د. كمال اللبواني
في جلسة خاصة مع أحد السياسيين الغربيين المخضرمين رويت له قصص من معاناة الشعب السوري ، فتأثر وقال لي إذا كنت تريد اختصار هذه المعاناة … أقنع أصدقاءك في المعارضة بقبول دولة كردية .. لم أتفاجأ كثيرا بل جلست بعدها أستجمع العوامل والأسباب والتطورات لأفهم دلالة ما قاله، وقبل استعراض ما توصلت إليه لابد لي من التوضيح أن الخلاف مع الكرد ليس خلافا حول الحقوق المتساوية للإنسان والجماعات ، بل على توظيفها ووسيلة تحصيلها ، نظرا للتعقيدات الكبيرة التي ترافق نشوء الدول ذات الطابع القومي ، فالوسيلة في أحيان كثيرة تسيء للغاية وتنقص من شرعيتها ، وما يميز بين الحق والباطل ليس طموحات البشر ورغباتهم المختلفة والمتعارضة أحيانا ، بل الوسائل والقيم التي يستعملونها في سبيل ذلك :
لقد عاشت شعوب المنطقة حتى مطلع القرن المنصرم ، بشكل مشترك ضمن امبراطوريات كبرى ( آشورية وفارسية و اغريقية وبيزنطية ثم خلافة اسلامية عربية وتركية ) ، ولم تكن مسألة الهوية القومية ذات قيمة كبرى في تشكيل الدول الكبيرة التعددية التي قامت على عناصر أخرى غير الهوية القومية الواحدة ، لذلك يكاد التاريخ أن يخلو من ماضي سياسي قومي مستقل لمعظم شعوب المنطقة بمن فيهم الكرد … ومع الحرب العالمية الأولى واستيراد الفكر القومي الأوروبي لتركيا ( تركيا الفتاة ) ثم للعرب ( النهضة العربية ) تقسمت المنطقة بين دول تريد أن تحاكي النموذج الأوروبي القومي ، وبموجب اتفاقية سايكس بيكو حُرم الكرد من أي تعبير سياسي عن قوميتهم ، لكن الكيانات السياسية المحدثة التي نشأت تحت الوصاية والانتداب ، فشلت جميعها في صناعة قوميات وأمم موحدة ضمن حدودها المصطنعة ، وتورطت في ممارسة قمع واضطهاد وتمييز واستبداد عانى منه الجميع وخاصة الشعوب والقوميات الأخرى ( الأقليات ) التي مالت نحو التعصب الذاتي كردة فعل على التمييز الذي تعرضت له.
أول توظيف للقضية الكردية حصل عندما سعى السوفييت بعد الحرب العالمية الثانية لتنشيط الحركة القومية الكردية بهدف إضعاف تركيا التي دخلت في حلف الناتو وصارت جزءا من الستار الحديدي الذي يحاصر روسيا . فقدمت روسيا السوفيتية الدعم الكبير للحركات الانفصالية الكردية حتى انطبعت معظم الحركات السياسية الكردية بطابع ماركسي لينيني ، وأصبح الزعيم الكردي الشيوعي خالد بكداش ممثلا حقيقيا للمصالح الروسية في المنطقة وما يزال وريثه غير الشرعي ( قدري جميل يحاول القيام بذات الدور حتى الآن ) وما يزال حزب العمال يتبنى نظرية الكفاح المسلح الماركسية حتى تحت الرعاية الامبريالية الأمريكية … لذلك لم يكن اضطهاد الكرد ينظر إليه باهتمام غربيا وأمريكيا قبل سقوط منظومة الدول الشيوعية ، حتى عندما استخدمت إيران الشاه وعراق صدام أسلحة محرمة دوليا ضد القرى الكردية .
