مدلولات اجتماع الأستانة

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

لم يحدث تفاوض بمعنى التفاوض في اجتماع الأستانة،  لكن مجرد الحضور كان بمثابة توقيع على مدلول الاجتماع الذي رعته الدول الثلاث التي وقعت بيانه النهائي من دون النظام ومن دون توقيع الفصائل ، فالمطلوب بشكل واضح ليس ما قيل في جلساته وليس ما صدر عنه من كلام عام ، بل دلالات هذا الاجتماع بعد تسليم حلب واعلان الهدنة :

  • – تكريس روسيا كممسك بالملف السوري
  • – تكريس إيران كطرف رئيسي في الحل ( بعد استبعادها عن جنيف )
  • – تكريس تركيا كممسك للذئب الجهادي الإسلامي من أذنيه بعد أن استطاعت جر الفصائل المسلحة الإسلامية لتوقيع الهدنة وحضور المؤتمر . وطلب ضمها لمفاوضات جنيف فيما بعد .
  • – استبعاد العرب وخاصة السعودية ، وممثلها هيئة الرياض التي لم تدعى أصلا باسمها . ومع ذلك ذهبت جسدا لتقول أنا موجوده .
  • – تغيير قواعد التفاوض ووضع بيان موسكو مكان وثيقة فيينا كمرجعية ، والتي تنص بشكل صريح على بقاء الأسد ، وليس تجاهل مصيره كما كان في بيان فيينا وبيان جنيف ، وتغييب فكرة السلطة الانتقالية ، وتقليص اسم المعارضة لفصائل تتحاور مع النظام …
  • – التخلي بشكل كامل ونهائي ومسبق عن العمل المسلح ضد النظام ووضع ضمانات لذلك ترعاها الدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران ، ووقف اطلاق النار من طرف المعارضة فقط ( لأن النظام لديه ثغرة النصرة يبرر فيها ما يريد )
  • – تجاهل بشكل كامل لكل مطالب الشعب السوري وتحويلها لقضية فتح معابر وتأمين وصول مساعدات انسانية
  • – تجاهل كامل لوجود الميليشيات والاحتلال الإيراني ، والتغيير الديموغرافي وقضية اللاجئين …
  • – تجاهل كامل للعدالة والمحاسبة …

وعليه فإن الهزيمة العسكرية قد استكملت بهزيمة سياسية كاملة وبالضربة القاضية … على يد المجموعات الجهادية التي تزعمت المعارضة  والثورة وأوصلتها لهذا المطب .

من وجهة نظرنا نحن نعتبر أن استقالة وهزيمة المجموعات المسلحة الإسلامية هي نصر للثورة وهزيمة للنظام أيضا ، الذي استمد بقاءه ودعمه بسبب وجودها وبسبب هيمنتها على الثورة ، وبالتالي نرى إمكانية حقيقية لتفعيل دور الشعب الذي استبعد ، وإعادة الثورة ومطالبها للواجهة وهذا ما سيلقى دعما من الدول العربية والغربية التي استبعدت مصالحها في مسار الأستانة … فالذي حصل هو انتصار وهمي للنظام على خصمه الوهمي ، سيكتشف بعده أنه يقتل نفسه . بقضائه على مبرر وجوده لأنه نسي الشعب وتجاهله كما تجاهلته الجماعات الجهادية … والتي تذهب للتحالف معه ضد الشعوب كما هو واضح من خلال تفاهماتها السرية المباشرة وغير المباشرة مع إيران وميليشياتها … ومن يراهن على دور روسي في إخراج إيران فهو واهم … لأن روسيا لن تحارب حليفها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.