قال عضو في وفد “هيئة العلماء المسلمين” التي تتولى تطبيق اتفاق إنهاء المعارك في منطقة عرسال الحدودية الخميس، إن المجموعات المسلحة ستنهي انسحابها من البلدة “بشكل كامل” بحلول السابعة مساء (16) تغ، لتدخل القوى الأمنية والجيش ابتداء من صباح الغد، فيما تم اجلاء جرحى مدنيين وتستعد قافلات تحمل مساعدات للتوجه الى البلدة.
من ناحيته، أكد مصدر عسكري رفيع أن المسلحين بدؤوا انسحابهم من عرسال لكن “لا يمكننا التأكد” على الفور من استكمال ذلك بانتظار “تقارير استخبارات الجيش”، مشيرا إلى تمكن سبعة عناصر امنية من الافلات من قبضة المسلحين واللجوء إلى مراكز الجيش.
وقال الشيخ حسام الغالي، عضو وفد “هيئة العلماء المسلمين”، في اتصال مع (الاناضول) خلال توجهه مع الوفد الى بلدة عرسال على الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا، ان “الامور جيدة ونتوجه لدخول عرسال”، مشيرا الى ان “عملية اخلاء الجرحى بدأت وستدخل قوافل المساعدات الاغاثية بحلول ساعتين”.
ولفت الى انه يتم “تنسيق الامور مع الحكومة اللبنانية وباقي الاطراف كي لا يتكرر سيناريو الامس″، حين اعترض مواطنون من بلدة اللبوة القريبة من عرسال القافلة ومنعوا دخولها بدعوى عدم وصول مساعدات للمسلحين.
واكد ان “معظم المسلحين انسحبوا الى خارج عرسال والباقون ينهون انسحابهم جميعا بشكل كامل بحلول السابعة من مساء اليوم بتوقيت بيروت”، مضيفا انه “ابتداء من صباح الغد سيبدأ دخول قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني الى عرسال وتعود الى حضن الوطن”.
و اكد الغالي في وقت لاحق للصحافيين قبيل دخوله عرسال، انه “تم اجلاء جميع الجرحى من عرسال من لبنانيين وسوريين”، موضحا ان “كل الجرحى مدنيين ذلك ان المسلحين سحبوا جرحاهم معهم عند انسحابهم”.
وأشار الى انه “ستتم متابعة موضوع الاسرى من القوى الامنية مع المسلحين”.
وقال ان “نحو نصف مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال احترقت ولا تستطيع فرق الانقاذ الوصول اليها”، مضيفا ان “رائحة الموت كانت قاسية جدا”.
من ناحيته، وصف المصدر العسكري الرفيع في اتصال مع “الاناضول”، الوضع داخل بلدة عرسال ومحيطها التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومجموعات مسلحة منذ السبت الماضي ما ادى لعشرات القتلى والجرحى ، بأنه “هادئ جدا”.
لكن المصدر لفت الى ان “مراكز الجيش تعرضت ليل امس لاطلاق نار فقمنا بالرد بالمثل على مصادر النيران”، مطمئنا بأن “وضع الجيش مريح جدا في عرسال”.
واضاف “نشاهد انسحاب المسلحين من عرسال لكن لا نستطيع التأكد من انسحاب الجميع او ضمان ان بعضهم لم يعد بطرق ملتوية”، موضحا ان “هذا عمل استخبارات الجيش التي ننتظر تقريرها بهذا الشأن”.
وعلق المصدر على معلومات تفيد بقيام الجيش بتحرير سبعة من العناصر الامنية المحتجزة لدى المجموعات المسلحة في البلدة، بالقول ان “7 عناصر من قوى الامن الداخلي استغلوا بدء انسحاب المسلحين وفروا باتجاه مواقعنا وهم الآن مع الجيش”.
واضاف انه “لم نقم باي عملية خاصة لتحريرهم”.
من جانبه، اوضح رئيس “المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان” (لايف) المحامي نبيل الحلبي، في اتصال مع “الاناضول” ان قافلة المساعدات الاغاثية ستنطلق من بلدة سعدنايل في البقاع شرق لبنان من امام مقر الهيئة العليا للاغاثة”.
واوضح الحلبي، الذي اصيب برأسه عند تعرضه والوفد المفاوض الى اطلاق النار لدى دخولهم الى عرسال قبل يومين لوضع حد للمعارك، ان “نحو 8 الى 9 شاحنات محملة بالمواد الاغاثية ستدخل الى عرسال وكلها ستكون باسم الهيئة العليا للاغاثة”.
واشار الى انه من بين هذه الشاحنات “سيكون لمؤسسة لايف 4 شاحنات محملة بمواد طبية وادوية وامصال ومواد غذائية”.
وفي المجال الطبي، افاد مراسل وكالة “الاناضول” في المنطقة ان 20 سيارة تابعة للصليب الاحمر اللبناني، انطلقت صباح اليوم من حاجز الجيش في عين الشعب باتجاه بلدة عرسال لنقل الجرحى من داخل المستوصفات الى مستشفيات البقاع، حيث استطاعت نقل ما لا يقل عن 34 جريحا مدنيا من داخل البلدة.
وكان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي انضم الى جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي ببيروت في وقت سابق اليوم، مؤكدا ان وضح الجيش “ممتاز″.
وكان العماد قهوجي وافق يوم الثلاثاء الماضي على وقف اطلاق النار مع المسلحين في محيط بلدة عرسال لمدة 24 ساعة، تم تمديدها امس لـ24 ساعة اخرى، ضمن اتفاق يسمح بادخال المساعدات للبلدة واجلاء الجرحى ومن ثم الافراج عن العناصر الامنية اللبنانية المحتجزة وانسحاب المسلحين.
واندلعت معارك بين الجيش والمجموعات المسلحة القادمة من سوريا الذين اسماهم الجيش في بيان بـ”الإرهابيين والتكفيريين” في محيط عرسال السبت الماضي على اثر توقيف عماد الجمعة، أحد القادة الكبار في “التنظيمات الإرهابية السورية”، بحسب وصف الجيش، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش وجرح 86 اخرين.
القدس العربي