لكن بعد انهيار منظومة الدول الشيوعية مباشرة وخلال حرب الكويت ، تغير الموقف الأمريكي جذريا ، فتغاضت عن قمع الشيعة في الجنوب وقامت بفرض منطقة حظر جوي شمال العراق ، والذي سمح بانفصال عملي للشمال عن السلطة في بغداد ، تعزز بعد احتلال العراق عام 2003، فصارت اربيل عاصمة دولة متكاملة ذات هوية كردية لا تربطها بالعراق إلا بعض الروابط الشكلية … وأظهر الغرب وخاصة ألمانيا التي تقود مشروع الاتحاد الأوروبي دعمهم لقضية الشعب الكردي القومية داخل تركيا التي فقدت وظيفتها بعد سقوط السوفييت ، وأصبحت هي الخطر الأقرب على أوروبا ، لكونها ذات تاريخ عريق في قيادة العالم الإسلامي ، خاصة بعد بداية مسار تحول هويتها القومية التركية أكثر فأكثر باتجاه الهوية الإسلامية بقيادة الزعيم نجم الدين أربكان ثم الرئيس رجب طيب أردوغان فيما بعد وحتى الآن … فحب أوروبا للكرد ليس لاختلاف هويتهم (الشرقية الاسلامية ) أو تاريخهم (في بناء والدفاع عن هذه الهوية ) ، وليس طبعا بسبب تنامي حس الغرب الإنساني ( الذي لم نره في مواقف أخرى من أحداث المنطقة ) … كما كشف دور أوروبا والأقليات في محاولة الانقلاب الأخيرة الكثير من النوايا تجاه كيان الدولة التركية ، ودفع بقيادتها لقلب تحالفاتها الخارجية ، ولإجراءات قمعية داخلية زادت من حدة التناقضات العامودية ، وأدخلت تركيا في طريق الانزلاق بعد سوريا كما توقع الزعيم أربكان قبل أكثر من عقدين . فمن صمم الانقلاب في تركيا صممه ليستفيد من نجاحه ومن فشله على السواء ، فالهدف هو زعزعة استقرار هذه الدولة وليس حب طرف وكره آخر ، وهذا ما يتوجب الوقوف جديا عنده في كل ردة فعل على هذا الانقلاب.
حب الغرب وتبنيه للقضية الكردية (المحقة من حيث المبدأ ) ، خاضع لرغبة توظيفها في خدمة منع قيام محور اسلامي قوي وقطب سياسي اقتصادي كبير في المنطقة بدا وكأن تركيا مرشحة للقيام به، لذلك فسياسة التفرقة وإثارة النزاعات والتناحر وتقسيم العالم الإسلامي هي المحرك الحقيقي للغرب في دعم القضية الكردية ، وحتى في الدعم غير المعلن لنظام الملالي في عدوانه على العراق وسوريا ولبنان واليمن … فتسعير خلاف كردي عربي تركي ، هو سياسة ثابتة للغرب الذي ما يزال يفكر بعقلية صليبية ، و في ذات السياق طبعا تسعير خلاف شيعي سني ، واليمين الأوروبي الذي عاد للسيطرة هو أكثر من يمثل التمسك بتلك العقلية التي تجاوزها الزمن … ولا ينس الأخوة الكرد أن الغرب ذاته الذي أحرق اليهود وقتل نصفهم في أوروبا وهجرهم منها قبل 70 عام ، يدعم وبكل قوة الدولة اليهودية التي قامت في فلسطين منذ 70 عام لذات السبب الذي يدعم به قيام دولة كردية، مع أن نار العنصرية ومعاداة السامية ما تزال متقدة تحت الرماد في مجتمعاتهم ، ومرشحة للظهور مرة أخرى عندما يضمحل الخطر العربي .
مع اندلاع الثورة السورية شُجعت القيادات الكردية لاشتراط الفيدرالية قبل المشاركة في الثورة من قبل الديبلوماسيين الغربيين، فرفضت القيادات الكردية التي ناضلنا معها ضد الاستبداد الأسدي كل التفاهمات التي لا تنص صراحة على وجود شعبين لهما حق تقرير المصير في سوريا ، ومن شارك في الثورة السورية من دون هذا الشرط تم اغتياله وتصفيته وقمعه ( نتذكر في هذا الصعيد الأخ الشهيد مشعل تمو وتياره الوطني الكردي الذي يتعرض للاضطهاد حتى الآن على يد الوحدات الكردية ذاتها ) .
