اعتداءات على لاجئين سوريين في جنوب تركيا وفرار 500 من قوات النظام من معارك الحسكة

هاجم عدد من الأكراد الموالين لحزب العمال الكردستاني في تركيا بعض المواطنين الأكراد من اللاجئين السوريين بمدينة قزل تبة التابعة لولاية ماردين جنوب شرق تركيا يوم أمس بعد فرارهم من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على معظم المدن الكردية في سوريا والواقعة تحت حكم الإدارة الذاتية المدنية التي أعلن عنها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) في أواخر عام 2013 بالتعاون مع أحزاب كردية سورية أخرى .
وبحسب ما أوضح ناشطون من داخل مدينة قزل تبة لـ»القدس العربي»، فأن عدداً من الأكراد الموالين لحزب العمال الكردستاني في تركيا، عبثوا في محلات بعض المواطنين الأكراد من اللاجئين السوريين في المدينة، وقاموا بضربهم علناً أمام قوات الأمن التركية (البوليس) دون أن يتدخل في الأمر، مع خروج الأكراد الموالين لحزب العمال في مظاهرة تطالب بطرد السوريين .
ومن جهته بيّن مراقبون للوضع الكردي السوري إن مثل هذه الاعتداءات تأتي نتيجة لحملة التوقيع التي قام بها الحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا لدعم استقلال إقليم كردستان العراق عن الدولة العراقية والتي دعمها الأكراد السوريون مما أثار غضب الموالين لحزب العمال الكردستاني في تركيا .
ومن جانبه طالب عبد الباسط سيدا عضو المجلس الوطني والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رئيس بلدية ماردين الكبرى السيد أحمد ترك بالتدخل الفوري لوقف مثل هذه الحوادث ومنعها، خلال منشور قام بكتابته على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وأضاف «إن ما يتعرض له اللاجئين السوريين من الكرد في مدينة قزل تبة الحدودية من ضربٍ واهانة منذ يومين من قبل بعض المجموعات في المدينة هو أمر مثيرٍ للقلق ويستوجب الإدانة وعدم تكراره».
وأكد سيدا في منشوره على ضرورة الاعتذار من الضحايا الذين هم من المفترض بين أهلهم وذويهم في ملاذٍ آمن في مدينة قزل تبة وغيرها من المدن التركية الحدودية مع سوريا .
والجدير بالذكر أن العديد من المدن التركية، شهدت في الآونة الأخيرة احتجاجات مطالبة برحيل السوريين من تركيا مما دعا الحكومة التركية في العاصمة أنقرة إلى تجديد دعمها للاجئين السوريين، حيث طالبت بمساعدتهم في أزمتهم الحالية.
وفي سياق متصل، أفاد ناشطون من داخل مدينة الحسكة إن 500 عنصر عسكري من قوات النظام السوري، سلّموا أنفسهم مع كامل عتادهم لوحدات حماية الشعب الكردية الـ (YPG) المتمركزة في الأحياء الكردية من المدينة، نتيجة ازدياد حدة الاشتباكات العسكرية في الآونة الأخيرة بين تنظيم الدولة الإسلامية وقــــوات النظام السوري، وأشـــاروا أن وحدات حماية الشعب أبدت اســــتعدادها التام لحماية كافة الأحياء والبلدات الكردية المحيطة بمدينة الحسكة، بعد أن أعلنت الإدارة الذاتية في وقــــت سابق عن قانون التنجيد الإلزامي العام والذي ساعد على ازدياد عدد المقاتلين في صفوف وحدات حماية الشعب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.