الأمم المتحدة تؤكد على توغل إسرائيلي جديد في الجولان المحتل

قالت قوة مراقبة فضّ الاشتباك التابعة للأمم المتحدة المعروفة اختصاراً باسم “يوندوف”،أمس الخميس، إن بعض الحفريات الإسرائيلية تخترق منطقة الفصل في الجولان، وذلك يؤكد ما ورد في تقرير سابق لـ”القدس العربي” حول توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة السورية واختراق الحدود مع الجولان المحتل.
وأفادت “يوندوف” بأن غالبية الأعمال الإنشائية التي أقامتها إسرائيل لا تنتهك “منطقة الفصل”، على أن عدداً من الخنادق التي تُحفر تحت حماية الجيش تخترق تلك المنطقة، مؤكدة لشبكة “بي بي سي” البريطانية، دخول مركبات وعناصر تابعة للجيش الإسرائيلي إلى المنطقة المنزوعة السلاح.
و أكد رئيس قوة اليوندوف، برنارد لي، وجود خطين رئيسيين من الخنادق جرى حفرهما، إلى جانب ثلاثة خطوط أخرى، ولكنها أقلّ طولاً، في حين يبلغ عرض كل منها ستة أمتار (20 قدماً).
وأوضح لي في تصريحات لبي بي سي، أن بعض الخنادق تصل إلى بضعة مواقع داخل منطقة الفصل، لكنه استدرك بالقول إنه لم يزُر بنفسه هذه المواقع.
وكانت “القدس العربي” قد أكدت الشهر الفائت أن الدبابات الإسرائيلية اجتازت الخط الفاصل مع الجولان السوري المحتل، وتمركزت قرب قرية كودنة بريف القنيطرة.
وبحسب المصدر، فإن “دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي باتت تجتاز الشريط الحدودي بشكل يومي، برفقة جرافات، حيث تعمل على تجريف الأراضي والبساتين الزراعية بدءاً من قرية حضر في المنطقة العازلة على السفح الشرقي لجبل الشيخ، وحتى جنوب القنيطرة، بالقرب من السياج الحدودي”.
وأضاف المصدر: “دخلت الدبابات الإسرائيلية لحماية الجرافات، أثناء عملها في القطاع الشمالي في قرية حضر وقرية شبعه السورية، كما وثقنا دخولهم إلى القطاع الأوسط في قرية بريقه وبير عجم وكودنة”.
إضافة إلى القطاع الجنوبي في قرية العشه وجبيليه وعدد من القرى المتاخمة للخط الفاصل، حيث تعمل هناك عدة ساعات وتعاود الانسحاب.
من جهتها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي احتل أراضي سورية في ريف محافظة القنيطرة في الجولان على الحدود مع الأراضي السورية المحتلة جنوب البلاد.
وقال مدير الشبكة السوري لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في حديث سابق مع “القدس العربي”، إنهم وثقوا منذ 15 أيلول/ 2024 وحتى الآن، توغل قوات إسرائيلية مصحوبة بدبابات وجرافات ومعدات حفر بعمق 200 متر داخل الأراضي السورية غرب بلدة جباتا الخشب في القنيطرة في الجولان السوري المحتل.
وقال: “هذا التوغل الإسرائيلي هو عبارة عن عمليات احتلال وضم لأراض سورية، وبالتالي هو انتهاك للقانون الدولي، ونحن نتحدث عن مناطق واسعة تضاف إلى الجولان السوري المحتل، ويعني ذلك تمددًا إسرائيليًا جنوب سوريا”.
وحول موقف النظام، قال عبد الغني، إنه من اللافت للانتباه، إن قوات النظام السوري لم تتصد للقوات الإسرائيلية، بل تركتها، معتبراً ذلك “مؤشر تواطؤ وخيانة النظام السوري بالتنازل عن الأراضي السورية، ولهذا هو يستحق كل أشكال الإدانة”.
وقال: “لم يصدر أي تصريح إدانة من الخارجية السورية، بل على العكس هي تنكر تماماً التوغل الإسرائيلي، مشيراً إلى البيان الأخير الصادر عن الشبكة السورية، والذي عبرت فيه عن إدانتها لكل من إسرائيل بسبب احتلالها أراضي سورية جديد، وإدانة إلى النظام السوري الذي يتحمل مسؤولية احتلال هذه الأراضي والتستر على احتلالها”. وفي رأي المتحدث، فإن النظام السوري أظهر رضوخه إلى إسرائيل، ليطلب بذلك رضاها عنه والابتعاد عن استهدافه.
وعملت القوات المتوغلة، وفق المتحدث، على جرف الأراضي الزراعية وحفر الخنادق وبناء السواتر الترابية، شرق خط فك الاشتباك وطريق “سوفا 53” الذي أنشأته إسرائيل داخل الأراضي السورية أيضاً عام 2022، وعملت على إنشاء نقطة مراقبة مدعَّمة بسواتر ترابية وخنادق يبلغ عمقها بين 5 إلى 7 أمتار كل واحد كيلو متر.
وحسب بيان الشبكة السورية، الثلاثاء، فقد جددت القوات الإسرائيلية اعتداءها في 11 تشرين الأول/ 2024 عبر تجريف الأراضي الزراعية قرب بلدة كودنة، والإعلان عن إنشاء ما وصفته بـ “السياج الأمني” على الحدود مع سوريا.
وبيَّن التقرير أنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل من خلال هذه التحركات على التمركز شرق خط فك الاشتباك “يو إن دي أو إف 1974” داخل الأراضي السورية، مخالفة بذلك اتفاقية فك الاشتباك التي تم التوصل لتوقيعها بين سوريا وإسرائيل في 31 أيار/ 1974؛ تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 338 الصادر في 22 تشرين الأول/ 1973، والذي يقضي برسم خط “يو إن دي أو إف” بحيث تقع شرقه الأراضي السورية وغربه إسرائيل.
وأشارت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن هذا التعدي الحاصل منذ 15 أيلول/ 2024 ليس الأول من نوعه، فقد سبق وأن توغَّلت قوات إسرائيلية عام 2022، في الأراضي السورية شرقاً متجاوزة خط قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، وأنشأت طريقاً أطلقت عليه سوفا 53، وهو يخترق الأراضي السورية في بعض المناطق بعمق يصل إلى كيلومترين.
وكان محافظ القنيطرة، معتز أبو النصر جمران، نفذ جولة في بلدة كودنة في ريف المحافظة الغربي، مؤكداً “الحياة طبيعية واعتيادية، وأهالي البلدة يمارسون أعمالهم في أراضيهم الزراعية بشكل طبيعي واعتيادي”.
وقال خلال الجولة إنه لا صحة إطلاقاً لما يروج له بعض الإعلام والصفحات المدسوسة عن توغل إسرائيلي لأمتار باتجاه كودنة، مشدداً على أن كل ما ينشر حول خرق وتوغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية كودنة لا أساس له من الصحة وهو من محض خيال من ينشر ومن يروج لهذه الشائعات.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.