قالت وسائل إعلامية أوكرانية بأن المخابرات العسكرية الأوكرانية تتعاون مع مجموعات محلية سورية لضرب أهداف مواقع انتشار القوات الروسية والمجموعات المحلية المتعاونة، حيث “تنشط القوات الخاصة الأوكرانية بمشاركة مجموعات محلية في محافظتي درعا والقنيطرة، وتنفذ هجمات ضد مواقع ونقاط عسكرية روسية” جنوب سوريا.
وأظهرت مقاطع مرئية حصرية حصلت عليها “كييف بوست” من مصادر داخل مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية “تثبت” تنفيذ القوات المحلية السورية، بدعم من القوات الخاصة “خيميك” التابعة لمديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية هجمات ضد أهداف روسية في سوريا خلال شهر مارس/ آذار الفائت.
وذكر المصدر أن القوات الخاصة الأوكرانية التابعة للمخابرات تهاجم منذ بداية العام الحالي، نقاط تفتيش القوات الروسية “العدو ومعاقله ودورياته الراجلة وقوافل المعدات العسكرية والعربات العسكرية في مرتفعات الجولان السورية” كما “تقوم فرقة المخابرات الخاصة خيميك، بالتعاون مع المجموعات المحلية، بمهاجمة المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا، حيث تدور معارك نشطة في الجزء الجنوبي من البلاد، لا سيما في هضبة الجولان، حيث تتمركز القوات الروسية حالياً”.
وفقاً للمصدر، فإنه “منذ بداية العام، قامت المجموعات المحلية، بدعم من عملاء أوكرانيين، بشن العديد من الضربات على المنشآت العسكرية الروسية الممثلة في المنطقة من خلال ما يسمى الاتحاد الروسي في الجمهورية العربية السورية”.
تشمل هذه الهجمات استخدام القنابل الصاروخية وقذائف الهاون، كما أظهرت المقاطع المرئية استخدام “عبوات ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد لمهاجمة المركبات والدوريات العسكرية الروسية”.
ماذا تفعل القوات الخاصة الأوكرانية في سوريا بررت صحيفة “كييف بوست” تعاون المخابرات الأوكرانية مع مجموعات محلية لضرب نقاط عسكرية روسية بأن “التدخل الروسي في سوريا عام 2015، والذي كان يهدف في البداية إلى دعم نظام الرئيس الأسد، خلال الحرب، أدى إلى نشر دائم لآلاف القوات الروسية هناك. حيث نقلت موسكو بعض القوات والمعدات من سوريا إلى ساحة المعركة الأوكرانية في الخريف الماضي من عام 2022، مما قد يجعل قواتها في سوريا أكثر عرضة للهجمات الأوكرانية في المنطقة”.
وفي الوقت نفسه، ونظراً لتواجدهم المطول في المنطقة، أنشأ الروس مراكز تجنيد متعددة لنشر المرتزقة السوريين في أوكرانيا. ويتم تجنيد المرتزقة تحت إشراف “مركز المصالحة بين الأطراف المتنازعة ومراقبة حركة اللاجئين” في قاعدة حميميم الجوية الروسية.
وفي القاعدة الروسية “يصدر الجيش الروسي جوازات سفر للمرتزقة ثم يتم تجنيدهم في القوات المسلحة الروسية، وفي مايو/ أيار 2023، تعهد رئيس الاستخبارات العسكرية، كيريلو بودانوف، بتدمير مجرمي الحرب الروس في أي مكان في العالم، أينما كانوا، حيث تواصل القوات الخاصة الأوكرانية أعمالها بمطاردة مرتزقة شركة فاغنر الروسية في السودان أيضاً، حيث يُظهر مقطع الفيديو حصلت عليه كييف بوست في فبراير/ شباط، القوات الخاصة الأوكرانية وهي تستجوب مرتزقة روسيين تم أسرهم من شركة فاغنر العسكرية الخاصة في جمهورية السودان”. وعلى ضوء ما تقدم، قال مصدر عسكري من درعا لـ “القدس العربي” إن المنطقة شهدت زيادة في الهجمات وعمليات القتل والاغتيال، وسط فلتان أمني زادت وتيرته خلال الأشهر الأخيرة، عازياً السبب إلى احتمال “وجود مجموعات محلية مجندة تعمل لصالح المخابرات الأوكرانية تقوم بزرع عبوات لضرب مواقع وأهداف روسية”.
ورجح المتحدث أن “يكون القاتل والمقتول من المجموعات المحلية السورية، ممن يقفون مع طرفي النقيض” وقال: “احتمال أن يكون هناك مجموعات محلية من أهالي المنطقة، تعمل بدعم مادي مقدم من قبل مجموعات أوكرانية لضرب نقاط عسكرية تابعة لمجموعات محلية موالية لروسيا” جنوب سوريا.
وشهد شهر مايو/ أيار استمراراً في عمليات القتل في محافظة درعا ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة، حيث سجل “مكتب توثيق الانتهاكات” لدى شبكة “تجمع أحرار حوران” المحلية، خلال شهر مايو/ أيار مقتل 43 شخصاً، بينهم عنصران من اللواء الثامن التابع لروسيا، جراء انفجار في أحد مستودعات الذخيرة التابعة للواء شرق درعا. كما قتل مدنيان بالإعدام الميداني على يد اللجان الشعبية التابعة لفرع الأمن العسكري في بلدة محجة شمالي درعا، بالإضافة إلى مقتل عنصر واحد من تلك اللجان خلال اشتباكات اندلعت مع مسلحين مجهولين أثناء تنفيذهم لعملية اغتيال في البلدة.
ووثق المكتب مقتل 7 أشخاص عثر على جثثهم بينهم 3 مدنيين، وقيادي في مجموعة مسلحة معارضة، وعنصر في مجموعة تابعة لفرع المخابرات الجوية، وعنصر في مجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري.
كما قتلت سيدة بانفجار قنبلة يدوية أمام منزلها خلال محاولة اغتيال زوجها الذي يتزعم مجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري.
وأحصى “مكتب توثيق الانتهاكات” لدى شبكة “تجمع أحرار حوران” 29 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 22 شخصاً، وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7 أشخاص من محاولات الاغتيال.
وحول توزع قتلى الاغتيالات، فقد قتل 5 عناصر سابقين في الجيش الحر عملوا عقب اتفاق التسوية في مجموعات تابعة لفرع الأمن العسكري في درعا، بالإضافة إلى عنصر في مجموعة رافضة للتسوية.
وضمن ملف الاغتيالات، سجل المكتب مقتل 6 من قوات النظام، بينهم 5 ضباط برتبة “ملازم”، نتيجة عمليات استهداف متفرّقة في محافظة درعا.
وحسب المكتب، فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر مايو/ أيار جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء 4 عمليات بواسطة “عبوة ناسفة” و4 عمليات بواسطة “عبوة لاصقة”.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول.
القدس العربي