أينشتاين … وإنقلاب المفاهيم المادية

د. كمال اللبواني

ما يظهره العلماء من يقينية لا يستند أحيانا للواقع ، لأن فلسفة نتائجهم تبدو في بعض الأحيان ضعيفة بل عجائبية منافية للمنطق المستمد من الواقع المحكوم بنظام واحد، فكيف وهي على هذه الحال نركن إليها أو نتعامل معها ؟ هل نعيد بناء عقولنا ووعينا لوجودنا بما يتناسب مع صرعاتها ؟ولماذا لا نقوم بالعكس ، أي إعادة التفكير فيها بما ينسجم مع منطق الوجود وفلسفة الديانات ؟ كما ذكرنا في المقالين السابقين نقوم بالموضوعين معا تطوير قراءة الموروث الديني تبعا لتطورات العقل والمعارف ، واعادة التفكير في فلسفة النتائج المخبرية بما ينسجم مع ناموس الوجود الواحد   

نحن في هذه المقالات لن نعارض النتائج التجريبية والمخبرية ولا للقياسات العلمية ، نحن نتعرض فقط لعقل هذه وتلك وتفسيرها الفلسفي، والتي لا يمكن أن تُعتبر نتائج مثبة بالتجربة، بل مجرد إجتهاد عقلي في تفسير تلك القياسات والاختبارات ، هو في كثير من الأحيان أخرق وسخيف ، لا يمكن الركون إليه ليكون بديلا عن منطق وفلسفة الدين التي سنحاول أن نبرهن على تماسكها وأصالتها ، وعدم تناقضها جوهريا مع العلم بحد ذاته، بل مع فلسفات تلك العلوم التي تعتمد فقط الفلسفة المادية ،وتتعمد تسييس العلم واستخدامه لرمي الدين وفلسفته المثالية في متحف الخرافة منذ غاليلوحتى ظهرت نظريات أينشتاين التي قلبت أسس الفلسفة المادية التي بني عليها العقل العلمي، وسخرت من يقينياتها، وبالتالي قربت العلم أكثر فأكثر من فلسفة الديانات المثالية.

سندرس هنا على الخصوص ما قدمه أينشتاين في هذا المجال ونبين أهميته وآفاقه الفلسفية ، وسنحاول تبسيط الموضوع ما أمكننا ، والذي يعتبر من أعقد النظريات العلمية فلسفيا لكونه مضادة للبديهة ، ونركز على آفاقه البعيدة التي فتحها  وهذا يتطلب من القارئ بعض الجهد والتركيز ، مع العلم أن فهم ما سنذكره لا يحتاج لثقافة تفوق مستوى البكالوريا العلمية .

عندما كتب أينشتاين معادلته الشهيرة التي تربط الكتلة بالطاقة  :

(الطاقة = الكتلة X مربع سرعة الضوء) { E =  m  } ، كان الأكثر غرابة فيها هو دخول سرعة الضوء ( 300000 كيلومتر \ ثانية ) كمكون في المعادلة التي تربط الكتلة Mass  المقدرة بوزنها (الكيلوغرام)  مع الطاقة  Energy  المقدرة بالجول ( نيوتن x متر ) .

وبعد أن أثُبتت هذه النظرية تجريبيا باكتشاف الطاقة النووية ، أصبح من المفيد البحث في دلالاتها الفلسفية، أي البحث في علاقة مكونات وواحدات تلك المعادلة ببعضها ( السرعة المطلقة ، الحركة الزمكانية ، مع الطاقة والكتلة ) ، ولفهم تلك العلاقات يجب أن نقوم أولا بكتابة تلك المعادلة بطريقة ثانية تبدأ من الكتلة التي نلمسها ونبدأ وعينا بها ونبني بديهيتنا ونحن ننتسب إليها أي نعرف وجودنا الملموس الذي هو الكتلة بأنه مكون من طاقة مقسمة على مربع سرعة الضوء :

