بعد أن كانت تحاول وضع العراقيل وتأجيل الاجتماع الرباعي بين كل من روسيا وإيران وتركيا وسوريا، فجأة تم الإعلان عن موافقة حكومة دمشق حضور الاجتماع، واستغنت عن الشروط التي كانت قد وضعتها سابقا لحضوره، وهو الاجتماع التي تنظمه روسيا لمناقشة ملف التطبيع بين أنقرة ودمشق خلال الفترة القادمة. وسائل إعلام تابعت مجريات تنظيم الاجتماع الرباعي منذ أسابيع، أرجعت موافقة دمشق وتخليها عن الشروط إلى الضغوط الروسية، لكن رسالة أميركية ظهرت فجأة، قد تفسر هذه الانعطافة من قبل حكومة دمشق حول موقفها من الاجتماع الرباعي ومن التطبيع مع أنقرة، فكيف لعبت واشنطن دورا في توجيه الموقف السوري. الولايات المتحدة الأميركية على الرغم من أنها ترفض كافة أشكال التطبيع مع دمشق من قبل أي دولة حول العالم، إلا أن حدتها إزاء أنقرة بشأن هذا الملف انخفضت مؤخرا، فكان واضحا اختلاف ردة فعل واشنطن بين محاولات أنقرة ومحاولات الدول العربية، فعندما حاولت الدول العربية التقرب من الحكومة السورية في أعقاب كارثة الزلزال، كانت هناك ردة فعل قوية من قبل واشنطن وصلت إلى حدّ التهديد بعقوبات وفق قانون “قيصر”. رسالة أميركية الرسالة الأميركية كتبها مجموعة من المسؤولين الأميركيين السابقين والباحثين والخبراء، وهي موجهة إلى الإدارة الأميركية، طالبوا خلالها ببذل المزيد من المجهود لمنع التقارب مع الحكومة السورية، وقد ركزت الرسالة على منع التقارب تحديدا مع الدول العربية، وقد اعتبر أصحاب الرسالة أن منع التطبيع مع دمشق “يحتاج أكثر من الكلام والتصريحات”.
على الرغم من أن الرسالة جاءت في خضم تنظيم الاجتماع الرباعي لمناقشة ملف التطبيع بين دمشق وأنقرة، إلا أنها لم تأتي على ذكر هذه المساعي، أو المطالبة بمحاولة منع عودة العلاقات السورية التركية، ما قد يوحي أن بعض المسؤولين في أميركا يفضلون أو لا يمانعون عودة العلاقات السورية التركية، بينما هناك رفض قاطع لعودة دمشق إلى الدائرة العربية. ضغوط أميركية ربما يرى أصحاب وجهة النظر هذه أن عودة دمشق إلى الدائرة العربية تعني بشكل أو بآخر عودة الحكومة السورية إلى الساحة الإقليمية أو العربية، بينما عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة مرتبطة بمصالح تركية مؤقتة متعلقة بالانتخابات، التي ما إن انتهت حتى ظهرت الخلافات العميقة بينهما، التي قد تؤدي بسهولة إلى تأزيم العلاقات وقطعها مرة أخرى.
الباحث السياسي الدكتور باسل معراوي، رأى أن الضغوط الدولية لا سيما من قبل روسيا ساهمت في تغيير توجه حكومة دمشق إزاء ملف التطبيع مع أنقرة، واشتراط دمشق هو رغبة مشتركة بين الرئيس السوري بشار الأسد وإيران، لعرقلة ملف عودة العلاقات بين الجانبين، مشيرا إلى وجود اختلاف في واشنطن حول طريقة التعامل مع الملف السوري ومدى الجهود المبذولة في الملف. قد يهمك: بعد موجة الاعتقالات.. الرئيس التونسي دخل منعرجا جديدا لإسكات المعارضة؟ معراوي قال في حديث مع “الحل نت”، “كانت هناك توقعات شبه مؤكدة بأن تكون هناك ضغوط روسية على دمشق لقبول حضور الاجتماع، هناك مصلحة روسية كبيرة في نجاح مشروع التطبيع بين أنقرة ودمشق لمساعدة أردوغان، ولاحظنا كيف استقبلت موسكو لأول مرة بشار الأسد استقبال الرؤساء، في محاولة لإظهاره على أنه رئيس غير معزول”. الرسالة الأميركية، وصلت ربما إلى دمشق ومفادها أن الطريق إلى الدول العربية مسدود بالفيتو الأميركي، في حين أن الطريق إلى أنقرة قد يبدو أكثر سهولة خلال المرحلة الراهنة، وهنا أوضح معراوي أن “دمشق ترى في الانفتاح العربي الذي أعقب كارثة الزلزال، أكثر إفادة من التقارب مع تركيا، لأن الدول العربية قد تفيد الأسد في منحه شرعية عربية”، لكن الضغوط الروسية والرسالة الأميركية ساهمت ربما في تغيير وجهة نظر حكومة دمشق. بحسب تقرير لصحيفة “القدس العربي”، فإن “اتصالات مكثفة شهدتها الأروقة الدبلوماسية لعواصم الدول الأربع، بهدف التوصل لاتفاق حول صيغة نهائية تفضي لإمكانية انعقاد الاجتماع في موسكو، وقد أنتجت الاتصالات والمشاورات الأخيرة تقاربا في عدد من النقاط، كانت قد منعت في وقت سابق حصول أي اختراق سياسي بين النظام السوري وتركيا”.
