جمعة ساخنة: مئات المتظاهرين في أرياف إدلب وحلب للمطالبة بإسقاط «الجولاني» وتفكيك جهاز الأمن العام… ومظاهرات في السويداء ضد النظام السوري

في جمعة ساخنة في شمال سوريا إلى جنوبها، نزل مئات المحتجين، أمس الجمعة، إلى الساحات الرئيسية في إدلب وحلب شمال غربي سوريا، في مظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، التي تقودها جبهة النصرة، وتفكيك جهاز الأمن العام، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، مؤكدين على استمرار الحراك الشعبي ضد هيئة تحرير الشام وقائدها، حتى تحقيق مطالبهم وإخراج معتقلي الرأي من سجون التنظيم، في وقت احتشد المئات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوب سوريا، مواصلين حراكهم المدني واحتجاجاتهم السلمية في مظاهرة مركزية طالبت بالحرية والتغيير السياسيّ، والعدالة وتطبيق القرارات الدولية.
وقال الناشط الميداني محمد الخطيب من ريف حلب في اتصال مع “القدس العربي” إن الأهالي احتشدوا في مدينة إدلب بمظاهرات غاضبة ضد هيئة تحرير الشام وزعيمها مؤكدين على مطالبهم بإسقاط “الجولاني” والجهاز الأمني والإفراج عن المعتقلين في سجون الهيئة.
وأضاف المتحدث: “توافد المتظاهرون إلى مدينة إدلب من البلدات والقرى المحيطة، وعلى رأسها مدينة بنش وقرى جبل الزاوية والجانودية وأرمناز، حاملين لافتات تطالب بمحاكمته الجولاني، ومحاسبة منظومته الأمنية، وتنادي بنصرة الحراك الشعبي في السويداء”.
كما خرجت مظاهرات مناهضة لهيئة تحرير الشام وزعيمها في كل من تفتناز وجسر الشغور، وأرمناز، بنش، حزانو، دير حسان، كفر تخاريم، دارة عزة، مشهد روحين، أطمه، ومعر تمصرين.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن المتظاهرين طالبوا برحيل الجولاني وإطلاق سراح المعتقلين والمغيبين وجميع معتقلي الرأي وحلّ جهاز الأمن العام، ومحاكمة عاجلة وعادلة للمساجين ووقف التعذيب، وتخفيف الرسوم والضرائب عن الأهالي.
وندد المتظاهرون بمحاولة الهيئة الالتفاف على مطالبهم من خلال تشكيل لجان وعقد جلسات بدعوى “الإصلاح”، من دون أن يكون لها نتائج على الأرض.
وشهدت مناطق سيطرة المعارضة في إدلب والأرياف الملاصقة بها شمال غربي سوريا، حالة من الاحتقان منذ 25 فبراير/ شباط الفائت، ضد هيئة تحرير الشام، على خلفية الاعتقالات التي نفذتها الهيئة خلال العام الماضي في قضية “العملاء للنظامين السوري والروسي والتحالف الدولي”، حيث ناهز تعداد المعتقلين لدى الهيئة نحو 1000 شخص من عناصر وقيادات عسكرية وأمنيين، أفرجت عن قسم منهم، بعد الإعلان عن براءتهم، بينما ظهرت عليهم آثار التعذيب، ما أثار أزمة غير مسبوقة في المنطقة، وخرجت مظاهرات غاضبة شارك فيها فئات مختلفة بينهم نشطاء مدنيون مستقلون وإعلاميون، حيث رفع المتظاهرون من سقف مطالبهم، ونادوا بتنحي زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، وانتخاب مجلس شورى ومجالس محلية لقيادة المناطق، كما طالبوا بتحييد جهاز الأمن العام عن الحياة العامة، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، وإلغاء الرسوم والضرائب على البضائع.
الاحتجاجات دفعت الجولاني للخروج، منتصف مارس/ آذار الفائت، بكلمة جَمَعَ لها نشطاء وإعلاميين ووجهاء وقادة عسكريين، وممثلين عن المؤسسات العامة والفعاليات الثورية في إدلب، تعهد فيها الاستجابة إلى مطالبهم، كما توعد من يتجاوز “الخطوط الحمر في المناطق المحررة”.
وقال في كلمته: “تستطيعون أن تتفقوا على شخص بنسبة 60% أو 70% وأنا معكم، وكما أن هناك مطالب أعتقد أن الوقت لا يسمح بها الآن، أو ستؤثر على حياة الناس، هناك خطوط حمر يجب أن يعيها الجميع، خطوط حمر أرجو ألا يصل أحد إليها، وأرجو أن توقفوا من يسعى لخراب المحرر، لأنه إذا تدخلنا لحماية المحرر سنتدخل بشكل شديد، ولن نسمح لأحد على الإطلاق بأن يمس المحرر بسوء، وما وصلنا إليه من مكتسبات لن نعود فيها إلى الوراء على الإطلاق، لذلك انتبهوا وحذروا الناس، لأن ما بني في سنوات لن نسمح له أن يهدم على الإطلاق، فهو بني على دماء وأشلاء أناس ضحت”.
وتابع قائلاً: “دعونا نعيش بالمحرر جميعاً بسلام وأمان، لا تعيدونا إلى المربع الأول، هذا الكلام بناء على معلومة وليس تحليلاً، هناك من تضرر من الانضباط في المحرر مستغلاً المطالب المحقة والحادثة الأخيرة التي حدثت، بعد هذا المجلس أرجو أن يكون الأمر قد حل. العودة إلى الوراء خط أحمر بالنسبة إلينا”.
وإلى الجنوب السوري، حيث احتشد المئات، أمس الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، استمراراً بالاحتجاج السلمي في مظاهرة مركزية طالبت بالحرية والتغيير السياسيّ، العدالة وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.
وذكرت شبكة أخبار “السويداء 24” المحلية أن المئات من مختلف المناطق دخلوا ساحة الكرامة، رافعين أغصان الزيتون والبيارق والأعلام، وسط هتافات وأهازيج وطنية شعبية استمرت لعدة ساعات من صباح الجمعة، أبرزها “حرائرنا خط أحمر وحجر الأساس” ولافتات عدة رفعها المحتجون في إشارة منهم إلى نبذ الإساءة اتجاه سيدات ساحة الكرامة عبر استهدافهم إعلامياً.
كما هتف المتظاهرون من مختلف الشرائح “للحرية وللشهيد وللكرامة، ورددوا الأهازيج الشعبية وسط أجواء ثورية”.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.