وآسيا وعموم أمريكا ، فتعميم النظرية القومية على جميع الشعوب هو تعميم مصطنع ومبالغ فيه ولا يستند إلى الأسس القادرة على ادامته … فليس كل شعب أمة مكتملة التكوين البرجوازي المدني الطبقي القومي، الكثير من شعوب هذه الدول ما تزال في مرحلة القبائل والأمارات وتشدها الكثير من العصبيات المحلية ، خاصة عندما تتشكل هذه الدولة تبعا لمصالح الدول المستعمرة والنخب العسكرية المستبدة التي تخدم اقتصاد طفيلي عميل للخارج …
لقد انتهى عصر القوميات الطبيعية عمليا بدخول الرأسمالية مرحلة الامبريالية واندماج أسواقها عالميا مع بداية القرن العشرين ، بعده لم نشهد إلا نماذج أخرى من الفكر القومي المصطنع والمتشدد الذي تمثل النازية والفاشية ذروته ، ليعبر عن عقدة الشعور بالنقص والمهانة تجاه دول قومية أخرى، ويستخدم عقلا دوغمائيا مفرطا بالثنائية الضدية للتغلب على الخلافات والصراعات وعلى غياب المصالح الطبيعية المشروعة، لينتشر هذ الفكر للدولة التركية المهزومة أيضا وللعرب المتخلفين ويحمل ذات المعايير التعصبية والمبالغة في تضخيم الذات القومية لدرجة العنصرية والطغيان والعمى النقدي ، واليوم وبعد مئة سنة على مرور كل تلك المرحلة يستخدم الكرد ذات العقل القومجي المتعصب بصيغته الجرمانية في التعبير عن أنفسهم سياسيا، كردة فعل أيضا على الاضطهاد، لكن من دون ارضية تهيء لتجاوز عناصره ، فاعتراضهم على القمع التركي يولد عندهم قمع كردي ، والاعتراض على الاستبداد العصبوي يولد عندهم أنظمة عصبوية وراثية مستبدة وفاسدة ، واعتراضهم على شوفينية البعث العربي يولد عندهم بعث كردي شوفيني أكثر تعصبا وعنفا …. وعندما يحارب الكرد ما يسمونه التطرف فهم يحاربونه بذات السوية من التطرف وبذات الوسائل … مما يضع قضيتهم في سياق تجليات الأزمة وليس سياق حلها وتجاوزها…
أما عندما يتم تناول القضية الكردية بالنقد، فتتهيج العواطف ويغيّب العقل النقدي الموضوعي، و يشطب القادة المفكرين القادرين على وعي الظروف والشروط وادارتها بحكمة ، فيكون الجواب على أي نقد في أغلبه تشبيحيا قمعيا ديماغوجيا يعكس حالة هياج انفعالي تعصبي منغلق يقوض كل أسس العقلانية والموضوعية …
يصعب عادة على الدوغمائي العقل التمييز بين النقد وبين الحرب، فكل من لا يؤيده هو عدوه، وأي مناقشة نقدية أو تقييم يصبح تشكيكا وعدوانا على الحق المغتصب الذي تحدده الديماغوجيا الشعبوية، حيث لا توجد معايير تقييم سوى معيار واحد هو النحن والهو ( خير/ شر ) … فالمشروع الكردي وفقا لهذه المواصفات والأدوات هو مشروع حرب مع الآخر كل الآخر، تستخدم في هذه الحرب كل أنواع الشحن والتحريض والديماغوجيا وحتى التدعيش القومي … مما يجعل مثل هذا المشروع مهددا كسابقيه من المشاريع القومية التعصبية بالفشل الذاتي ومضطرا لخوض حروب مدمرة مع الآخر، ثم مرشحا للدخول في صراعات داخلية كثيرة ومريرة بسبب استمرار البنية ما قبل الأمة وطغيان القبلية والبدوية وضعف البنية المدنية …. تماما كما حدث عند العرب الذين توهموا أن التعصب للفكر القومي كاف لتوحيدهم ، فدخلت دولهم ذاتها في حروب أهلية وأزمات قد لاتخرج منها من دون اعادة النظر بكل ما تأسس عليه الفكر السياسي القومي العربي ، وهذا الدرس لا يريد الأخوة الكرد الافادة منه تحت تأثير سحر النصر الذي يضخمه الدعم العسكري والديبلوماسي الشرقي والغربي.
