وفق معايير معتمدة: الهلال الأحمر القطري في طور إفراغ 3 مخيمات وتسليم أكثر من 7000 نازح بيوتاً سكنية في ريف حلب

ضمن سلسلة قرى سكنية، افتتح الهلال الأحمر القطري أكبر قرية طابقية متكاملة في الشمال السوري، ضمن تجمعين سكنيين يضمان أكثر من ألف شقة مؤثثة بالكامل ومجهزة بكافة المرافق والبنى التحتية لإيواء نحو 7,000 شخص من الأسر النازحة بريف حلب شمالي سوريا.
وفي بيان رسمي، قال الهلال الاحمر القطري إن مدير قطاع الإغاثة والبرامج الدولية د. محمد صلاح إبراهيم، افتتح قرية “الإنسانية أولاً” السكنية في الشمال السوري، والتي تتكون من تجمعين سكنيين بإجمالي 1,136 شقة سكنية مؤثثة بالكامل وتضم كافة المرافق والبنى التحتية لإيواء أكثر من 7,000 مستفيد من الأسر النازحة.
شارك في حفل الافتتاح الذي أقيم في قرية سوسنباط في ريف حلب، الثلاثاء، كلٌّ من نائب والي غازي عنتاب بتركيا سادات سازيك، ومدير هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) في ولاية غازي عنتاب محمود جوشكون، بالإضافة إلى ممثلي المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في تركيا، والهلال الأحمر التركي، وقطر الخيرية، والأسر المستفيدة في الشمال السوري.
واعتبر مدير قطاع الإغاثة والبرامج الدولية في الهلال الأحمر القطري أن افتتاح القرية “رسالة أمل ومساهمة هادفة من دولة قطر وشعبها إلى أهلنا السوريين وكل المتضررين والمحتاجين حول العالم، ونأمل أن تكون نموذجاً يحتذى به للمزيد من المشاريع التي تساهم في تخفيف معاناة النازحين”.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية، الثلاثاء، عن صلاح إبراهيم قوله إن القرية تأتي ضمن سلسلة القرى السكنية التي نفذها وينفذها الهلال الأحمر القطري في مناطق متفرقة من الشمال السوري، وفق استراتيجية تنموية بدأها عام 2015 تقوم على التحول من استخدام الخيام التقليدية إلى بناء منازل مستدامة تصون كرامة الإنسان وتحفظ حياته، موضحاً أن القرية الجديدة تتكون من تجمعين سكنيين، وتحتضن 1136 شقة سكنية، مجهزة بالمستلزمات الأساسية التي تحتاجها الأسر النازحة لتكون ملجأ آمناً ودافئاً لهم، بعدما فقدوا بيوتهم، وباتوا يعيشون في خيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة الآدمية الكريمة. منسق الاستجابة الطارئة في ريف حلب علي الشواخ، قال لـ “القدس العربي” إن العمل جار من أجل إفراغ 3 مخيمات هي مخيم قبة الشيح ومخيم تل جورجي ومخيم سوسنباط، من سكانها ونقلهم إلى منازل سكنية في القرية، لافتاً إلى أن هذه المخيمات هي عبارة عن تجمع للخيام وبيوت الصفيح.
وقال المصدر: “يجري الآن عملية التحقيق من المعلومات والبيانات الموجودة عن سكان هذه المخيمات والتدقيق في حالات الضعف إن وجدت”، لافتاً إلى أن العمل أنهى التحقيق من المخيم الأول، حيث ستبلغ العائلات بالانتقال إلى السكن الأسبوع القادم.
وحول معايير انتقاء هذه العوائل، قال المصدر: “العائلات النازحة التي مضى على نزوحها سنوات طويلة، والتي لا تملك أي مأوى، والعائلات المستضعفة بشكل عام، والأسر التي تعيلها امرأة والأسر التي تضم بين أفرادها حالات إعاقة، كل هذه المعاير استهدفناها، وحالياً لدينا 136 شقة في منطقة الأزرق بالباب، ونحو ألف شقة في سوسنباط”.
وحسب معلومات تسلمتها “القدس العربي” من الهلال الأحمر القطري، فإن قرية “الإنسانية أولاً” هي إحدى القرى السكنية التي نفذها وينفذها الهلال الأحمر القطري في مناطق الشمال السوري، وتعتبر أكبر قرية طابقية متكاملة يتم افتتاحها في الشمال السوري، وتتكون من تجمعين سكنيين، الأول يحتوي 1,000 شقة سكنية في قرية سوسنباط – قباسين بريف حلب، والثاني يحتوي 136 شقة في منطقة الباب بريف حلب.
وتتكون القرية من 1,136 شقة سكنية مبنية من الخرسانة المسلحة (نظام الجدران الحمالة)، موزعة على 143 مبنى مستقلاً، كل مبنى يتألف من طابقين، يحتوي كل طابق على 4 شقق.