وهكذا تمنّع الكرد عن المشاركة عمليا في الثورة من دون الحصول على ضمانات دستورية تؤكد على الفيدرالية كخطوة مرحلية في طريق الانفصال، وذلك بدعم واضح من سفراء الدول الغربية ، فكانت النتيجة أن سبقهم حزب العمال لملئ الفراغ على الأرض وتشكيل وحدات عسكرية كردية بدعم من المخابرات السورية والإيرانية وخاض بالتعاون معها الحروب ضد الثورة ليس آخرها عملية احتلال حلب … طبعا ستسخدم داعش ( اللعبة ) كذريعة لتبرير ذلك ولتسعير الخلاف الكردي العربي بما ترتكبه من جرائم بحق الجميع ، وبقدرة قادر هطل الدعم العسكري والسياسي الأمريكي والغربي على حزب العمال الكردستاني بتنوعاته باعتباره فصيل من المعارضة السورية ( مع أنه ممنوع تسليحها أصلا ) ، وبالرغم من تبنيه لأيديولوجيا جهادية ماركسية عنصرية ، وبالرغم من تورطه في حوادث قمع وترهيب طالت الشعب الكردي و طالت دول أخرى ، نرجع في هذا الصدد لمعركة كوباني وما رافقها من زخم اعلامي وتحشيد دولي … وكأنها هي أم المعارك أو المعركة الوحيدة في سوريا . وأخيرا يسرع الكونغرس الأمريكي على عجل لتبني تزويد ما سماه ( المعارضة السورية) أسلحة مضادة (فقط ) للطيران التركي الذي يقصف حزب العمال متجاوزا الخطوط الحمر الأمريكية في نفس الوقت الذي تباد وتدمر فيه المدينة التاريخية حلب بمشاركته من دون أي ردة فعل .
ما أزال أذكر تماما الفترة التي رافقت استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي في الغوطة ، وبالتزامن مع التحضيرات للضربة العسكرية المزعومة ، أدخلت على عجل الورقة الكردية لجدول أعمال الائتلاف عبر ثلاثة أشخاص هم أحمد رمضان وأنس العبدة و نذير الحكيم ، ومن دون تنسيق مع الائتلاف جلبوا ورقة للتوقيع غير قابلة للنقاش وقع عليها مسبقا المجلس الوطني الكردي ، ليمرروها على الهيئة السياسية ، ثم الهيئة العامة في اليوم التالي بحضور سفراء الدول الغربية الأربع ( الأمريكي والفرنسي والألماني والبريطاني ) وطلبوا منا صراحة وشفاها الموافقة عليها في الهيئة السياسية دون نقاش وعلى عجل ، وكنت الوحيد (من بين 19 عضو) من رفض وطلب أن تناقش على مستوى شعبي كونها قضية دستورية ونحن هيئة غير منتخبة من الشعب ولا يحق لنا البحث في المسائل الدستورية شكلا ، ناهيك عن المضمون الملتبس والمتناقض الذي تضمنته … رفضوا وأصروا وصوت 18 عضو على الوثيقة ، وعندما اعترضت على هذا الأسلوب وهددت بالخروج للإعلام ( وفعلت في اليوم التالي ) … تكلم معي تلك الليلة عدد من الديبلوماسيين في الخارجية الأمريكية وقالوا بالحرف إذا لم تقروا الورقة الكردية فالكونغرس لن يقر الضربة العسكرية … وساد التوتر الشديد جلسة اقرار الورقة في الهيئة العامة بسبب الترهيب والترغيب الشديدين الذين مورسا على أعضاء الائتلاف ، وبعد رفض ممثلي الأركان لها وسقوطها عمليا بالتصويت قام الجربا بالاعتداء على لؤي بالضرب … عندما عرقل انتزاع حقهم في التصويت عبر وكالة مزعومة منهم له .
