تعرّض وفد المعارضة السورية المشارك في الجولة 17 من مباحثات أستانة إلى انتقادات لاذعة من قبل الأوساط السورية المعارضة، وذلك بسبب التناقض بين تصريحات الوفد والتصريحات الروسية المغايرة تماماً.
وأكثر ما أثار الانتقادات وصف رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة الجولة بـ”المعقولة”، والحديث عن وعود في المستقبل قريباً، في الوقت الذي هاجمت فيه روسيا المعارضة، واتهمتها بأنها “غير واقعية” بسبب تركيزها على رحيل الأسد.
وقال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن على المعارضة الاستيقاظ ومواجهة الواقع، لأن رحيل الأسد أمر غير واقعي.
وفي رده على ذلك، قال رئيس وفد المعارضة المشارك في أستانة، الدكتور أحمد طعمة، في حديث لـ”القدس العربي” “يستطيع كل طرف أن يقول ما يراه، نحن نطالب بحقوقنا التي تتمثل بانتقال سياسي كامل وفق قرار مجلس الأمن 2254”.
وأضاف “نرى أن جولة أستانة كانت فرصة لطرح رؤانا وتوجهاتنا ومطالبنا من المجتمعين والأسرة الدولية”.
في المقابل، يصف الباحث في مركز “جسور للدراسات “عبد الوهاب عاصي، موقف وفد المعارضة بـ”الأكثر من ضعيف”، مضيفاً لـ”القدس العربي”: “حديث روسيا عن وجود شروط مسبقة لا يعكس بالضرورة وجود نقاط قوة لديها مقارنة مع المواقف التي تبديها، بل هو يعكس حجم التنازل الذي تسعى روسيا لتطبيع المعارضة عليه لا سيما بما يخص مسار الإصلاح الدستوري”.
واعتبر الباحث أن وفد المعارضة لمباحثات أستانة بات مقتنعاً بأن عملية تبادل الأسرى يمكن أن تؤدي إلى إخراج المعتقلين، رغم أن روسيا تحاول القفز على هذا الأخير لأسباب عديدة.
وكان وفد المعارضة قد تحدث عن “إنجازات” تحققت خلال الجولة، حيث تحدث الوفد عن تلقيه وعداً روسياً بأن تكون جولة اللجنة الدستورية المقبلة مختلفة، وأن يشهد ملف المعتقلين تطوراً.
ويرى الصحافي السوري عبد العزيز الخطيب لـ”القدس العربي”، أن وفد المعارضة بات بحكم المجبر على إظهار نفعية مسار أستانة. ويضيف أن الاستمرار في المشاركة في مسار أستانة هو خيار الدولة الوحيدة التي باتت تدعم المعارضة – تركيا.
القدس العربي