نعى أهالي مدينة السويداء قائد فصيل “لواء الجبل” مرهج الجرماني، الذي وجد مقتولاً فجر أمس الأربعاء في منزله، بينما أكدت مصادر مطلعة أنه اغتيل بسلاح كاتم للصوت من نافذة غرفة نومه شرقي المدينة.
وتعيش محافظة السويداء حالة من الغضب والصدمة مع حادثة الاغتيال، حيث يوجه الأهالي أصابع الاتهام إلى النظام السوري على اعتباره “الخصم الأول”، فيما قررت عائلة الجرماني تشييعه يوم الخميس، بوصفه “شهيد الكرامة”، من مسقط رأسه في قرية أم الزيتون شمال السويداء.
ويعيش القيادي، وفق مصادر مقربة منه لـ “القدس العربي”، في منزله في حي الخريج مع زوجته وابنته، فقط شرقي المدينة، بينما يعيش ابنه خارج البلاد. مشيرة إلى أنه كان نائماً في صالة المنزل حينما وجدته زوجته مضرجاً بدمائه.
المتحدث باسم شبكة أخبار “السويداء 24” ريان معروف قال إن زوجة الجرماني هي التي اكتشفت عملية الاغتيال، حيث وجدته مقتولاً أثناء نومه، مؤكداً أن وجهاء المنطقة سيفتحون تحقيقاً حول الجريمة.
وأضاف أن “القيادي مرهج الجرماني كان يشعر بالمراقبة والخطر طيلة الفترة الماضية، إلا أن جريمة الاغتيال وضعت الناس في حالة صدمة”. وتابع أن “عملية اغتيال الجرماني ليست حدثاً عابراً أو عشوائياً”، مؤكداً أنها “جريمة اغتيال منظمة تقف خلفها جهة تتقن الغدر والاغتيالات، كما تكشف التفاصيل الواردة من مسرح الجريمة”.
وتابع معروف لـ “القدس العربي”: “صباح الأربعاء، فوجئت زوجة الجرماني بالدماء تنزف من رأسه إثر طلق ناري، وقد فارق الحياة. كما لم يسمع أفراد عائلته أو حتى جيرانه في مدينة السويداء، أي صوت لإطلاق النار، ما يرجح أن عملية الاغتيال استُخدم فيها كاتم للصوت، كما لم يُعثر على فارغة الرصاصة التي أودت بحياته”.
أحد المقربين من القيادي قال إن الطبيب الشرعي أوضح أن الاغتيال كان برصاصة مسدس، من مسافة تتراوح بين متر ونصف إلى مترين. تفاصيل الحادث تشير إلى أن القاتل أطلق النار على الجرماني من نافذة المنزل.
كل المؤشرات في الحادثة تدل على جهة منظمة اغتالت الجرماني، لا على جريمة قتل عابرة. الجرماني، الوجه البارز في مقارعة الظلم، الذي كان منحازاً دوماً إلى أهله المقهورين، فلم يترك مظاهرة شعبية إلا وكان أول المشاركين فيها، ولم يتخلف عن أي معركة دفاع عن الأرض، من أقصى الجبل إلى أقصاه، إلّا وانخرط أتونها.
ووفق شهادات أهلية، فقد تصدّر مرهج الجرماني، الحراك الشعبي المطالب بالتغيير الذي انطلق العام الماضي في السويداء في أيامه الأولى، وكان أول المطالبين بالحقوق المهدورة للشعب.
وكان آخر موقف بارز له في الشهر الماضي، عندما احتجز عشرات الضباط والعناصر من الأجهزة الأمنية، رداً على اعتقال الأجهزة الأمنية لشابة من السويداء على خلفية نشاطها المدني، حينها تمكن الجرماني من تحريرها بعملية مقايضة.
ويقود الجرماني فصيلاً محلياً مسلحاً معروفاً باسم لواء الجبل، ينشط في محافظة السويداء. شارك فصيله في التصدي للتنظيمات المتطرفة التي هاجمت السويداء عدة مرات بعد عام 2014، كما شارك في المواجهات ضد مجموعات مدعومة من الأجهزة الأمنية.
الخصم الأول للجرماني بحسب المقربين منه “هو النظام الأمني، الذي شن موجة تحريض ضده وسعى إلى تشويه لسمعته، طيلة الأشهر الماضية عبر أذرعه الإعلامية. يظهر ذلك واضحاً في عشرات الحلقات التي بثها من دمشق “إعلامي” محسوب على النظام”.
القدس العربي