نعم هكذا أفهم مقصد نصيحة السياسي المخضرم المتقاعد … وهكذا أفهم كيف توظف الورقة الكردية أمريكيا وغربيا …
فحل القضية السورية مشروط بتقسيم سوريا رسميا ، أو فرض واقع تقسيمي لا يمكن العودة عنه على الأرض … وهذا هو جوهر التوافق الروسي الأمريكي السري حول سوريا ، الذي يقضي بتسهيل قيام دولة علوية في الساحل تحت الهيمنة الروسية ، وتسريع قيام دولة كردية في الشمال تحت الهيمنة الأمريكية ، والغريب العجيب ليس سلوك بوتين المافيوي ، بل سلوك الرئيس أوباما المحامي الحائز على جائزة نوبل والذي يتآمر على قتل وإبادة شعب وتدمير دولة عضوة في الأمم المتحدة … فهل يفعل ذلك حبا في الكرد أحفاد صلاح الدين ؟؟ … والذين يتهمونهم بارتكاب جرائم ابادة ضد الأرمن أثناء الحرب الأهلية في تركيا الحديثة ؟؟؟ …
طبعا وجهة النظر هذه تختلف كثيرا عن وجهة النظر الكردية ، فهم يشعرون بالتمييز والاضطهاد وقد تعرضوا له فعلا ، ويحمّلون باقي القوميات المسؤولية عن تغييب قوميتيهم عن الساحة السياسية ، وليس التآمر الاستعماري وحده ، ويستعيدون ذكريات التمييز والاضطهاد ليبرروا سلوكهم الانفصالي ، ويشعرون فعلا بأحقية قضيتهم عندما يطلبون المعاملة بالمثل وعلى قدم المساواة … لذلك أرى أنه من غير المعقول أن نطلب منهم عدم الافادة من الظرف الحالي ومن الدعم الغربي والأمريكي، لخدمة قضيتهم القومية وطموحاتهم كشعب . ليسوا هم المسؤولين عن الظروف التي خلقها المستعمر ووضعت القضية الكردية على خلاف القضايا القومية الأخرى في المنطقة . لذلك هناك عسرة تفاهم كبيرة معهم ، نتيجة اختلاف وجهات النظر باختلاف الموقع من المسألة .
لكن بالنظر للتداخل الديموغرافي الواسع فإن عملية الانفصال الجغرافي لن تكون سهلة ، وعندما ترسم حدود هذا الانفصال بالحروب والدماء والتغيير الديموغرافي ، فهذا سيجعل الدويلات الكردية الوليدة في حالة حرب مستمرة مع كل جيرانها ، مما سيتركها ضعيفة بحاجة دوما لحليف خارجي قوي يرتهنها ، وبسبب عدم نضج التحول القومي والمدني في الشعب الكردي كما هو حال الشعب العربي فإن استقرار نظام حكم ديموقراطي مدني موحد سيجد صعوبة وبالتالي ستعاني الدول الكردية المتعددة مما عانته الدول العربية من تناحر وصراعات داخلية وخارجية واستغلال واستبداد … وسيرتهن وجودها واقتصادها للدول الداعمة … وستضطر لصرف ميزانية ضخمة للدفاع والجيوش لخوض حروب تستنزف قدرات المنطقة وشعوبها .. وهكذا يتم نغميس الحق الكردي بدماء الكرد وشعوب المنطقة، ويتم التلاعب بحقوق الشعوب ، ووضع الغايات على تناقض مع الوسائل .