( الكتلة = الطاقة \ مربع سرعة الضوء ). لنبحث بعد ذلك في المشترك التكويني للضوء والكتلة. وما يشجعنا أكثر للقيام بهذا العمل في حقل فلسفة الفيزياء هو التشابه الكبير ذي الدلالة البالغة بين صفات الفوتون ( ضوء ) وصفات الإلكترون ( كتلة ) ، فيما عدا أن الضوء يسير بسرعة الخلاء المطلقة التي يتشابك معها ، ويتبدد في هذا الخلاء على شكل حقول كهرطيسية متعاكسة ومتفانية ، وأن الكتلة المستقرة تبقى ساكنة في الخلاء مأسورة بذاتها وتشده إليها ، محيطة نفسها بتلك الحقول ، فالاختلاف الظاهري الكبير بين الضوء والكتلة ليس ناجما عن اختلاف تركيبهما ، بل عن اختلاف طريقة تشابك كل منهما مع الخلاء الحركي ، أو مع بعضها البعض كما سنبين.

لأن طاقة الكتلة ما هي إلا طاقة الضوء لو تبددت هذه الكتلة ، لأنها بالأساس وفقا للمعادلة مكونة من ضوء لكن متصالب مأسور ببعضه و بالسكون ، وبدل أن يشده الخلاء بسرعته كما يفعل بالضوء ، تشد الكتلة الخلاء إليها ، وتحيط نفسها بحقلها الثقالي المميز لها من سكونها الموضوعي مشوهة قيم حركية الخلاء حولها ( حيث يبدو هذا التجوف والتشوه في قيم الحركة حولها كحقل ثقالي Gravity )  ، فيكون مجمل الطاقة المختزنة في الكتلة هو كموم من هذه الحركة أيضا ( أي أن الكتلة هي كمية من سرعة الضوء المتصالب المكون لها كما ذكرت المعادلة)

سرعة الضوء المطلقة C هي قيمة حركية الخلاء ذاتها، التي يتوحد فيها الزمان والمكان كما ناقشنا في المقالين السابقين، وهو ما أشار إليه أينشتاين في نظريته عن تقلص الزمان والمكان مع ازدياد السرعة حتى انعدامهما عندما نصل لسرعة الضوء ، لكن هذا الانعدام الزمكاني ما هو إلا اتحاد لهما بالحركة المطلقة ذاتها التي يسيرون بها وتكون الخلاء ، فالخلاء إذن هو ليس العدم بل الوجود الأساسي ، المتحرك الأولي الذي يخلق فيه ومنه هذا الوجود ، حيث تتحول حركية الخلاء غير المتمايزة الزمان عن المكان عن الطاقة لشكل جديد يميزها عنه ، وعن بعضها نسميه الوجود، شكل تمايزها الأولي هو الضوء المرتبط بهذه الحركة والمتحرك بها وبسرعتها ، وشكلها الأعقد هو الكتلة ، التي هي أيضا تتكون من حركة الخلاء المتجمعة بكميات وهندسات معينة متشابكة ومتصالبة تأسر بعضها لتشكل السكون الذي ينفصل فيه المكان عن الزمان عن الطاقة ، نحن كبشر من طين نتكون منها في سكونها ، ونشعر بها كوجود مشهود لنا من السكون الذي نعيشه عليها ، وتحمل وتختزن كمية من الطاقة هي كمية الحركة المتشابكة المتصالبة المكونة لها ، التي يمنعها تصالبها من الانفلات والتبدد، ثم إذا انفرط تركيبها ( تحطيم الذرة ) تتبدد على طريقة تبدد طاقة الضوء في الخلاء : على شكل حقول كهرطيسية. لذلك عندما قام أينشتاين بحساب هذه الطاقة وجد أنها مرتبطة بكموم من الثابت المطلق المكون للخلاء الذي يوحد الزمان والمكان فيه أي بحركيته الأولية المطلقة التي نلمسها كسرعة للضوء.

