وجّه ناشطون سوريون الاتهام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف مدنية منبج في ريف حلب، وأسفر عن مقتل وجرحى العشرات، فيما نفت « قسد» مسؤوليتها.
فقد خرجت ظاهرات في ساحة سعد الله الجابري وسط مدنية حلب، استنكاراً للحادثة.
المشاركون في التظاهرة قالوا إن هدفها «إيصال صوتهم للحكومة بعد تفجيرات» اتهموا ما قالوا إنها «ميليشيات قسد» بتنفيذها.
ياسين السبعاوي، من مدينة حلب، وأحد المشاركين قال لـ «القدس العربي»: منذ أن سقط نظام الأسد، صارت مدينة منبج تعاني من أوضاع غاية في السوء والخطورة، وسط حالة فقدان الأمن الممنهج التي فرضت على المدينة وأهلها من المدنيين.
وحسب الناشط الميداني، فإن المدينة شهدت موجة من النزوح بسبب الخوف وانعدام الشعور بالأمان لدى الأهالي الذين تركوا بيوتهم مجددا.
وطالب المتحدث السلطات السورية، بالتحرك وفتح تحقيق وملاحقة المتهمين في التفجيرات المتتالية، لافتا إلى أن عمليات التفجير بالمفخخات تستهدف التجمعات السكنية، والمدنيين أينما كانوا.
المحامي السوري الكردي رديف مصطفى وصف في حديث مع «القدس العربي» المجزرة بـ«الإرهابية». وقال: «هذه المجزرة تستحق الإدانة والاستنكار وتستوجب على الدولة السورية معاقبة الجناة».
وبخصوص الجهة التي تقف خلف ارتكاب هذه المجزرة «يتم توجيه أصابع الاتهام إلى وحدات حماية الشعب التابعة لقسد أولا بالنظر إلى سلسلة التفجيرات السابقة سواء في منبج أو اعزاز أو عفرين» مؤكدا أن «قسد هي الجهة الوحيدة في تلك المنطقة التي لها مصلحة في زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي إفشال الحكومة السورية الجديدة في بسط الأمن والاستقرار في سوريا».
وتوالت ردود الفعل المنددة بالمجزرة، حيث رصدت «القدس العربي» بعضا منها، وكتب أحمد الشيخ علي: «لو أن هذه السيارة المفخخة استهدفت عمالاً في القامشلي أو السويداء أو حتى طرطوس، لكانت أصوات الإدانة تعالت من المعارضة والموالاة على حد سواء، ولتسابق المجتمع الدولي، من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، في المطالبة بحماية الأقليات. لكن عندما يكون الضـحايا عاملات زراعة يكسبن رزقهن بعرق الجبين وسط ظروف قاسية، لا أحد يلتفت إليهن، ولا يُحاسَب الفاعلون، بحجة أن «قـسد» تحمي الأقـليات».
وأضاف إن «ازدواجية المعايير هذه مرفوضة، وأمام استمرار انتـهاكات «قـسد» وقد أصبح التحرك العسـكري ضد هذه الميليشــيا مطلبًا شعبيًا وضرورة ملحة».
جمال السعيدي، كتب يقول: «يُقتل شخص في منطقة ذات صبغة معينة تستنفر الحكومة والأمن والمنظمات الحقوقية والنسائية، ووسائل الإعلام العربية والدولية، ويقتل العشرات في مدينة منبج المنسية على يد مفخخات «قسد» ولا تسمع كلمة ولا حتى بيان إدانة». وعاتبت جوزاء إبراهيم الإبراهيم العالم إذ قالت: «النساء اللواتي استشهدن في منبج يلبسن أحذية من البلاستك، وثياب المخمل الطويلة، وملافح ملونة وقفازات في إيديهن، يربطن خصورهن بخيوط استعدادا للكد والعمل، أيديهن مشققة وعليها آثار التعب، لسنا فنانات ولا باحثات ولا سياسيات حتى يهتموا بهن».
