قال المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير»، النقيب ناجي مصطفى، إن الجبهة رصدت وفق معلومات مسربة من داخل النظام السوري، نقل حمولة مؤلفة من 10 شاحنات تحمل براميل تحتوي على مواد كيميائية، خرجت من مستودعات أسلحة قرب العاصمة دمشق، ووصلت إلى مناطق سيطرة النظام في ريف حماة، حيث يتوقع أن تستخدمها قوات النظام ضد مواقع للمعارضة شمالا، وذلك مقابل تلويح روسي علني بمعركة باتت وشيكة ضد آخر منطقة منخفضة التصعيد، حيث وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب محادثات جمعته مع نظيره السعودي، عادل الجبير، في موسكو يوم الأربعاء، مسلحين في جيب إدلب الخاضع لسيطرة المعارضة السورية بأنهم «خُراج متقيح» يحتاج تطهيرا، حيث جرى ذلك عقب إعلان ميخائيل بوغدانوف نائب وزير خارجية روسيا، عن مباحثات لمناقشة الوضع في محافظة إدلب ومنطقة عفرين الخاضعتين لسيطرة المعارضة السورية جمعته مع مسؤولين إيرانيين واتراك.
من جانبه أكد مصطفى في بيان رسمي له، أمس الأربعاء، أن البراميل التي رصدتها الجبهة الوطنية يقدر عددها بـ 10 براميل خرجت من «اللواء 155» المعروف بلواء الصواريخ البعيدة المدى «سكود»، في القطيفة في ريف دمشق، ليلا، الأسبوع الماضي، ووصلت إلى منطقة السلمية في ريف حماة في الليلة ذاتها.
وأشار النقيب ناجي المصطفى إلى أن الحمولة قد تم تفريغها في مستودعات «كيتلون» والتي هي عبارة عن أربعة مواقع ضمن الجبال، وبعدها تم نقلها إلى مكان آخر غير معلوم، والمتوقع أن يكون قريبا من مدرسة المجنزرات.
وجاء تصريحات مصطفى ردا على ما أوردته وكالة الأخبار الروسية «سبوتنيك» نقلا عن رئيس مركز المصالحة بأن أفرادا من «الخوذ البيضاء» نقلوا حمولة كبيرة من المواد السامة إلى مخزن في مدينة سراقب السورية يديره مسلحو «أحرار الشام»، مؤكدا أن هدف الفصائل الثورية المسلحة هو «استخدام الأسلحة الكيميائية واتهام القوات الحكومية باستخدام المواد السامة ضد المدنيين»، مشيرا إلى أن الادعاءات الروسية «عارية عن الصحة لكنها تحمل مؤشرات خطيرة أوجب توضيحها، حيث «بدأ الطرف الروسي ومعه نظام الأسد بتطبيق الخطوات التقليدية التي تسبق توجيه ضربات من قبل قوات الأسد بالسلاح الكيميائي ضد المدنيين كما فعل في عشرات المرات على امتداد الأرض السورية من ريف إدلب إلى غوطة دمشق، وغالبية هذه الضربات تم توثيقها وبعضها تمت إدانته رسميا من قبل المجتمع الدولي (الغوطة الشرقية عدة مرات وخان شيخون».
وقال لقد تمكنت « الجبهة الوطنية للتحرير» من خلال رصد دقيق من داخل قوات النظام، من الحصول على معلومات تؤكد قيام النظام بنقل حمولة كيميائية إلى مناطق متاخمة لمواقع المعارضة، حيث «أثبتت أحداث الحرب القائمة في سوريا أن الطرف الوحيد الذي يملك أسلحة كيميائية هو نظام الأسد، والأهم من ذلك هو أن الطرف الوحيد الذي استعمل أسلحة كيميائية وأسلحة قتل عشوائي محرمة دوليا ضد المدنيين ومستعد لتكرار الجريمة هو نظام الأسد، وهذا أمر موثق من قبل منظمات دولية حكومية وغير حكومية ولا لبس أو شك فيه. إن تزامن الحملة الإعلامية المغرضة لروسيا والنظام حول موضوع الأسلحة الكيميائية وتحركات النظام الميدانية تُنذر بشكل شبه قطعي بنية النظام توجيه ضربة كيميائية جديدة ضد المدنيين بإشراف روسي تمهيدا لعمليته العسكرية ضد محافظة إدلب وما حولها».
وجدد نفيه القاطع لامتلاك المعارضة « أي سلاح كيميائي في الماضي أو حاليا، وأنها تؤكد التزامها الكامل بحماية أمن المدنيين وسلامتهم، وتدعو المجتمع الدولي عامة والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة في الملف السوري خاصة لتحمل مسؤوليتها في منع استهداف الشعب السوري بالسلاح الكيميائي مجددا من قبل النظام وحلفائه، واستباق هذه الجريمة بخطوات فعلية وقرارات حاسمة تؤدي إلى محاسبة المجرم».
وفي الطرف النقيض وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الأربعاء، مسلحين في جيب إدلب الخاضع لسيطرة المعارضة السورية بأنهم «خُراج متقيح» يحتاج تطهيرا، مضيفا أن من وصفهم بالإرهابيين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية. وقال لافروف عقب محادثات جمعته مع نظيره السعودي، عادل الجبير في موسكو، إن هناك تفاهما سياسيا بين تركيا وروسيا بشأن الحاجة للتفريق بين المعارضة السورية وأشخاص وصفهم بأنهم إرهابيون في محافظة إدلب.
من جانبها نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير خارجية روسيا، قوله يوم الأربعاء، إن موسكو تناقش الوضع في محافظة إدلب ومنطقة عفرين الخاضعتين لسيطرة المعارضة السورية مع إيران وتركيا، وكذلك مع الحكومة والمعارضة.
القدس العربي