الضوء حالة أولية متحركة متبددة من المادة / الطاقة : له طبيعة مادية وطبيعة موجية معا ، عندما تتألق الذرات عالية الطاقة تطلقه ، وتمتصه أيضا الذرات وترتفع طاقتها به ، وأحيانا تصدره على شكل إلكترونات حرة عندما تمتص طاقته ، أي أن الضوء يدخل في طاقة المادة ويخرج منها ، وهو شكل انتقالها من كتلة لخلاء وبالعكس ، و عندما نحطم الذرة تنطلق منها الإشعاعات التي تنتهي في النهاية لفوتونات تتبدد في الخلاء كحقول تفني بعضها ، وبالعكس يتشكل الفوتون الضوئي من هز الحقول الكهرطيسية في الخلاء بتحريك الإلكترونات فيهوهذا الفعل الباني الذي يحتاج للطاقة والنظام ، معاكس لفعل التفكك والتبدد والتحطيم الذي نحصل منه على الطاقة ، ويقدم فكرة مهمة عن تحول الخلاء لوجود بواسطة حركة الحقول الدورية فيه .

فالضوء أشبه بالموجة المتكونة على تلك الحقول الحركية الطاقية التي تكون بحر الخلاء ولو كان ساكنا لظهرت كحلقة حركية ذات زمن ، والكتلة أشبه بتداخل هذه الأمواج الحلقية وتشابكها واستقرارها كحالة اضطراب مستدامة فيها ( أي هي استقرار مكون من الحركة و من التناوب والتبادل الكهرطيسي الذي يشكل الخلاء أي الزمكان والطاقة معا بحالة غير متمايزة نحن الذين ننتمي للكتلة وسكونها نشعر به كعدم ) ولأن المعرفة تقوم على التحديد والمقارنة ، فنحن لن نستطيع تمييز الواحد الكلي ولا أن نقارنه بغير ذاته ، مما يجعلنا ونحن بعضا منه ، غير قادرين على إدراكه في وحدته التي هي سبب احتجابه .

{ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الأَعراف 143)

الضوء حالة اضطراب موجي في حركة الخلاء العشوائية المتعاكسة، حركة خارجية دورية تكونت عليه ، لو كانت ساكنة لسارت على محيط دائرة بتردد محدد ( هرتز ) هو زمانها ، قطر هذه الدائرة الافتراضية أي مكانها يكبر ويصغر بحسب ما تحمله من طاقة، يجمعها سكونها الذاتي أي مركز هذه الدائرة ، لكن سكون هذه الحركة الحلقية الذاتي ومكانها متشابك مع الخلاء المتحرك موضوعيا ، فيسير بسرعته التي تخفي مكانه وتحول دائرته الزمنية معه لتابع موجي زمكاني ، فالحركة الحلقية الزمانية المكانية المتمايزة في الخلاء لا تستطيع الاستقرار فيه ، لأن مكانها مرتبط بسرعة هذا الخلاء التي تسير بها ، وتتبدد فيه على شكل حقول كهرطيسية استطاعة تبددها مرتبطة بتواترها وبثابت بلانك … ( راجع المقال السابق )

الشكل الأولي الدوري للوجود المادي ( الضوء ) قد يستطيع الاستقرار لو تشابكت دوائره مع بعضها ، وأمسك مكان كل دائرة بمكان الدائرة الأخرى المتصالبة معها ، وانفصل كلاهما عن حركية الخلاء، بحيث يصبح سكون الأولى حركة للثاني وبالعكس ، يسير سكون الحركة الأولى بحركة الحلقة الثانية المتصالبة معها ، وبالعكس ، فتأسر هذه التراكيب المادية الموجية بعضها وتنفصل عن الحركة المطلقة وتستقر فيها وبهاوتشكل حالة الجود المادي الثانية وهي الكتلة التي تختزن كموما من الطاقة بمقدار كموم الحلقات الفوتونية المتصالبة المكونة لهاوهذا يفسر كيف أن الضوء والكتلة من طبيعة واحدة : الضوء حالة موجية منتشرة بسيطة مكانه محمول على حركية الخلاء ، والكتلة حالة موجية متصالبة ومستقرة في الخلاء ، وهو الشرح لمعادلة أينشتاين التي تربط الكتلة بالطاقة بسرعة الضوء