أما مهند الكاطع فقد طلب من السوريين الكرد «من ناشطين وكتاب ومثقفين وصحافيين وإعلاميين ومستقلين وساسة وأبناء عوائل بإعلان البراءة من أفعال تنظيم البي كي كي».
وكتب: «أنتم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بإعلان البراءة من هذا التنظيم البشع على اختلاف مسمياته، (قسد، مسد، حزب الاتحاد الديمقراطي أو البي كي كي. ليعلم كل السوريين أن الإرهاب لا دين له ولا ملة ولا عرق.
وأضاف: «ابحثوا أسفل كل بناء جديد وحتى في داخل بعض المنازل في منبج، عن قبو يقود إلى شبكة أنفاق تؤمن حركة عصابات العمال الكردستاني التي تفتعل كل الفوضى والقتل بالمدنيين».
كذلك دان «المجلس الإسلامي السوري» في بيانٍ، الجريمة التي شهدتها مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث استهدفت تفجيرات بسيارات ملغمة مناطق سكنية، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وحمّل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مسؤولية التفجيرات، مؤكداً أن هذه الجرائم تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وزاد المجلس أن تلك المجموعات لا تمثل «المكون الكردي» بل هي تنظيمات تستهدف أبناء الوطن دون تمييز، وفقاً لما جاء في البيان.
ودعا المجلس الحكومة السورية إلى تحمل مسؤولياتها في فرض الأمن، وملاحقة منفذي هذه الهجمات، ومنع استمرار حالة الفوضى. كما شدد على ضرورة دعم القوى الأمنية المحلية لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها المنطقة.
وأكد دعمه لتوجه الحكومة نحو التحرك السريع، وطلب النفير العام من الجيش السوري بالتعاون مع أبناء العشائر والمدن في المنطقة لاستعادة جميع الأراضي من «قسد» التي «تستأثر بثروات الوطن».
واختتم المجلس بيانه بالدعاء بالرحمة للضحايا والشفاء العاجل للجرحى، داعياً إلى اتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين وتعزيز الأمن في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.
ووسط كل هذه الاتهامات ضدها، قالت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) إنها تدين التفجير، نافية مسؤوليتها عنه.
وقالت في بيان عبر معرّفاتها الرسمية إنها تدين التفجير، معتبرة أن «ثقافة المفخخات والاقتتال الداخلي والإرهاب والفوضى والفتنة» هي جزء من أفعال «الجيش الوطني السوري».
وحمّلت فصائل «الوطني» المسؤولية عن الهجوم، معتبرة أنها «استراتيجية ثابتة يتبعها لترويع الأهالي ومنعهم من الاحتجاج على الأوضاع السيئة التي تعيشها منبج من قضايا سرقة ونهب واغتصاب تمارسها عناصر تلك الفصائل».
وأضافت أنها تملك تجربة واسعة في كشف المجرمين، وتعرض تجاربها في التحقيق على حكومة دمشق لإثبات الأطراف الحقيقية التي تقف وراء تلك التفجيرات.
إلى ذلك، قال محمد موسى محمد الأمين العام للحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح لـ «القدس العربي» إنه من الممكن أن يتوجه لقسد أي اتهام، هذا لا أساس له من الصحة، موضحا أن «قسد» تواجه كل الهجمات على مناطق الإدارة الذاتية، وتحارب شمال وشرق سوريا، وتواجه بشراسة مع التحالف الدولي تنظيم «الدولة الإسلامية».
وكرر قوله: توجيه أي اتهام لقسد لا أساس له من صحة، ولا يمكن لها القيام بأعمال من هذا النوع، هناك جهات أخرى تقوم بهذه التفجيرات لتشويه سمعة وسيرة» قسد» في حربها المشروعة لمواجهة الإرهاب والهجمات التي تستهدف مناطق شرق سوريا.
القدس العربي