نعى سوريون أفراداً من عائلة غازي الفلسطينية التي قضى 36 شخصاً منها في مجزرة الكيميائي في الغوطة في ريف دمشق عام 2013، ونزح من نجا منهم إلى بلدة جنديرس في ريف حلب الشمالي، ليلاقي عدد من الناجين حتفهم جراء الزلزال المدمر.
وعائلة غازي نزحت من الناصرة بفلسطين الى سوريا خلال الاربعينيات نحو سوريا وكانت تقيم في زملكا في ريف دمشق عام 2013، عندما وقع هجوم النظام السوري بالأسلحة الكيماوية. وعرف من الضحايا من عائلة غازي لحد الآن: يوسف محمد سليمان غازي، وابنته آمنة يوسف غازي وزوجته رفيقه كلساني. ورغم مرور يومين على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، لا زال عدد كبير من العالقين تحت الأنقاض في مدينة جنديرس في ريف حلب الشمالي، وسط عجز كبير من الأهالي وفرق الإنقاذ بسبب عدم توفر الآليات الثقيلة.
ويشرح عبد الله المحمد وهو من المتواجدين في المدينة لـ«القدس العربي» الوضع في المدينة بقوله: إن المعدات المتوفرة لا تكفي لإنقاذ العالقين، ونسمع نداءات الاستغاثة من تحت الأنقاض». ويوضح أن عمليات الإنقاذ إن بقيت على النحو فإن الفرق لن تستطيع إزالة الأنقاض لأكثر من 10 أيام.
وتضم مدينة جنديرس عدداً كبيراً من النازحين السوريين، وتحديداً من مناطق ريف دمشق، حيث استقطبت المدينة بعد سيطرة المعارضة عليها آلاف المهجرين. وفي ريف حلب الشمالي، بدأ الأهالي بمساعدة الفصائل العسكرية بمحاولة إيواء الناجين من مدينة جنديرس، حيث وصل المئات منهم إلى مدينة مارع. ويقول توفيق محمد من مدينة مارع، إن الأهالي قاموا بحملة شعبية لإيواء المهجرين، حيث تم جمع مبالغ مالية وأغطية وألبسة. ويضيف لـ«القدس العربي» أنه خصص المستودع الذي يمتلكه لاستيعاب النازحين من مدينة جنديرس، مؤكداً أن الوضع في غاية الصعوبة والتعقيد.
وحسب المجلس المجلي في جنديرس وصل عدد الوفيات في البلدة إلى 715 حالة وفاة، وعدد العائلات المتضررة إلى ثلاثة آلاف و907 عائلات، و107 عائلات غير معروف وضعها. وتابع في بيان أن عدد العائلات الموجودة خارج المنازل المتضررة بلغ ألفين و690 عائلة، وعدد العائلات التي غادرت خارج جنديرس إلى القرى المحيطة 760 عائلة.
ويبلغ عدد الآلات التي تعمل ضمن جنديرس 42 آلة، وجرى تجهيز مخيمي إيواء لـ350 عائلة من أصل العدد الكلي للعائلات المتضررة (3907 عائلات). وتحتاج البلدة وفق المجلس المحلي إلى حوالي ألفين و500 خيمة إيواء، وتأمين وجبات طعام ومياه لمراكز الإيواء وسكان البلدة بشكل عام، وتأمين مركز ميداني للحالات الطارئة.
وعلى مقربة من جنديرس، تناقل ناشطون صوراً تظهر تصدع سد ميدانكي بمنطقة عفرين، جراء الزلزال، محذرين من آثار كارثية في حال انهيار السد. ويقع سد ميدانكي على نهر عفرين، الذي ينبع من جبال طوروس في تركيا، ويسير في ريف حلب بطول 55 كم وفي الأراضي التركية بطول 95 كم. وبدأت أعمال تشييد سد ميدانكي، عام 1997، بكلفة إجمالية قدرها 58.2 مليار ليرة سورية، بما في ذلك كلفة اقتناء الأراضي للخزان، وافتتح في 24 نيسان 2004.
وسد ميدانكي، هو «سد ركامي بارتفاع 73 متراً، وعرض القاعدة 385 متراً، وطول القمة 980 متراً، وعرض القمة 10 أمتار، وله بحيرة صناعية أقيمت بعد إنشائه، تبلغ مساحتها (14كم²) وبحجم تخزين إجمالي يبلغ (190 مليون متر مكعب) حسب معلومات أوردها «تلفزيون سوريا». وقال التلفزيون إن مدينة عفرين ومعظم القرى المحيطة فيها – بما فيها عشرات مخيّمات النازحين والمهجّرين – مهدّدة بكارثة إنسانية ومعرّضة للغمر والغرق في حال انهيار السد.
القدس العربي