ارتفعت حصيلة ضحايا قصف النظام السوري، أمس، على سوق شعبية في مدينة إدلب، إلى 18 قتيلاً من المدنيين. وأفادت مصادر في الدفاع المدني لمراسل الأناضول ومصادر أخرى لـ«القدس العربي»، أن عدد القتلى ارتفع إلى 18 مدنياً، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض. وأشارت المصادر إلى وجود عدد كبير من الجرحى، ما يجعل عدد القتلى مرشحاً للارتفاع.
ووصف سوريون المشهد في إدلب كأنه «القيامة». ويأتي ذلك بعد أن نكثت روسيا بوعودها تجاه الهدنة التي وقعتها مع الجانب التركي قبل 72 ساعة فقط، لتنفذ مقاتلاتها الحربية وتلك العائدة للنظام السوري عشرات الغارات الجوية على إدلب المدينة ومدن وبلدات في أريافها، مستهدفة الأسواق الشعبية والمناطق السكنية، حيث أوقعت عشرات القتلى والجرحى، بينما بقي آخرون تحت الأنقاض.
14 قتيلا من جيش النظام في اشتباكات على الحدود مع لبنان
مصادر ميدانية قالت لـ«القدس العربي» إن ست مقاتلات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري، تناوبت على قصف إدلب المدينة، مع أريافها، فقتلت أكثر من 15 مدنياً كحصيلة أولية، وأصابت أكثر من 40 آخرين، كما طال القصف أحد مراكز الدفاع المدني السوري في جبل الزاوية، مما أدى إلى تدميره وإخراجه عن الخدمة بشكل كلي. وأكد ذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال القيادي في الجيش الوطني السوري مصطفى سيجري لـ«القدس العربي»: إن اتفاق الهدنة فشل نتيجة عدم التزام «الاحتلال الروسي»، بينما أعمال القصف والقتل تتواصل بحق المدنيين والمستضعفين في إدلب وما حولها.
واعتبر سيجري أن روسيا لا يمكنها أن تكون طرفاً ضامناً، واصفاً إياها بـ«دولة احتلال» و«داعمة للإرهاب».
من ناحية أخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بمقتل 14 من قوات النظام السوري و9 مسلحين في اشتباكات في بلدة على الحدود السورية – اللبنانية.
وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن قوة من النظام مدججة بدبابات ومدرعات اقتحمت مناطق في بلدة رنكوس في القلمون الغربي بعد معلومات وصلت لهم من «مخبر» لهم، بوجود مسلحين من أبناء البلدة ليست لهم صلة بالفصائل لكنهم رفضوا التسوية والانتقال إلى إدلب وفضلوا البقاء في جرود المنطقة بعيداً عن الأنظار، وذلك وفق الوكالة الألمانية «د ب أ».
ووفق المرصد، دارت اشتباكات بين الطرفين استمرت حتى ساعات الفجر وتسببت بمقتل ضابط في قوات النظام برفقة ثلاثة عناصر آخرين، بالإضافة لمقتل 9 من المسلحين المحليين الذين اعتادوا على الوجود في البلدة في ساعات متأخرة من الليل، كما قتل «المخبر» خلال الاشتباكات.
وأشار المرصد إلى أنه عقب ذلك هاجم مسلحون محليون حواجز لقوات النظام في البلدة بعد قدومهم من الجرود، الأمر الذي أدى لمقتل 10 عناصر من قوات النظام، لافتاً إلى أن البلدة لا تزال تشهد توتراً كبيراً حتى اللحظة وسط استنفار أمني لقوات النظام وشنها لحملات دهم وتفتيش دقيق.
القدس العربي