إحـــــــــذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته.
كلام منسوب للإمام علي بن أبي طالب
*
حذرت اوساط سياسية لبنانية محايدة من انفجار الحالة السنية في لبنان على غرار ما شهده العراق، من إنتفاضة العشائر مدعومة بتنظيم “داعش”، خصوصا في ظل الاخفاق الحكومي في الحد من اندفاع تورط حزب الله في سوريا من جهة، والاستمرار في ملاحقة المتورطين السنّة سواء في احداث طرابلس، او عبرا في صيدا، او عرسال او حتى احداث الضنية من نهايات القرن الماضي، او ما يعرف بقضية الموقوفين الاسلاميين الذين لم تتم محاكمتهم منذ سنوات!
في المقابل، تغض الحكومة الطرف عن تجاوزات مسلحي حزب الله وحركة امل سواء في البقاع او بيروت، وتعتقل القوى الامنية اربعة شبان من عرسال “كانوا ينقلون مؤنا الى جرود القلمون السورية”، تزامنا مع استعراض حزب الله لقواته العسكرية، المؤللة والمحمولة، في الهرمل والبقاع تحت نظر القوى الامنية، وأعينها.
رفعت عيد: مشروع “عفو” جاهز!
المصادر ربطت بين الاعتصامات التي تجري في طرابلس لأهالي الموقوفين الذين كانوا يعرفون بـ”قادة المحاور” سابقا، وبين عدد مذكرات التوقيف التي اصدرتها “حكومة المصلحة الوطنية” في حق ابناء طرابلس والتي بلغت 11 الف مذكرة توقيف تعمل القوى الامنية على تنفيذها كلما سنحت لها الفرصة. وفي المقابل، يقول أهالي التبانة ان الحكومة أمنت خروجا أمنا لعلي عيد ونجله رفعت، المتَّهمَين الرئيسيين بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، لتصدر حكما غيابيا، غير قابل للتنفيذ، في حق رفعت عيد. ومن المرجح ان يتم العفو عنه لاحقا في اطار اي مصالحة سياسية، في حين يقبع ابناء التبانة في السجون وتستمر ملاحقة الآخرين الفارين، تزامنا مع ما ينعم به جبل محسن من امن وعدم وجود ملاحقات امنية في الجبل تنفذها القوى الامنية. وكأن التبانة كانت تقاتل مجتمعة رفعت عيد منفرداً! او ان جبل محسن لم يكن يضم “قادة محاور” ومسلحين يطلقون النار يوميا على مدينة طرابلس!
والى طرابلس تتفاقم ايضا قضية موقوفي عبرا من انصار الشيخ الفار احمد الاسير، الذين ثبت تورط عناصر من حزب الله في القتال الذي ادى الى استئصال بؤرته الامنية، من مسجد بلال بن رباح، في عبرا. فانصار الاسير في السجون، في حين ان قاتليهم من مسلحي حزب الله يسرحون ويمرحون في طول اليلاد وعرضها. وهذا ما حدا بالشيخ الفار الى الخروج بخطاب مسجل يدعو فيه الى الانتفاضة على الواقع القائم محملا “تيار المستقبل” مسؤولية ما وصفه بـ”تدهور اوضاع اهل السنة في لبنان”، واصفا وزراء المستقبل في الحكومة الحالية بـ”الصحوات” التي تقاتل اهل السنة.
وفي عرسال.. والطفيل
والى ما سبق يواصل حزب الله تضييق الخناق على بلدة عرسال البقاعية، من خلال الحواجز التي يقيمها الى جانب القوى الامنية الامنية اللبنانية، وعمد الحزب، أيضاً، الى تهجير اهالي بلدة “الطفيل”، بعد ان كان وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله، وَعدَ وزير الداخلية نهاد المشنوق، في الاجتماع الشهير، بتحييد “الطفيل”، وتأمين ممرات آمنة للموارد الغذائية لها.
المصادر السياسية أشارت الى ان الوضع الحالي يرفع من ما أسمته “مظلومية اهل السنة” في لبنان، ويهدد بانفجار الوضع ما لم يتم تدراكه في اقرب وقت ممكن. وهو يضع البلاد على شفير حرب مذهبية تحاكي ما يجري في العراق وسوريا!
شفاف الشرق الأوسط