أطلقت منظمات إنسانية وناشطون سوريون حملة دعم وتضامن مع نازحي مخيم الركبان عند، لتسليط الضوء على معاناة الأهالي في ظل أزمة مياه خانقة، بعدما خفضت منظمات تابعة للأمم المتحدة كمية المياه المخصصة للمخيم، إلى النصف، ما فاقم حجم المعاناة.
الحملة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تحت وسم #أنقذوا_مخيم_الركبان، هدفها وفق القائمين عليها، لفت الأنظار لمساعدة 10 آلاف نازح، يموتون عطشاً في مخيم محاصر وسط الصحراء. ونشر القائمون على الحملة، بياناً قالوا فيه «انخفض مستوى المياه في مخيم الركبان، وننوه هنا إلى أن المياه لم تنقطع بشكل تام، إلا أن الوضع أصبح مأساوياً، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة والطبيعة الصحراوية للمنطقة مما يتطلب استهلاكاً أكثر للمياه». وأضاف البيان «عداكم عن الوضع الطبي المعدوم والحالة الإنسانية الصعبة بسبب الحصار المفروض من قبل قوات نظام الأسد وروسيا وإيران، للتضييق على الناس وإجبارهم على المصالحة وتفكيك المخيم الذي يقطنه نحو عشرة آلاف نازح ومهجر من مناطق حمص وريفها ودير الزور وريفها».
بقعة صحراوية قاسية
صفحة «مخيم الركبان» ذكرت في منشور لها «هنا نحن نعيش، في هذه البقعة الصحراوية القاسية في مخيم الركبان، تشعر للوهلة الأولى حين تدخل المخيم كأنك في عصور قد خلت… نحن نعيش في منطقة محاصرة من قبل الميليشيات الإيرانية لإجبار سكان المخيم على العودة إلى مناطق النظام أو الموت جوعاً» وأرفقت المنشور بصور تظهر فيها بيوت طينية، وطفل يحاول سحب الماء من مستنقع آسن. وكتبت في منشور آخر «مخيم الركبان المنسي، عطش وجوع ومرض، محاصر من قبل قوات النظام والدرك الأردني، في محاولة للضغط على 8500 شخص للعودة إلى سوريا وتسليم أنفسهم، عائلات بدأت تدخل مناطق النظام دون معرفة مصيرها، بلا ضمانات لحماية أرواحهم، بلا جهود أممية لتأمينهم ونقلهم إلى مناطق آمنة أخرى، ندعو كل سوري وعربي إلى التضامن مع أشقائهم والحديث عنهم والوقوف بجانبهم».
وحول الموت البطيء الذي يهدد المهجّرين في مخيم الركبان، حمّل الائتلاف الوطني السوري الأمم المتحدة المسؤولية ما يجري بحق المهجّرين السوريين «الذي يعيشون أوضاعاً مأساوية متمثلة في نقص الغذاء والماء وحليب الأطفال والمعدات الطبية، بسبب حصار نظام الأسد للمخيم وعدم استجابة الأمم المتحدة لمناشدات الاستغاثة، إضافة إلى تخفيضها كمية المياه الداخلة إلى المخيم إلى النصف، على الرغم من موجات الحر التي تعيشها المنطقة». وطالب الائتلاف الوطني بموقف دولي عاجل «يكبح جماح نظام الأسد عن حصار العائلات في مخيم الركبان، حفاظاً على أرواح آلاف المدنيين الذين هجّرهم هذا النظام في وقت سابق، ويطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها والعمل بشكل فعّال يضمن حياة كريمة لآلاف العائلات في المخيم».
