خاضت القوات النظامية السورية وحلفاؤها أمس، معارك في آخر جيب خاضع لتنظيم «داعش» في الريف الشرقي لحماة في وسط سورية، بمساندة من القوات والطائرات الحربية الروسية والسورية، بعد سيطرتها أول من أمس على قرية عقيربات التي دافع عنها التنظيم باستماتة. ويقع الجيب قرب الطريق الرئيسي بين مدينتي حمص وحلب قرب بلدة سلمية ويعد طرد الإرهابيين من المنطقة أمراً ضرورياً لتحسين الأمن على الطريق. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن القوات النظامية تواصل تقدمها بدعم من الطيران الروسي باتجاه دير الزور. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه تلقى معلومات عن مقتل عدد من الجنود الروس وإصابة آخرين، إضافة إلى خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها ومن عناصر التنظيم. وتسعى القوات النظامية لفك الحصار عن موقعها في مدينة دير الزور وهي واحدة من المدن على نهر الفرات التي تراجع إليها التنظيم بعد هزائمه في سورية والعراق. وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لـ «حزب الله» اللبناني في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن الجيش استرد عقيربات التي وصفها بمعقل «داعش» في هذه المنطقة. لكن عناصر «داعش» تمكنوا من استعادة السيطرة على القسم الغربي من عقيربات بهجوم معاكس، وفق «المرصد السوري». وأفادت دائرة الإعلام الحربي السوري بإقدام انتحاريي «داعش» في ناحية عقيربات على تفجير سيارتين مفخختين على خلفية تقدم القوات النظامية نحو عقيربات وتضييق الخناق على التنظيم. وفجرت المجموعات الإرهابية السيارة الأولى أثناء عملية تقدم القوات النظامية إلى ناحية عقيربات، أما السيارة الثانية فانفجرت في قرية جروح التي سيطرت عليها القوات النظامية أخيراً شرق حماة، من دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا أو جرحى. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الجيش وحلفاءه استردوا قرى في المنطقة بمساعدة طائرات هليكوبتر روسية وأضاف أن القتال الشرس مستمر. ونفذت الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام أكثر من 50 غارة على الريف الشرقي لحماة منذ فجر أمس. ونقل «المرصد السوري» عن مصادر موثوقة أن القوات الروسية تمركزت في منطقة المبعوجة بريف سلمية الشمالي الشرقي. وباتت سيطرة التنظيم في ريف حماة الشرقي مقتصرةً على 20 قرية وتجمع سكني، بمساحة عشرات الكيلومترات المربعة، بعد أن كان التنظيم حتى صباح أول من أمس، يسيطر على 34 قرية وتجمعاً سكنياً مع بلدة عقيربات. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أمس، أن القوات النظامية السورية تتقدم نحو دير الزور وأن سلاح الجوي الروسي دمر خلال الساعات الـ48 الأخيرة أهدافاً للتنظيم فيها، منها مستودعات ذخيرة، ومدرعات وسيارات وأسلحة، «وقامت المقاتلات بتدمير 9 آليات مدرعة، بينها دبابتان، وستة مدافع وراجمة صواريخ، إضافة إلى ثلاثة مستودعات ذخيرة ونقطة قيادة، وأكثر من 20 سيارة ثقيلة محملة بالوقود والأسلحة». وأضافت أن الطيران الروسي استهدف موكباً لـ «داعش» على طريق دير الزور- الرصافة، يتألف من 12 شاحنة محملة بالذخائر والأسلحة، فضلاً عن تدمير سيارات محملة برشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات وقذائف الهاون. «حزب الله» يتهم أميركا بمنع المساعدات عن عائلات التنظيم جمدت عرقلة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية قافلة مسلحي «داعش» وعائلاتهم الذين انسحبوا من الحدود اللبنانية – السورية الاثنين الماضي، تنفيذ المرحلة الأخيرة من الاتفاق الذي توصل إليه «حزب الله» ودمشق مع التنظيم، والذي قضى بتسليمه أسيراً للحزب كان يحتجزه، عند وصول القافلة إلى مشارف المناطق التي تقع تحت سيطرة «داعش». واتهم «حزب الله» الولايات المتحدة بمنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين من عائلات مسلحي التنظيم في القافلة التي اقلتهم من منطقة الحدود اللبنانية – السورية. وأعلن الناطق باسم «التحالف» الكولونيل ريان ديلون ليل الجمعة، أن «القافلة التي تقل مسلحين من «داعش» وأسرهم لإجلائهم إلى منطقة تسيطر عليها الجماعة المتشددة في شرق سورية، بقيت الجمعة في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في سورية، بعدما عادت أدراجها من الحدود العراقية». وأوضح أن التحالف «طلب من روسيا إبلاغ الحكومة السورية بأنه لن يسمح لقافلة مكونة من 17 حافلة تنقل مسلحي داعش من الحدود السورية – اللبنانية بالوصول إلى الحدود العراقية وفق صفقة بين داعش وحزب الله برعاية دمشق»، لافتاً إلى أنه «والحكومة العراقية لم يكونا طرفاً في هذه الصفقة». وأوضح أن طائرات التحالف استحدثت حفرة في طريق يقود إلى البوكمال لعرقلة وصول القافلة التي عادت إلى مناطق سيطرة النظام». وقال إن التحالف «قدم مقترحات لإنقاذ الأطفال والنساء في القافلة من معاناة البقاء في الصحراء». وقصف التحالف سيارات لـ «داعش» اقتربت من القافلة. وتحول تأخير تنفيذ الاتفاق إلى أزمة بين التحالف و «حزب الله» الذي أصدر بياناً أعلن فيه أن «الدولة السورية و «حزب الله» وفيا بالتزامهما عبور الباصات من منطقة سلطة الحكومة السورية» وأن «الجزء المتبقي من الباصات وعددها ستة ما زال داخل مناطق الحكومة، ويبقى في دائرة العهدة والالتزام». واتهم الحزب الأميركيين «بمساعدة أكثر من ألف عنصر داعشي من الأجانب في الهروب من مدينة تلعفر (العراق) واللجوء إلى المناطق الكردية»، وحملهم مسؤولية قصف القافلة ما سيؤدي إلى قتل النساء والأطفال وكبار السن فيها، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل «لمنع مجزرة بشعة». وحض الحزب في بيان المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية على «التدخل لمنع حصول مجزرة بشعة» حسب تعبيره، محملا الأميركيين مسؤولة قتل المدنيين إذا قصفت طائراته القافلة. وأكد بيان حزب الله على وفائه والدولة السورية بالتزامهما المنصوص عليه في الاتفاق «القاضي بعبور الحافلات من منطقة سلطة الحكومة السورية دون التعرض لها»، مشددا على أن «الجزء المتبقي من الحافلات، وعددها ستة، والذي ما زال داخل مناطق سلطة الحكومة، يبقى في دائرة العهدة والالتزام». ويشدد التحالف على أنه والعراق ليسا جزءا من هذه الصفقة، وقصف الأربعاء الطريق الذي تسير فيه القافلة التي تحمل مسلحي التنظيم. وتوقفت القافلة إثر ذلك في منطقة صحراوية خاضعة لسيطرة الحكومة السورية تدعى السخنة بين محافظتي حمص ودير الزور.