وتبلغ مساحة كل شقة 50 متراً مربعاً وتتكون من غرفتي نوم وصالة معيشة، ومطبخ مستقل، وشرفة، وحمام أرضي منفصل، مع تزويد كل شقة بخزان مياه سعة 500 لتر. كما أن الشقق مؤثثة بالمستلزمات الأساسية التي يحتاجها المستفيدون لتكون جاهزة للمعيشة فور تسليمها للأهالي كالحصير والسجاد الفرشات والبطانيات والوسائد، وكذلك تم تجهيز المطبخ بالأدوات اللازمة، مع توفير غاز ثلاثة رؤوس وأسطوانة. كما أن القرية مزودة ببنية تحتية كاملة: شبكة مياه عامة للشرب، وشبكة عامة للصرف الصحي، ومنظومة طاقة كهربائية شمسية، وخزان مياه عال بسعة تخزينية تصل إلى 150 متر مكعب من الماء النظيف، وسور، وغرفة إدارية، إضافة إلى الطرق المعبدة والمساحات العامة ومواقف السيارات والمسطحات الخضراء، وكذلك تم توفير المساحات الصديقة للطفل مع تجهيزها بمجموعتي ألعاب مناسبة للأطفال.
وبني في القرية منشآت خدمية متكاملة، وهي: مسجد كبير مع منارة بمساحة 600 متر مربع يتضمن في القسم العلوي منه مصلى خاصاً بالنساء بمساحة 100 متر مربع، ويتضمن دورات مياه وأماكن للوضوء مخصصة للذكور وأخرى مخصصة للنساء، مع غرفة مكتبة، ومكتب للإمام. وهو مؤثث بما يلزمه من عوازل للأرضيات، والموكيت، إضافة إلى التجهيزات الصوتية الداخلية والخارجية، ومنظومة الإنارة التي تعمل بالطاقة الشمسية، وبرادات مياه الشرب والمراوح السقفية. وتحتوي القرية أيضاً في الجانب الآخر مسجداً إضافياً بمساحة 125 متراً مربعاً، مؤثثاً أيضاً بما يلزمه من فرش وسجاد وأجهزة صوتية، وإنارة، وبرادات، ومراوح. إضافة إلى ذلك، تتضمن مركزاً صحياً مكوناً من طابقين بمساحة إجمالية تصل إلى 500 متر مربع تشمل 16 غرفة وقاعة صممت كغرف عيادات وقاعات انتظار، وغرفة صيدلية، وغرف إدارية، ودورات مياه للذكور والإناث، وأماكن للطعام، وهناك مركز صحي إضافي في تجمع الـ 136 شقة مع ما يحتاجه من مرافق خدمية، وكذلك تركيب مجموعة إضافية لألعاب الأطفال ضمن المساحة المخصصة لهم في ذات التجمع الملحق.
وبنيت مدرسة مكونة من ثلاثة طوابق بمساحة تزيد عن 1,500 متر مربع بسعة 24 غرفة صفية مع مختبر، وغرف إدارية ومقصف. وقد تم تأثيث المدرسة بكل المستلزمات اللازمة لبدء العملية التعليمية من مقاعد دراسية وألواح للكتابة وخزانات ملفات وطاولات وكراسي إدارية ومدافئ ومراوح سقفية، إضافة إلى 24 محلاً تجارياً لتوفير مستلزمات السكان وحاجاتهم اليومية.
وتهدف مشاريع الإيواء إلى “تأمين مأوى كريم للعائلات الأكثر حاجة وتضرراً من النازحين في مخيمات الشمال السوري؛ للمساهمة في تخفيف معاناتهم المستمرة منذ سنين، ونقلهم من حياة الخيام التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة إلى المعيشة، في منزل إسمنتي يصون كرامتهم ويقيهم برد الشتاء وحر الصيف”.
وكذلك ساهمت في توفير أكثر من 2,500 فرصة عمل للنازحين والمقيمين في مناطق تنفيذ المشاريع، مع تدريبهم على طريقة البناء وفق مبدأ التعلم من خلال التنفيذ ليشقوا طريقهم في مهنتهم الجديدة بعد انتهاء المشروع.
ويعمل الهلال الأحمر القطري منذ عام 2015 على تنفيذ مشاريع القرى السكنية والإيواء البديل في الشمال السوري، والتي كان لها كبير الأثر في تغيير حياة النازحين وسكان الخيام، حيث عمل على بناء 13 قرية سكنية في الشمال السوري تحتوي 3,672 منها شقة 2,572) شقة مبنية من الخرسانة المسلحة، و1,100 منزلاً طينياً، مزودة ببنى تحتية متكاملة من شبكات مياه نقية وكهرباء وصرف صحي وطرقات وحدائق، إضافة إلى وجود مسجد ومدرسة ومستوصف ومحلات تجارية في كل قرية.
وتم تسليم 4 قرى خرسانية في أوقات متفرقة خلال عام 2023 وهي مؤثثة بشكل كامل بما تحتاجه الأسرة من مستلزمات أساسية. وفي هذا العام 2024 تم افتتاح قرية كتارا المكونة من 30 مسكناً، وقرية “الإنسانية أولاً” المكونة من 1,136 شقة خرسانية مع مستلزماتها الأساسية من الأثاث أيضاً. ويجري الآن بناء قريتين جديدتين تحتويان 600 شقة خرسانية.
ويقدر إجمالي عدد المستفيدين من هذه المشاريع السكنية بأكثر من 22 ألف شخص، مع توفير ما يقارب 7,000 فرصة عمل الأرباب الأسر العاملين في البناء.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.