جريمة بشعة في إدلب.. تصفية 7 من «الخوذات البيضاء»

نعت منظمة «الدفاع المدني في سوريا» (الخوذات البيضاء) أمس، 7 من كوادرها، نتيجة عملية اغتيال نفذها مجهولون، بمركز لها في بلدة سرمين، في ريف إدلب.

واقتحم مجهولون مركزاً للدفاع المدني في بلدة سرمين، وقتلوا 7 عناصر رمياً بالرصاص في الرأس، وسرقوا كامل محتويات المركز من آليات ومعدات.

وهذه العملية هي الأولى من نوعها ضمن المناطق المحررة، التي يتعرض لها مركز من الدفاع المدني لعملية اقتحام وقتل وسطو.

وتأسست منظمة الدفاع المدني بسوريا أو كما تعرف «الخوذات البيضاء» أواخر 2012 بعد تخلي منظمات الإغاثة عن مهامها في إسعاف الجرحى، وأنشأ نحو مئة مركز في 8 محافظات سورية، وتعمل كهيئة مستقلة على إسعاف الجرحى وانتشال وتوثيق القتلى في عموم سوريا، وتعمدت قوات الأسد وطائرات العدوان الروسي على استهداف مقرات وكوادر الدفاع المدني في جميع المناطق المحررة.

ورشحت منظمة الدفاع المدني لنيل جائزة نوبل للسلام، وحصد جائزة «الأوسكار» لأفضل فيلم وثائقي قصير، وكانت المنظمة السويدية الخاصة «رايت لايفليهود» قد منحت في ايلول 2016 جائزتها السنوية لحقوق الإنسان – التي تعد بمثابة «نوبل بديلة»- لمتطوعي «الخوذ البيضاء»، مشيدة «بشجاعتهم الاستثنائية وتعاطفهم والتزامهم الإنساني لإنقاذ المدنيين من الدمار».

ومن بين ضحايا العملية البشعة «محمد ديب الهر» (أبوكفاح)، ذلك الشاب المتطوع في مجموعة «الخوذات البيضاء» الذي ظهر في مقطع مصور بث على يوتيوب بتاريخ 29 أيلول 2016، ضمن مشهد إنساني مؤثر، وهو يبكي طفلة لم يتجاوز عمرها الشهر، بعد أن انتشلها من تحت الأنقاض عقب قصف منزلها من قبل طائرات العدوان الروسي في مدينة إدلب.

وانتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لمحمد ديب (ابو كفاح) عامل الإغاثة وهو يجهش بالبكاء بعد تمكنه من إنقاذ الرضيعة حميدة التي كان عمرها لا يتجاوز 30 يوماً حينها من تحت الأنقاض، وهو يردد «يا الله.. يا رب».

ونقلت وسائل الإعلام عن أبو كفاح قوله وقتها إنه شعر بأن تلك الرضيعة، هي ابنته وهو يضمها إلى صدره وسط حالة من صراخ الصغيرة، التي نجت من هجوم كاد يقضي على حياتها.

أبو كفاح، الشاب الخلوق مواليد سرمين شرق إدلب عام 1992، التحق بالدفاع المدني «الخوذ البيضاء» عام 2013، كان آخر ما كتبه على صفحته على «فايسبوك» مساء أول من أمس: «احفظ درسك جيداً حتى لا تضطر الحياة أن تعيده لك مجدداً».

وأثارت هذه الجريمة غضبا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط حملة تضامن واسعة مع أصحاب «الخوذ البيضاء».

فقد كتب مصطفى سيجري، مدير المكتب السياسي في «لواء المعتصم» التابع للجيش السوري الحر، عبر سلسلة تغريرات له في موقع تويتر: «شباب الدفاع المدني يُقتلون غدراً لأنهم أحد الوجوه المشرقة للثورة، وقد احرجوا العالم بتسليط الضوء على جرائم الأسد فأرادوا إسكات صوتهم اليوم».

وأضاف سيجري: «جريمة الغدر بشباب الدفاع المدني ليست صدفة او بقصد السرقة بل هي جريمة منظمة يقف خلفها الأسد بأدواته المعروفة لشيطنة إدلب تمهيداً لحرقها..استهداف الدفاع المدني اليوم بهذه الطريقة يأتي بهدف دفع المجتمع الدولي لإيقاف الدعم عن المنظمات الإنسانية والخدمية وفرض حصار كامل على إدلب».

الناشط الإعلامي سمير المطفي قال على حسابه على فايسبوك: «الهدف من قتل عناصر الدفاع المدني إعلامي بحت، الذي أرسل المرتزقة ليقتلوهن يرغبون في إيصال رسالة عن طريق استهداف المؤسسة الوحيدة المتفق على نظافتها، والله يستر ما يكون في ضربات تانية على شخصيات وكيانات مؤثرة».

وقال الإعلامي غسان ياسين عبر تويتر: «تصفية سبعة من أبطال الدفاع المدني في سرمين صباح اليوم، وفي الأمس انتحاري يقتل عشرات من الجيش الحر في ريف درعا، في عملية واضحة لتفخيخ المناطق المحررة من الداخل وإشاعة الفوضى والرعب».

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.