تعود العلاقة مع سوريا الى واجهة الاحداث بعد اقفال ملف الجرود والعسكريين بتعاون امني لبناني سوري ضمني محوره “حزب الله” اذ فيما يضغط مكون الثامن من اذار في اتجاه التنسيق اكثر مع النظام السوري اتخذ الاخير اجراء استفزازيا جديدا بحق لبنان بأن قرر مصادرة الاملاك التي تخص الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر على الاراضي السورية. وفيظل عدم تعليق مكتب الحريري على الاجراء الاستفزازي، علق صقر على الوزراء الذين زاروا سوريا للـ”ام تي في” فسال “كيف تذهبون إلى نظام صنّف رئيسكم بالإرهابي؟”.واعتبر صقر ان القرار رسالة اهانة للدولة اللبنانية في زمن الزحف على طريق الشام”.

 وينتظر فريق رئيس الحكومة ردة فعل من فريق الثامن من اذار وحلفاء سوريا على الاتهام الذي طاول الحريري في ضوء تسابقهم على “التطبيع”. ويعتبر قريبون منه ان الاجراء السوري “لا قيمة حقيقية له لانه يكرر اجراء مماثلا منذ اعوام” لكنه “يعفي الحريري من المطالبة بالاتصال او التنسيق مع النظام”.

من جهة ثانية، صرح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل “اننا مع عودة السوريين الآمنة، بالتواصل ام من دونه. هذا ليس شرط للعودة وليست هنا المشكلة. ممكن لقسم ان يعود من دون تواصل، ولن تمانع سوريا “.واشار الى ان “قسم آخر تتطلب عودته التحدّث مع سوريا بحكم العلاقة القائمة معها وهذا الأمر يمكن ترتيبه بالتوقيت والآلية التي تؤمن مصلحة لبنان وتراعي وحدتنا”. وقال: “وقسم أخير يتطلب وقت اكثر وظروف افضل… العودة تتجزأ وتتمرحل ولكن المهم ان تبدأ. وهي آمنة بكل الأحوال، والمسلحون يعودون فكيف بالناس!”

في مجال اخر، لا تزال قضية باصات “داعش” المحاصرة عالقة، وقد اصدر “حزب الله” امس بيانا يرفع فيه مسؤوليته عن الموكب، ويحملها للمجتمع الدولي. ومما جاء في البيان:

ان الدولة السورية وحزب الله قد وفيا بالتزامهما القاضي بعبور الباصات من منطقة سلطة الحكومة السورية دون التعرض لها، وأما الجزء المتبقي من الباصات وعدده ستة والذي مازال داخل مناطق سلطة الحكومة، هو يبقى في دائرة العهدة والالتزام.

وما يعلل به الاميركيون موقفهم من انهم لا يريدون السماح لمسلحي داعش من الوصول الى منطقة دير الزور، انهم جديون في محاربة داعش، يناقضه بالكامل مساعدتهم المعروفة هذه الايام لأكثر من الف مقاتل داعشي وخصوصا من الاجانب بالهروب من مدينة تلعفر واللجوء الى المناطق الكردية في شمال العراق اضافة الى شواهد كثيرة من هذا القبيل. مما يؤكد أن الهدف الاميركي من هذا التصرف شيء آخر لا صلة له بمحاربة داعش.

النهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.