قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن نظام «خفض التوتر» في سورية، أسس ظروفاً لتحريك الحوار السياسي وبدء محادثات مباشرة للمرة الأولى، بين دمشق وفصائل المعارضة، تقود إلى تسوية نهائية للصراع الدامي في سورية. وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن الدول الضامنة لنظام آستانة (روسيا وتركيا وإيران)، ستنفذ مخرجات اجتماع آستانة الأخير، التي تضمنت نشر مراقبين أتراك وروس وإيرانيين في إدلب وخارجها. وأوضح أن مراقبين أتراكاً سيتولون مهمة مراقبة التهدئة داخل محافظة إدلب، فيما سيتولى الجانب الروسي مهمات مراقبة التهدئة على مداخل إدلب وحدودها، بينما سيوجد مراقبون إيرانيون وروس في مناطق أخرى (لم يسمها)، لمنع الاشتباكات. وشدد بدوره على ضرورة إيقاف العنف في سورية، للوصول إلى حل سياسي شامل.
وخلال مراسم تسليم أوراق اعتماد سفراء 20 دولة أجنبية، بينهم السفير الأميركي الجديد جون هانتسمان في الكرملين أمس، قال بوتين: «كما تعلمون، تمّ في إطار مفاوضات آستانة، التوصل إلى اتفاق حول مناطق خفض التوتر الأربع في سورية، بمشاركة الدول الضامنة وبدعم دول عدة».
وزاد أن تلك الاتفاقات «تهيئ الظروف للمضي قدماً نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، على أساس الحوار المباشر بين الحكومة والمعارضة، وتوحيد جهودهما من أجل القضاء على وكر الإرهابيين، بأسرع وقت وإحلال السلام والحفاظ على وحدة سورية».
ودعا الرئيس الروسي كل دول العالم العمل، إلى إزالة الألغام في سورية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان البلاد، من دون شروط مسبقة وتحت إشراف الأمم المتحدة.
في موازاة ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن الرئيس بشار الأسد ينتصر في الحرب، وحضّ الولايات المتحدة على تعزيز تدخلها. وأفاد ليبرمان في مقابلة مع موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي: «أرى طابوراً دولياً طويلاً يصطف حتى يتودد إلى الأسد، يريد الجميع فجأة التقرب من الأسد، لا مثيل لهذا. الجميع يصطف في الطابور لأن الأسد ينتصر».
وزاد: «نتمنى أن تكون الولايات المتحدة أكثر نشاطاً على الساحة السورية والشرق الأوسط في شكل عام. نواجه الروس والإيرانيين، وكذلك الأتراك وحزب الله، وليس هذا بالأمر الهين الذي يمكن التعامل معه بصفة يومية».
ميدانياً، تبنى «داعش» الهجوم الانتحاري على قسم الشرطة في حي الميدان في دمشق، الذي أدى إلى مقتل 17 شخصاً بين مدنيين ورجال أمن. ونشر التنظيم تسجيل فيديو أمس، قال إنه يظهر جنديين روسيين أسرهما خلال القتال في مدينة دير الزور شرق سورية. وفي التسجيل الذي نشرته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم المتطرف، ظهر رجلان يرتدي كل منهما جلباباً رمادياً، وكان أحدهما مكبل اليدين بينما بدت على وجه الثاني كدمات. وتحدث أحدهما بالروسية وصاحبته ترجمة مكتوبة بالعربية. لكن وزارة الدفاع الروسية نفت احتجاز العسكريين.
إلى ذلك، قتل 18 مدنياً نتيجة غارة لـ «التحالف الدولي»، استهدفت آباراً للمياه أثناء تجمع السكان قربها في مدينة الرقة، شمال سورية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «طائرات للتحالف الدولي استهدفت آباراً للمياه، أثناء تجمع السكان لتعبئة المياه منها، تقع قرب الملعب البلدي في شمال مدينة الرقة، ما تسبب بمقتل 18 مدنياً على الأقل بينهم أربعة أطفال، وإصابة 15 آخرين بجروح».
وقال الناطق باسم «التحالف الدولي» الكولونيل راين ديلون، «يجري التحالف تقويماً مفصلاً لكل ادعاء حول احتمال وقوع خسائر بشرية، وسنقوم بالأمر ذاته في شأن هذا الادعاء أيضاً».
الحياة