اتمت الفصائل سيطرتها على كفرنبودة بعد تكبيد النظام خسائر بشرية، بالإضافة لتدمير عدد كبير من العتاد واغتنام عدد آخر من الدبابات والآليات والأسلحة.
وفي هذه اللحظات يشن النظام حملة قصف جوي شرسة على كفرنبودة وكفر نبل وقرى وبلدات حزارين ومعرة الصين و بعربو و حيش وجبالا وحرش معرة النعمان و الهبيط في ريف إدلب، كما استخدمت قنابل عنقودية في محيط كفرنبل وحاس أدت إلى مقتل عدة مدنيين.
وتحاول قوات النظام التبديل بين المحاور من أجل إرباك قوات المعارضة ومن أجل استعادة كفرنبودة. حيث لايزال القصف متواصلا من قبل قوات النظام لاستعادتها.
مدير التواصل الإعلامي في تحرير الشام ،تقي الدين عمر يرى بأن المعارك التي هزمت فيها الفصائل سابقا “درعا الغوطة” كان السبب الاكبر لسقوطها يعود الى المصالحات التي تمت مع النظام والنسبة المتبقية سقطت عسكرياً، وهذا ما أراده الروس وما كانوا يعولون عليه هنا في إدلب.
ويقول تقي الدين عمر في حديث لـ”القدس العربي” :” في إدلب أغلقنا عليه الأبواب، بحملاتنا التي قمنا بها ضد مشروع المصالحات والتي يرفضها أبناء المنطقة الأحرار، والذين تعاونوا معنا لكشف” رؤوس الخيانة”، فكان الروسي يتوقع أن يشهد مقاومة محدودة بعد شنه هجوماً عسكرياً عنيفاً على المنطقة المحررة لفترة قصيرة، فتضعف فيها المعنويات وروح المواجهة، إلى أن تسقط المنطقة بشكل كامل، إذ كانت تمثل للروس فرصة تستحق المغامرة، خاصة وأنه روسيا تبحث عن ما يقوي موقفها لتفرض رؤيتها في ملف الشمال، لكنها اصطدمت بمواجهة الفصائل العاملة على الأرض ودفاعها عن المحرر، فاستطاع التقدم في مناطق تعتبر ساقطة عسكرياً في بداية المعركة، لكن ذلك كلّفه خسائر كبيرة، وبعد أن استطاع” المجاهدون” امتصاص الضربة وتشتيت قوات العدو، تحول المجاهدون من طور الدفاع إلى طور الهجوم على أكثر من محور في الأيام السابقة، مما دفع الروسي إلى إعادة حساباته وطرح موضوع وقف القتال، وحسب المعطيات الميدانية، فإن المعركة ستطول، فإرادة القتال وروح المواجهة تسري في الشباب الثائر من كل الفصائل، وهذا ما تترجم عملياً بإنشاء غرفة عمليات مركزية تضم أغلب الفصائل وتدير المعركة حالياً”.
ويعتقد عمر بأن طرح روسيا مبادرة وقف القتال هي مناورة تمهيدية لمرحلة عسكرية قد تقوم بها. ويضيف مدير التواصل الإعلامي في تحرير الشام :”عمل الأمس هو الرد العملي على كل ما ستقوم به روسيا مستقبلا ، فالنظام يدرك حقيقة أنه لا يستطيع أن يحرز تقدماً من غير دعم دول الاحتلال له، فعندما زج بنخبة قواته في الأيام الأولى من المعركة، تم سحقها، وخسر أعداداً كبيرة منها على أكثر من محور، فكل منطقة محتلة من قبل النظام هي هدف سنسعى إلى تحريرها ، ولا يقتصر ذلك على المناطق التي سقطت في المعركة الأخيرة وعروض وقف القتال لا تعنينا”.
الناطق باسم الجبهة الوطنية لتحرير سوريا النقيب ناجي مصطفى يقول “بعد عدم قدرة روسيا والنظام على تحقيق اهدافهم عقب استخدام كل انواع القوة، واتباع الفصائل لتكتيكات عسكرية جديدة أنهكت قوات النظام مما جعل روسيا تطلب وقف القتال لكن رفضنا هذه الهدنة حتى اعادة المناطق التي تم السيطرة عليها مؤخرا وارجاع الاهالي الى قراهم “.
ويضيف الناطق باسم الجبهة الوطنية لتحرير سوريا “روسيا تتبع سياسة الارض المحروقة للتمكن من انجازات عسكرية لكن اليوم قمنا بعمل عسكري لساعات فاستعدنا ما خسرناه “.
من جهته يؤكد القيادي في جيش العزة العقيد مصطفى بكور بأن روسيا طلبت وقف القتال بسبب حجم الخسائر الكبير بالقوات الموالية لها وعدم قدرة هذه القوات على مواصلة التقدم.
ويقول بكور في حديث لـ” “القدس العربي” : “روسيا تريد من الهدنة ان تكون فرصة لها لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف واستكمال التذخير لإعادة الكرة، لكن الأهم في العمل الأخير هو عودة الفصائل للعمل المشترك وتناسي خلافاتها وهذا سيجعلنا سنسعى لاستعادة المناطق التي خسرناها”.
ويذهب الصحافي السوري مهند درويش الى أن الاتراك تنبهوا الى خطورة الموقف في حال تقدم النظام وروسيا في عمق إدلب، اذ لازالت إدلب تعني الكثير لتركيا داخليا واقليميا، وبالتالي فإن الاتراك شجعوا قوات المعارضة للوقوف في وجه تقدم قوات النظام وقد ظهر ذلك جليا في الاسلحة التي وصلت لقوات المعارضة”.
ويقول الصحافي في حديث لـ “القدس العربي” :”القراءة الحالية في المعارك الجارية جنوب إدلب وشمال حماة تؤكد أن قوات المعارضة وبضوء اخضر تركي عازمة على استرجاع كل ما خسرته قبل الجلوس الى مفاوضات او الحديث حول التهدئة كما ان روسيا مصرة على المحافظة على مكتسباتها الاخيرة و اجبار الثوار على القبول بخسارتها لتلك المناطق، والجلوس الى مفاوضات تهدئة لكن بحسب ما جرى سابقا فهذه عادة روسيا والنظام السوري اللذان يقوما دائما بالقضم والمهادنة بهدف تجنب الخسائر و اللعب على معنويات الناس والفصائل بهدف إنهائهم”.
ويقول الناشط الاعلامي ابراهيم رضوانلـ “القدس العربي” :” الفصائل تمكنت من تحرير مناطق مهمة خاصة كفرنبودة وهم يسعون الى السيطرة على المناطق الأخرى التي سيطر عليها النظام مؤخرا خاصة عقدة الطرق التي تصل بين ريف حماة الشمالي بالغربي وابعاد خطر النظام بتجاه مناطق جديدة مثل اللطلمنة والهبيط كما ان الثوار غنموا أسلحة كثيرة بسبب ان النظام خزن أسلحة ومعدات كثيرة لكي يتجه إلى مناطق أخرى ،وأهم ما قام به العمل المنسق بين الفصائل هو إعادة روح المبادرة التي ضعفت في الفترة الأخيرة لاسيما ان هذه المعركة تواجه قوات أكثر ضابط شهرة عند مؤيدي النظام “سهيل الحسن” وهذا له دور في الحرب النفسية الفصائل مواصلة عملياتها العسكرية ويمكن ان يفتحوا محاورا اخرى “.
القدس العربي