أستمع للمادة بعد أن كانت تحاول وضع العراقيل وتأجيل الاجتماع الرباعي بين كل من روسيا وإيران وتركيا وسوريا، فجأة تم الإعلان عن موافقة حكومة دمشق حضور الاجتماع، واستغنت عن الشروط التي كانت قد وضعتها سابقا لحضوره، وهو الاجتماع التي تنظمه روسيا لمناقشة ملف التطبيع بين أنقرة ودمشق خلال الفترة القادمة. وسائل إعلام تابعت مجريات تنظيم الاجتماع الرباعي منذ أسابيع، أرجعت موافقة دمشق وتخليها عن الشروط إلى الضغوط الروسية، لكن رسالة أميركية ظهرت فجأة، قد تفسر هذه الانعطافة من قبل حكومة دمشق حول موقفها من الاجتماع الرباعي ومن التطبيع مع أنقرة، فكيف لعبت واشنطن دورا في توجيه الموقف السوري. الولايات المتحدة الأميركية على الرغم من أنها ترفض كافة أشكال التطبيع مع دمشق من قبل أي دولة حول العالم، إلا أن حدتها إزاء أنقرة بشأن هذا الملف انخفضت مؤخرا، فكان واضحا اختلاف ردة فعل واشنطن بين محاولات أنقرة ومحاولات الدول العربية، فعندما حاولت الدول العربية التقرب من الحكومة السورية في أعقاب كارثة الزلزال، كانت هناك ردة فعل قوية من قبل واشنطن وصلت إلى حدّ التهديد بعقوبات وفق قانون “قيصر”. رسالة أميركية الرسالة الأميركية كتبها مجموعة من المسؤولين الأميركيين السابقين والباحثين والخبراء، وهي موجهة إلى الإدارة الأميركية، طالبوا خلالها ببذل المزيد من المجهود لمنع التقارب مع الحكومة السورية، وقد ركزت الرسالة على منع التقارب تحديدا مع الدول العربية، وقد اعتبر أصحاب الرسالة أن منع التطبيع مع دمشق “يحتاج أكثر من الكلام والتصريحات”. من بين الأشخاص الموقّعين على الرسالة كان القائد السابق للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية (سينتكوم) كينيث ماكينزي، والمبعوثينَ السابقين إلى سوريا فريدرك هوف وجيمس جيفري وجويل رايبون، وقد أكدوا في رسالتهم إلى أن الحكومة السورية لم تبدِ أية استعدادات لفعل ما هو ضروري لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، معتبرينَ أن دمشق تقدم بذلك خدمات لتنظيم “داعش”. على الرغم من أن الرسالة جاءت في خضم تنظيم الاجتماع الرباعي لمناقشة ملف التطبيع بين دمشق وأنقرة، إلا أنها لم تأتي على ذكر هذه المساعي، أو المطالبة بمحاولة منع عودة العلاقات السورية التركية، ما قد يوحي أن بعض المسؤولين في أميركا يفضلون أو لا يمانعون عودة العلاقات السورية التركية، بينما هناك رفض قاطع لعودة دمشق إلى الدائرة العربية. ضغوط أميركية ربما يرى أصحاب وجهة النظر هذه أن عودة دمشق إلى الدائرة العربية تعني بشكل أو بآخر عودة الحكومة السورية إلى الساحة الإقليمية أو العربية، بينما عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة مرتبطة بمصالح تركية مؤقتة متعلقة بالانتخابات، التي ما إن انتهت حتى ظهرت الخلافات العميقة بينهما، التي قد تؤدي بسهولة إلى تأزيم العلاقات وقطعها مرة أخرى. الباحث السياسي الدكتور باسل معراوي، رأى أن الضغوط الدولية لا سيما من قبل روسيا ساهمت في تغيير توجه حكومة دمشق إزاء ملف التطبيع مع أنقرة، واشتراط دمشق هو رغبة مشتركة بين الرئيس السوري بشار الأسد وإيران، لعرقلة ملف عودة العلاقات بين الجانبين، مشيرا إلى وجود اختلاف في واشنطن حول طريقة التعامل مع الملف السوري ومدى الجهود المبذولة في الملف. قد يهمك: بعد موجة الاعتقالات.. الرئيس التونسي دخل منعرجا جديدا لإسكات المعارضة؟ معراوي قال في حديث مع “الحل نت”، “كانت هناك توقعات شبه مؤكدة بأن تكون هناك ضغوط روسية على دمشق لقبول حضور الاجتماع، هناك مصلحة روسية كبيرة في نجاح مشروع التطبيع بين أنقرة ودمشق لمساعدة أردوغان، ولاحظنا كيف استقبلت موسكو لأول مرة بشار الأسد استقبال الرؤساء، في محاولة لإظهاره على أنه رئيس غير معزول”. الرسالة الأميركية، وصلت ربما إلى دمشق ومفادها أن الطريق إلى الدول العربية مسدود بالفيتو الأميركي، في حين أن الطريق إلى أنقرة قد يبدو أكثر سهولة خلال المرحلة الراهنة، وهنا أوضح معراوي أن “دمشق ترى في الانفتاح العربي الذي أعقب كارثة الزلزال، أكثر إفادة من التقارب مع تركيا، لأن الدول العربية قد تفيد الأسد في منحه شرعية عربية”، لكن الضغوط الروسية والرسالة الأميركية ساهمت ربما في تغيير وجهة نظر حكومة دمشق. بحسب تقرير لصحيفة “القدس العربي”، فإن “اتصالات مكثفة شهدتها الأروقة الدبلوماسية لعواصم الدول الأربع، بهدف التوصل لاتفاق حول صيغة نهائية تفضي لإمكانية انعقاد الاجتماع في موسكو، وقد أنتجت الاتصالات والمشاورات الأخيرة تقاربا في عدد من النقاط، كانت قد منعت في وقت سابق حصول أي اختراق سياسي بين النظام السوري وتركيا”. هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟ انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية. تراجع دمشق عن شروطها يبدو أن الضغوط الروسية حمّلت النظام السوري للموافقة أخيرا على المشاركة في اجتماع موسكو الذي سيجمع نواب وزراء الخارجية الروسي والتركي والإيراني والنظام السوري، وذلك بعد أن جرى تأجيل الاجتماع الذي كان مقررا في منتصف آذار/مارس 2022، حين زار رئيس النظام السوري موسكو والتقى الرئيس فلاديمير بوتين. مصادر صحفية كانت قد أكدت في وقت سابق الأربعاء، أن الاجتماع الرباعي بين موسكو وأنقرة وطهران ودمشق، سيُعقد خلال الأسبوع الأول من شهر نيسان/أبريل المقبل، حيث سيكون الاجتماع على مستوى نواب وزراء خارجية الدول الأربعة، بعدما وافقت دمشق على حضور الاجتماع بدون أيّة شروط أو ضمانات مسبقة.
مساعي روسيا لعقد اجتماعات رباعية، جاءت بعد اقتحام إيران للشراكة الروسية التركية، التي حاولت تهميش الدور الإيراني في وقت من الأوقات، وقد اقتحمت طهران هذه الشراكة من بوابة “أستانا”، فهي لا تريد اتفاقيات ثنائية خارج “أستانا”، كونها قد تحمل بنودا تتعارض مع مصالحها، فضلا عن إدراكها أن دور روسيا في الوساطة بين أنقرة ودمشق، قد يكون بمثابة “اتفاقية ثنائية”، تُبعد إيران من الطاولة الثلاثية. بالعودة إلى الرسالة الأميركية، يبدو أن بعض المسؤولين الأميركيين، يرغبون بتوجيه واشنطن لبذل مزيد من الجهود لتحقيق الرؤية الأميركية في الملف السوري، لكن محللين أكدوا أن الإدارة الأميركية تولي اهتمامها لملفات لها أولوية أكثر من سوريا، كملف الغزو الروسي لأوكرانيا، وتمدّد نفوذ الحزب “الشيوعي” الصيني، في عدد من مناطق العالم أبرزها شرق آسيا والشرق الأوسط.
يبدو أن دمشق كانت قد حاولت فرض رؤيتها في ملف التقارب مع أنقرة، إذ من الواضح أنها لا تثق بالقيادة التركية، لكن انعطافة دمشق تؤكد أن القرار السوري لم يعد في دمشق، بل إنه يعتمد على ما تقرره روسيا، فضلا عن ردود الفعل القادمة من واشنطن، وبالتأكيد فإن دمشق تأخذها بعين الاعتبار في مختلف الملفات.
الحل نت