وعليه عندما نقول أن معركة منبج القادمة ستكون نقطة تحول خطيرة في الحرب الأهلية في سوريا التي ستتوسع إلى حرب أهلية اقليمية … فنحن لن نسمع سوى الشتائم والتشبيح الثقافي والفكري والتاريخي والجغرافي … فبعد اعلان الفيدرالية ( التي تطبق كاستقلال كامل على الطريقة العراقية ) وبعد تفجيرات أنقرة واقتحام الشدادي تأتي منبج لتصبح القشة التي تقصم ظهر البعير ، وتشكل مفصلا في جغرافية ونوعية واتساع الحرب الدائرة ، فالمعلن هو الحرب على داعش التي عاصمتها الرقة وليس منبج ، والمقصود كرديا هو اقامة اتصال مع عفرين واستكمال حصار حلب والوصول للبحر بالتحالف العسكري والعملياتي والاستراتيجي مع الدويلة العلوية ، والمفهوم تركيا وعربيا هو قطع الصلة الجغرافية بين العرب والتركمان والاستيلاء الاستيطاني على أرضهم وتهجيرهم منها بالتزامن والتكامل مع مشروع الهلال الشيعي ، الذي استند للمجازر والبراميل والتهجير وايستكمل كرديا وبدعم دولي هائل تحت ذريعة داعش التي لا تخرج عن كونها أداة من أدوات الغرب وايران والنظام لا يريدون التخلي عنها إلا لصالح من يخدم مصالحهم ومشاريعهم فالأمريكان هم من سمحوا لنصف تسليح الجيش العراقي أن ينتقل ليد داعش في يوم واحد والنظام هو من يمدها ويغذيها بعناصر البقاء .
تترافق هذه الحرب الوجودية مع غسل دماغ ديماغوجية لغالبية شباب الكرد، عبر تكريد متعمد للتاريخ فكل ما هو غير معروف أو مشكوك بنسبه يصبح تلقائيا كرديا أصيلا. وكل منطقة سكن فيها أو زارها شخص كردي تصبح أرضا تاريخية للكرد انتزعت منهم … وعليه يجري رسم خريطة كوردستان العراق وسوريا عبر قضم والتهام الجغرافيا كميا … لكن في سوريا يتخذ منحى نوعيا خطيرا جدا بحيث يؤدي لانقطاع جغرافي استراتيجي بين المتواصل تاريخيا بين العرب والتركمان، وهو ما سيتسبب بنزاع خطير وعميق يرتقي لحد اعتباره فتنة محرضة من قبل الآخرين لضرب قوى المنطقة ببعضها :
معلوم أن الخلافة ( الامبراطوريات الإسلامية ) تناوب عليها العرب 400 سنة في بدايتها والسلاجقة والترك 600 سنة في نهايتها ، وأن عرى التواصل والتشارك التاريخي بين القوميتين والقائمة على وحدة الدين والمذهب والدولة والسياسة لا يمكن اهمالها، ومن البديهي أن اقامة دويلة في شمال سوريا معادية للطرفين بعد شمال العراق ، عبر تضخيم القضية الكردية ستعني انقطاعا جغرافيا خطيرا بين تركيا والعرب لن يقبل به كلا الطرفين، ناهيك عن أن تقسيم تركيا سيكون هو الخطوة اللاحقة والذي لن يكون إلا على بحر من الدماء … فالطريقة والعقلية التي تدار فيها القضية الكردية في بداية هذا القرن تشبه إلى حد كبير العقلية التي اديرت بها القضية العربية في بداية القرن العشرين … والجهة التي تشغل هذه الايديولوجيا وتستثمرها هي ذات الجهة المنتصرة في الحرب العالمية الأولى والتي تستكمل مهام وأهداف تلك الحرب أقصد الغرب الذي لم يخرج بعد من العقل الصليبي بكل أسف …