لا يمكن عمليا قمع طموحات الشعب الكردي القومية ، ولا يمكن الوقوف في وجه مشروعهم ، وليس ذلك من العدل والأخلاق … المطلوب هو البحث في الوسائل المتبعة ، وتخفيف حدة وآلام الانقسام الذي يبدو حتميا حتى الآن ، وبشكل خاص الكف عن ارتكاب جرائم الحرب وضد الانسانية … فهذا ليس في صالح الشعب الكردي ولا غيره ، لأن هذا الانحطاط الأخلاقي سينعكس داخليا وسيودي بالمنظومة الأخلاقية التي تقام عليها الدول ويولد صراعات بعيدة المدى وجروح يصعب أن تندمل ..
ما يجب فهمه أن من يدعم القضية الكردية لا يريد الخير في المنطقة ولا يعمل على مشروع له معايير وضوابط أخلاقية أو مصالح مشتركة لشعوب المنطقة التي تعايشت تاريخيا ، وبدلا من السير في الطريق الذي يرسمه لنا الآخرون… يجب صياغة مشاريع تقفز فوق مفاهيم العداء وتتجاوز أسبابها وعناصرها وتغير الأرضية التي تقوم عليها ، وكل ذلك ممكن بل تتيحه عملية التغيرات الكبرى التي تحدث بفعل الحداثة المتسارعة …
مسار التقسيم مسار ليس في صالح شعوب المنطقة …. آجلا أم عاجلا ستتغلب المصالح المشتركة وتدفع باتجاه التوحد والاندماج ، لذلك من العقل والحكمة البحث عن حل معظم قضايا المنطقة ضمن مسار اتحادي وليس تقسيمي منذ الآن ، حل يوظف التنوع في خدمة التعاون والتشارك ولا يستثمره في خدمة الصراعات … المطلوب مفاهيم سياسية جديدة عن الدول الاتحادية الحديثة ، وسياسيين يعملون عليها لخدمة رسم خريطة حضارية للشرق الأوسط . ليس من الصعب صياغة هذا المشروع ، وليس من الصعب إيجاد سياسيين عقلانيين يسوقونه ويعملون على تطبيقه عند كل الأطراف … وما يبشر هو السلوك العقلاني لقيادة اربيل التاريخية ، وللوطنيين الكرد ، الذين يرفضون الانقياد لعصابات التطرف والترهيب الكردي الذين يتاجرون بقضيتهم دون أن ننسى الاسلاميين الكرد … طبعا هذا يتطلب مقاربات مختلفة للموضوع الكردي من قبل قيادة أردوغان ومن قبل الوطنيين السوريين … لسحب بساط التنازع الذي يسعى به اليمين الغربي الأسير للعقل الصليبي ، وكل الطامعين في السيطرة على المنطقة بالوسائل غير الحضارية . فهيمنة حضارة على العالم أمر منطقي وطبيعي بمقدار ما تنجح تلك الحضارة في صعيد التكنولوجيا والاقتصاد والقيم ، وليس في صعيد البطش والهمجية والتآمر والتخريب …
أخيرا أقول أن السياسة ( مثلها مثل الاقتصاد) ليست علما تجريبيا له قوانين ثابتة ، لأنها خاضعة لوعي البشر المتغير المبدع الذي يفاجئ كل خبير وعالم ومخطط … لذلك ليس هناك (قدر حتمي ) سياسي يمكن فرضه على الشعوب مهما بلغت الدول الخارجية من قوة ونفوذ ، ونحن لسنا ضحايا التآمر علينا إلا بقدر عجزنا عن استيعابه وابداع طرق تجاوزه … وعملية اعادة رسم خريطة الشرق الأوسط التي تقودها الدول الكبرى وتنفذ بشكل همجي ، ستبقى رهنا بإرادة الشعوب مهما فعل البعيد ومهما بدا الوضع مأساويا … هذا ينطبق على الترك والعرب والفرس والكرد وحتى اليهود … فالبشر دوما قادرون على دفن خلافاتهم والتطلع نحو المستقبل … والعامل الأهم في ذلك هو منظومة القيم التي تحكم الوسائل ، ومنظومة المصالح المشتركة التي تربطهم .
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } (سورة الحجرات 13)