سرقة المساعدات
وأضاف «إن المهجّرين في مخيم الركبان يعيشون الآن بين خطرين، الأول هو الموت البطيء بسبب نقص الماء والغذاء والدواء في المخيم، والخطر الثاني هو الاعتقال والتغييب والتعذيب والقتل في حال عادوا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، وتركهم على هذه الحالة هو جريمة، الصامت فيها كمرتكبها». كما شاركت الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، بالحملة، ووجهت كتاباً رسمياً إلى الأمم المتحدة والمفوضية السامية للاجئين واليونيسيف، جاء فيه «مخيم الركبان للنازحين السوريين والذي يقع في أقصى جنوب سوريا على الحدود الأردنية، يعاني من أوضاع إنسانية سيئة للغاية بسبب النقص الواضح في الماء إضافة إلى المواد الإنسانية والغذائية والطبية والألبسة وحليب الأطفال والطحين والمحروقات، لذلك تقع عليكم المسؤولية كاملة الأخلاقية والقانونية والإنسانية فيما يتعرض له أكثر من عشرة آلاف مواطن سوري أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى لأنهم لا يحصلون على أدنى مقومات الحياة بسبب الحصار الخانق والجائر من قبل النظام السوري والميليشيات الإيرانية وروسيا».
وتأملت الرابطة تقديم «المساعدات الإنسانية من قبلكم مباشرة أو عن طريق التحالف الدولي الموجود في التنف، بدون المرور عن طريق النظام السوري الذي يقوم بسرقة المساعدات الإنسانية لتجويع أهالي المخيم من أجل عودتهم إلى حضن النظام وتفكيك مخيم الركبان، وزيادة كمية المياه المقدمة من قبل اليونيسيف، مع حفر آبار ارتوازية وتركيب محطة تصفية ومعالجة للمياه في المخيم، وفتح معبر إنساني مع الأردن للحالات المرضية الطارئة وإعادة تجهيز وعمل النقاط الطبية السابقة المخدمة للقاطنين في المخيم، وتركيب مولدات كهربائية للأهالي».
الناشط الحقوقي تامر تركماني اعتبر أن «ما يحدث في مخيم الركبان هو إعدام جماعي لكافة السوريين الذين يسكنون ذلك المخيم وانتقام من المدنيين الذين هربوا من بطش الأسد وظنوا بأن العالم سيقف معهم… درجات حرارة مرتفعة وكميات قليلة جدا من المياه». الناشط الحقوقي عمر الشغري كتب بدوره «يجب كسر الحصار على مخيم الركبان، يجب إيصال كميات كافية من المياه، كميات كافية من المواد الغذائية حليب وحفاضات أطفال».
أحمد الحمود، عقب قائلاً «هولوكوست (نازي) جديد بوسم من ادعوا محاربة النازية والفاشية، فالكل شريك لبشار وبوتين وخامنئي في السكوت على ما فعلوه في سوريا وما يفعلونه بأهل الركبان لإجبارهم على العودة إلى النظام، قطعوا عنهم الماء والدواء والغذاء، فالموت مصيرهم إن بقوا أو عادوا للنظام». وفي منشور آخر مرفق بصور للأطفال، راح يقول «حتى مراجيحهم بدائية صنعوها بأنفسهم، لم ترسلها لهم اليونيسف أو أخواتها في الكذب لا يعرفون ما يعرفه أطفال من يتغنون بحقوق الطفل لأنهم ولدوا في هذه الصحراء بسبب هرب آبائهم من نظام الأسد وآلته الحربية فهل سيموتون فيه أيضاً قبل أن يعرفوا معنى الحياة التي حرموا منها».
وتساءلت دارين العبد الله «كيف للإنسانية أن تقبل بأن يعيش جمعٌ من البشر في الصحراء تحاصرهم الوحوش البشرية والحيوانية والعوامل البيئية، نعم نحن السوريين جربنا كل أساليب الموت، قصفاً، خنقاً، غرقاَ، جوعاً، تحت التعذيب، والآن حكاية جديدة من حكايات الموت تكتب ببطيء في مخيم الركبان الموت عطشاً». وعقب عبد الوهاب عليوي «عشرة آلاف نازح نزلوا بصحراء غير ذي زرع فلا طير يطير ولا وحش يسير يعانون العطش ونقص الغذاء والدواء وقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فهل لهم من منقذ؟».
القدس العربي