سبق للتحالف البريطاني الفرنسي التمهيد للحرب الأولى بتفعيل الفكر العنصري القومي التركي والعربي مما أدى لثورة العرب ضد الترك ومشاركتهم في الحرب مع الحلفاء ضد العثمانيين، لكن العرب المخدوعين سرعان ما استعمرت بلدانهم ومنعت وحدتهم وحرموا استقلالهم ، كما استخدم أيضا اليهود الذين فعّلت نظريتهم القومية وأجبروا بالحديد والنار والاضطهاد على الهجرة نحو فلسطين واستخدموا كقاعدة عسكرية متقدمة ووقود لأي حرب جديدة مع المسلمين في الشرق … اليوم تستغل أيضا الاندفاعة القومية الطائفية الفارسية (الشيعية المتدعشة ) للطعن من الخلف كالعادة ، والجديد والغريب في الأمر أن الكرد السنة ينغمسون في ذات المشروع ليستكملوه … في حين تتربص روسيا حالمة في استعادة الامبراطورية البيزنطية …
وفق هذا السياق التاريخي … يتحرك الكرد ليس من أجل قضيتهم التي يمكن أن تحل بأكثر من وسيلة أخرى ، بل خدمة لمشروع استراتيجي غريب مدمر للآخر( الشريك التاريخي لهم ) والذي لا يستطيعون فكاكا منه … لذلك ستكون نوعية وحجم المعارك التي على الكرد خوضها أكثر وأخطر كثيرا مما يتوقعون في سكرة الدعم الأمريكي والروسي والغربي والشرقي لمشروعهم … ليس حبا بهم ولا ايمانا بقضيتهم بل فقط نكاية بشريكهم التاريخي وأخوتهم مع العرب والتركمان الذين صحت عندهم مشاعر الكرامة التاريخية ويحاولون استعادة دورهم الحضاري في المستقبل…
اعترض الكرد على البعث العربي فشكلوا بعث كردي(( PYD ، واعترضوا على سياسات التعريب فمارسوا سياسات التكريد وتغيير الأسماء والمعالم والتغيير الديموغرافي، بل تحالفوا مع الأقليات والنظام المجرم وقاتلوا الى جانبه يدا بيد ، وتحت ذريعة داعش التي تغض الطرف عنها وتستخدمها أمريكا لخدمة مشاريعها وكذلك النظام وايران ، يجري اجتياح المناطق العربية على طريقة الحشد الشعبي العراقي لترحيل الأغلبية وتغيير ديموغرافية المنطقة بتضليل يشترك فيه بعض الانتهازيين العرب … هم يعتمدون سياسة القضم التدريجي ، وسياسة تقاسم الأدوار بين الحمائم والصقور ، لكن لديهم موجه واحد مطاع هو المبعوث الأمريكي ، ويستفيدون من محنة وكارثة الشعب السوري ، ويشعرون بالقوة بسبب الدعم الخارجي القوي والسلاح الوفير الذي يسقط عليهم ، لذلك تغيب عن عيونهم مسألة الحق الذي يصبح مبنيا فقط على القدرة على ممارسة العنف وارتكاب الجرائم … فغياب العقلانية والمعايير الخلقية تبشر بأسوأ النتائج ،
ومع الادانة المطلقة لكل جرائم التعصب الديني السني وجرائم التمييز والاضطهاد التي مارسها الترك والعرب والفرس على الشعب الكردي، يجب أن ننبه هذا الشعب الشقيق من مغبة السير في طريق الانتقام والثأر وخدمة المشاريع الغربية … فليسوا وحدهم من ظلم وليسوا وحدهم من اضطهد فلا يكاد مكون ولا حتى أسرة لم تتعرض في المنطقة لشتى صنوف القهر والبطش … ليصبح الخروج من هذه المعمعة والحلقة المفرغة من الصراع يتطلب شيئا آخر غير الحقد والعمى والانغلاق العقلي والحرب مع الشقيق وخدمة المشاريع الأجنبية.