الإلكترون يشبه الفوتون في الكثير من صفاته الكهرطيسية ، حالة تشابك بين الفوتونات العالية الطاقة التي تظهر عند تحطمه كأشعة سينية عالية التواتر ، ومن تجمع الإلكترونات مع بعضها تتشكل الجسيمات الأعقد النترونات ذات الصفات الكهرمغناطيسية المختلفة ، وتتكون  الكتلة المستقرة المتشابكة مع الخلاء والتي تشده إليها ، بدل أن يسحبها ويبددها ، فتحيط نفسها بحقول قريبة وبعيدة كهربائية ومغناطيسية وثقالية تشوه قيم سرعة الخلاء حول الكتلة وتعطي الكتلة صفاتها العطالية المعروفة التي وصفها نيوتن ، وحقلها الثقالي المميز الذي نعيشه، لكنها تحتفظ بطاقة تكوينية يمكن استعادتها بتفجير الذرة وبتحويلها لاشعاعات وضوء يتبدد في الخلاء من جديد على شكل حقول كهرطيسية ، وفقا لمعادلة أينشتاين

فالضوء وفقا لفلسفة الفيزياء هو العنصر المكون للمادة العطالية (الكتلة) التي تولد الإحساس بالسكون الذاتي النسبي  بفعل الانتماء لهذه الكتلة المستقرة ، والتي تحمل في داخلها من الطاقة ما يتناسب مع أصلها التكويني أي مربع سرعة الضوء . فإذا تحطمت الذرات وتحطم التشابك تبددت الكتلة على شكل فوتونات وحقول كهرطيسية في الخلاء الذي يعيدها لأصلها كحركة عمياء كهرطيسية زمكانية متبادلة (الزمان / مغناطيس) مع (المكان/ كهرباء)  . وتبدد معها الوجود المادي ، كما تحقق انعدم المكان والزمان باتحادهما بسرعة الضوء التي تجمعهما معا في عنصرهما التكويني الحركي الموحد ، فالأصل في الوجود كاستنتاج هو الخلاء ( الزمكان المتحرك الأولي والطاقة بحالتها غير المتمايزة ) أما الوجود فهو تمايزها ، عبارة عن تموجات في هذا الخلاء الحركي تتظاهر من السكون بشكل بسيط (ضوء) أو معقد ( كتلة ) تتكون وتفنى من هذا الخلاء وفيه . وهذا يصلح كأساس لنظرية كل شيء التي حلم بها أينشتاين . theory of everything) (

أصل الوجود المادي الموحد الكلي هو بالنسبة لنا خلاء لا يمكننا إدراكه ، منه ينشأ كل وجود (خلق) وإليه يعود ويفنى فيه ، هذا في مستوى الطاقةفكيف بالوجود المثالي العاقل الفاعل المنظم لهندسة هذا الوجود ، والذي نسميه الخالق ، الذي ليس خارج الوجود ولا طارئ عليه بل هو أساسه كطاقة وقدرة ونظام وادارة معا واحد أولي هو الوجود وأصله وهو الأول والآخرلنصل لتوافق بين العلم والدين يؤكد على وحدة الكون ( الخالق والمخلوق ) في واحد أحد ، فرد صمد ، نستدل عليه من عقل نظام خلقه المنسجم .

{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (سورة الحديد 3)

وعليه لا تصبح فكرة الخلق شيئا مخالف للعلم ولا المنطق ، و بدل أن يتجه العلم لانكار الخلق ، عليه أن يبحث عن كيفية حصول هذا الخلق، بل كيفية الإفادة من مصدر الطاقة الذي يتكون منه ، أي الخلاءوالتي سيدل اكتشافها على صحة وجود الخلق والخالق ، عندما نحصل على طاقة دائمة غير تفككية ، من مصدر الطاقة البانية التكوينية ، التي لا تستهلك في سكوننا سوى الزمان ؟ . والتي تخلق من ذاتها وليس من خارجها ، ولا تحتاج في هذه العملية سوى الوعي والإرادة والعقل والتصميملنتعرف على الله من خلال معرفتنا بمخلوقاته .

{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  } (سورة النحل 40)

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } (سورة الأَنعام 73)

{ اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) } (سورة النور 35)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.