النظام السوري يسوي أوضاع 113 مسلحا من «الدولة»

كشف مصدر في محافظة دير الزور أن قوات النظام السوري ومسلحي «حزب الله» اللبناني سينقلون عددا من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» وعائلاتهم إلى مدينة تدمر وسط البادية السورية، وهذه أول حالة تسوية يقوم بها النظام السوري لمسلحي التنظيم المتطرف.
وقال مدير شبكة «فرات بوست»، المتخصصة بنقل أخبار المنطقة الشرقية، أحمد الرمضان، لوكالة الأنباء، أمس الاثنين، إن «قوات النظام ومسلحي حزب الله اللبناني بعد رفض التحالف الدولي وصول الحافلات التي تقل مسلحي داعش، الذين تم ترحيلهم من منطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي الغربي إلى مدينتي البو كمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، فإن 113 عنصراً من مسلحي التنظيم قاموا بتسليم أنفسهم إلى قوات النظام وتسوية أوضاعهم، واشترط على العناصر القتال في غير جبهات دير الزور، وكان الضمان في عدم الغدر من قبلهم الإبقاء على عوائلهم في مدينة تدمر تحت الرقابة الأمنية من قبل قوات النظام في ريف حمص الشرقي».
وتابع الرمضان أن حوالى مئة من مسلحي داعش وعائلاتهم وصلوا إلى مدينة البو كمال على الحدود السورية العراقية، بعد قيام مهربين بنقلهم من البادية صباح يوم الجمعة الماضي.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أمس، أن ناشطين سوريين ومسؤولين عراقيين أكدوا أن عدداً من عناصر التنظيم الذين أوقفت قافلتهم ربما وصلوا إلى الأراضي العراقية. وأكدت «واشنطن بوست» في تقرير لها أن معظم مسلحي داعش شقوا طريقهم إلى داخل العراق، فيما أشار مسؤولان عراقيان إلى أنهما يعتقدان بأن جميع مسلحي داعش وأسرهم وصلوا إلى قضاء راوه الواقع غرب محافظة الأنبار في الأيام الأخيرة.
وذكرت عضو مجلس محافظة الأنبار، أسماء العاني، أن بعضاً من أهالي راوه أخبروها أن نحو 700 من مقاتلي التنظيم وأسرهم وصلوا إلى منازل فارغة، مبينة أن «هذه التعزيزات سيكون لها تأثير سلبي على الوضع العسكري للعمليات المقبلة»، حيث تنوي القوات الأمنية استعادة المنطقة التي تعد واحدة من آخر الجيوب المتبقية في العراق التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الامريكي رفض التعليق على ما إذا كان من المحتمل ان يكون أي من مسلحي التنظيم قد وصل إلى الأراضي العراقية، ولكنه قال إنه يواصل مراقبة الحافلات.
هذا واقتربت قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية كثيراً من فك الحصار الذي يفرضه تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة دير الزور شرقي سوريا. من جهة أخرى قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أمس الاثنين، إن فصائل سورية مدعومة من واشنطن سيطرت على المدينة القديمة في الرقة ومسجدها التاريخي مع تقدمها في الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الصحافي السوري ومدير شبكة «فرات بوست» أحمد رمضان لـ«القدس العربي»: إن المعارك بين قوات النظام وتنظيم الدولة تجري بمحيط منطقة كباجب عند مدخل مدينة دير الزور، حيث لا تزال قوات النظام وميليشياته تبعد حتى اللحظة عن مركز المدينة حوالى 19 كم، بينما ذكرت وكالات الأنباء أن قوات الأسد أصبحت على بعد 3 كيلومترات من مشارف المدينة.
من جهته يرى المتحدث الرسمي باسم تجمع المنطقة الشرقية، مضر حماد الأسعد، أن تنظيم «الدولة» سيقوم على غرار القلمون بتسليم مدينة دير الزور إلى منطقة معمل الغاز كونيكو في شرق المدينة القريب من بلدة خشام». وأضاف في حديثه لـ«القدس العربي»: أن هذا الأمر سيتم من خلال الاتفاقية التي جرت الشهر الماضي في قرية عياش بين داعش والنظام السوري بتسهيل من قبل بعض الضباط الروس، حيث يتضمن أحد البنود انتقال عناصر التنظيم إلى مدينة ادلب وبعض المناطق في ريفي حلب وإدلب، وكذلك ترحيل عائلات بعض القيادات العسكرية والأمنية والإدارية في داعش عبر الإنزالات الجوية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.