الحرب الأهلية الاقليمية التي بدأت تستعر تدريجيا ودراماتيكيا في الشرق الأوسط ستكون لها جبهتين رئيسيتين جبهة قومية بين الكرد ومعهم الفرس وبين التركمان ومعهم العرب ، وجبهة طائفية بين السنة وبقية الطوائف الأقلوية الذين اختار الكردي الوقوف معهم، بل صار الكرد يشكلون رأس حربة لهم عندما طرحوا مسألة التقسيم في سوريا بدعم من أمريكا وروسيا معا وبتحالف بينهم … مع أن الأمريكي يدعي عدم التدخل ، والروسي تدخل وانسحب فقط ليشعلها ويمهد الطريق لاستكمال المشروع الشيعي الكردي ، بينما الدم المسفوك هو دم شعوب المنطقة وحدهم (الذين اذا لم يعرفوا كيف يتجنبوا هذا المأزق الذي وضعوا فيه) فستكون بينهم حرب الأربعين عاما التي تنهك بل تدمر الجميع …
ليس هناك حق تاريخي أو مقدس في الأرض، هذه فكرة شيطانية مدمرة أسست للصراع والعنف منذ هابيل وقابيل فالأرض لله ، وملكية الأرض هي استخلاف وحيازة تعاقدية، وليس هناك دول تاريخية أو إلهية مقدسة فالدول تقوم وتنهار تبعا للتحالفات بين البشر ، وأي حديث عن سيادة تاريخية يتطلب استمرار التواجد التاريخي السياسي دون انقطاع، وليس هناك أمم متمايزة ومستقلة ومكتملة التكوين في الشرق الأوسط بما فيها الأمة التركية والعربية، أما (روج آفا ) أي الجزيرة السورية فهي لم تكن مأهولة من أحد طيلة 600 عام وليس هناك أثر تاريخي لأحد فيها عمره أكثر من مئة عام ، ولا حتى قبر واحد ، قبل عام 1925، فهي ليست وطنا قوميا لأحد … وكفى تزويرا للتاريخ والتهاما للجغرافيا فذلك سيكون فقط سببا في تسعير الحرب بين الأخوة والشركاء التاريخيين.
مع أن العالم ينتج المزيد من قيم الحرية والإخاء وحقوق الانسان تستمر السياسات الاستراتيجية العالمية محكومة بعقلية الحروب الصليبية والاستعمارية ومناخ الحرب العالمية الأولى، مما يشجع التفكير الاسلامي الرجعي المتشدد المضاد … ومع أن عصر القوميات قد انتهى دوره التقدمي عمليا في القرن الثامن عشر … نرى من يريد العودة بالتاريخ لذلك العصر واستخدام القومية بطريقة عدائية عنصرية سلبية بعكس مسار التاريخ، فالعالم الذي يسير نحو العولمة والاندماج يدفع بذات الوقت بدول الشرق الأوسط نحو الماضي والبربرية والتوحش … ولا مانع عنده من امتلاكهم أسلحة الدمار الشامل أملا في أن تستخدم فيهم وبينهم …
نصحيتي للكرد والفرس واليهود والتركمان والعرب وغيرهم … تخلوا عن التعصب والعنصرية والتدعيش القومي والديني، فلن يمكن رسم حدود فاصلة بيننا حتى بعد حرب مئة عام ، عاجلا أم آجلا لا بد من اتحاد اقليمي فيديرالي يحفظ الوحدة ويصون التنوع المتداخل، اتحاد على مفاهيم جديدة للدولة والسياسة والحقوق والمعايير ، فأرضنا مهد الحضارات ومنبع القيم، وواجبنا أن نقدم منظومة قيم جديدة تليق بنا وبتاريخنا العريق بدل أن نخوض حرب تهلكة بيننا تودي بنا جميعا.
نحن نرفض أن توضع المسألة اليهودية على نقيض وعداء للأمة العربية، ونرفض أن توظف القضية الكردية أيضا بشكل عدائي مع الترك والعرب، ونرفض وبشكل أكبر القطع الجغرافي العسكري المتعمد بين ما هو متواصل تاريخيا ومصيريا بين العرب والتركمان، ونرفض أن يستخدم الاسلام لانتاج آيديولوجيا الترهيب والوحشية … نحن نرفض هذه السياسات المنغلقة ونبحث عن حلول حضارية تقوم على التعاون الايجابي وتبادل المصالح وليس تحريض العنف والكراهية واستخدام السلاح والترهيب … وننبه بشكل خاص لخطورة مؤامرة كيري لافروف ومخرج مسرحياتهم السيد دي مستورا … فمعركة حصار حلب هي شرارة حرب واسعة يخططون لها . فلا تكونوا أداتهم يا من تتفاخرون بنسب صلاح الدين .
كما لابد لنا أن ننصح شعوب روسيا وأمريكا ومعهم أوروبا أن يخرجوا من ذهنية الحرب الصليبية ويطووا صفحة أهداف الحرب العالمية الأولى، وأن يبحثوا عن نظام عالمي جديد يقوم على الحق وليس الباطل حتى لو كان هذا الباطل يمتلك القوة الغاشمة، فما تبررون به كل هذا التآمر على العالم الاسلامي (أي الارهاب وداعش) هو على الأقل نتيجة سياساتكم الأنانية والاستغلالية إذا لم يكن صنيعة أيديكم.