انسحبت مجموعات تابعة لمجموعة “فاغنر” الروسية من مقرات كانت تتمركز فيها في مواقع غربي دير الزور، وفق ما أكدت مصادر خاصة لـ”القدس العربي”. وأوضح الصحافي همام عيسى أن مجموعات تابعة لـ”فاغنر” انسحبت من مواقع عدة، من أطراف تدمر وبعض النقاط في البادية الشامية إلى الغرب من دير الزور.
وأكد أن مجموعات تابعة لميليشيا “لواء فاطميون” وأخرى تابعة لميليشيا “لواء الباقر” انتشرت في النقاط التي انسحبت منها “فاغنر”. وبين أن عناصر “فاغنر” انسحبوا باتجاه مركز مدينة دير الزور، والساحل السوري، مبيناً أن “أسباب الانسحابات غير واضحة”. من جهته، تحدث الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي عن انسحابات جزئية من قبل “فاغنر” وقال لـ”القدس العربي”: من المتوقع أن تملء الفراغ مجموعات جديدة من “فاغنر” لكن بعض إجراء تغييرات.
أما موقع “أورينت نت” فقال إن قوات النظام السوري سعت لاحتواء موضوع انسحابات “فاغنر” من البادية، منذ تمرد المرتزقة على بوتين والقيادة الروسية في حزيران/يونيو 2023 ومحاولة احتلالها الفاشلة لموسكو، حيث بادرت لنشر مجموعات رديفة لها، غالبيتها من ميليشيا “درع الأمن العسكري” وهي ميليشيا كانت شبه منحلّة، لكن تم إعادة بعض عناصرها للعمل، قرب حقول وآبار النفط “جزل، آراك، الشاعر”، مع مجموعات من ميليشيا الدفاع الوطني من قاطعَي السخنة وحمص.
وتابعت بأن البديل الجديد لـ”فاغنر” في البادية هو وحدات من قوات النظام إضافة لميليشيا “درع الأمن العسكري” التي يقودها شخصيات من القرداحة (مسقط رأس بشار الأسد) وتحظى بدعم كبير من الروس وبشار الأسد، وسيتم إعادة تفعيلها بشكل أكبر، وعناصرها بالغالبية من الساحل ومقاتلون سابقون في قوات النمر وميليشيا الدفاع الوطني، وكان لهم دور كبير في معارك البادية وتدمر ودير الزور والقلمون، خصوصاً ضد تنظيم الدولة، والتعويل سيكون عليهم بالدرجة الأولى لحماية حقول النفط والغاز في البادية، لجانب عمليات التصدي لتنظيم الدولة رفقة قطعات من قوات النظام النظامية وهذا القرار تم اتخاذه بالتفاهم مع القيادة الروسية.
وبحسب مصادر إخبارية خيرت القوات الروسية في حزيران/يونيو لماضي خيّرت قوات “فاغنر” في سوريا، بين مغادرة الأراضي السورية، أو الانضمام للجيش الروسي والعمل تحت قيادته هناك، بالإضافة إلى تسريح المتعاقدين السوريين مع “فاغنر”، وفق جدول زمني حددته القوات الروسية.
وبعد مقتل زعيم “فاغنر” يفغيني يريغوجين، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مرسوم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية بأداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش. ويقدر عدد عناصر “فاغنر” في سوريا بنحو 1500 عنصر، وهم من جنسيات تتبع دول الاتحاد السوفيتي سابقاً، ويتركز وجودهم بالدرجة الأولى ضمن حقول النفط في البادية السورية، وفي بلدات عديدة بالبادية، كما يوجد أكثر من 3000 سوري مجند في “فاغنر”.
القدس العربي