محافظة حماة في قبضة النظام السوري

بعد أكثر من 3 أعوام من سيطرته على ريف حماة الشرقي ومعارك عنيفة خلفت آلاف القتلى والجرحى، تمكنت القوات النظامية السورية من طرد تنظيم «داعش» من آخر المناطق التي كان يسيطر عليها في ريف حماة الشرقي وسط سورية، لينتهي بذلك وجود «داعش» في كل المحافظة. وواصلت القوات النظامية تقدمها في شرق دير الزور وحققت تقدماً استراتيجياً بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش» وباتت على مسافة 10 كيلومترات فقط من مدينة الميادين التي اتخذها «داعش» عاصمة لـما سماه «ولاية الخير». في موازاة ذلك، اتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة بمنع هزيمة «داعش» من خلال «الدعم الذي يقدمه إليه الزملاء الأميركيون»، وذلك في أوضح اتهامات روسية لأميركا في هذا الصدد.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية استكملت سيطرتها على كل القرى التي كانت تحت سيطرة «داعش» في ريف حماة الشرقي، بعد معارك طاحنة بين الطرفين مستمرة منذ شهر.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «مع تقدم قوات النظام، يكون وجود التنظيم في محافظة حماة قد انتهى في شكل كامل، بعد أكثر من ثلاثة أعوام من سيطرته على ريفها الشرقي».

وكانت القوات النظامية تمكنت في 3 أيلول (سبتمبر) الماضي من تثبيت سيطرتها على بلدة عقيربات بعد معارك عنيفة وقصف جوي وبري مكثفين على البلدة قتل خلالها العشرات من الطرفين، لتعود وتخسرها بعد ذلك، قبل أن تحكم سيطرتها عليها مجدداً.

وفي دير الزور، أفاد «المرصد» بمقتل 38 مدنياً على الأقل بغارات روسية لدى محاولتهم عبور نهر الفرات هرباً من معارك تخوضها قوات النظام ضد «داعش». وأوضح «المرصد» أن بين القتلى تسعة أطفال، مشيراً إلى أن «ستين مدنياً آخرين هم في عداد المفقودين أو الجرحى».

تزامناً، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، إن سلسلة هجمات شنها «داعش» على القوات السورية جاءت من منطقة لا تبعد سوى 50 كيلومتراً عن منطقة التنف في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، حيث تتواجد قاعدة أميركية مخصصة لتدريب عناصر المعارضة، موضحاً أن مقاتلي «داعش» كانت لديهم معلومات وإحداثيات دقيقة لمواقع القوات السورية والتي لا يمكن الحصول عليها سوى من خلال عمليات الاستطلاع الجوي.

وأضاف: «إذا اعتبرت الولايات المتحدة عمليات من هذا القبيل مصادفات غير متوقعة فسيكون سلاح الجو الروسي حينها مستعداً للبدء في تدمير كامل لكل هذه المصادفات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم (الأميركيين)».

وحذر من أن «العقبة الرئيسية لإتمام هزيمة داعش في سورية ليست القدرة العسكرية للإرهابيين ولكن الدعم الذي يحصلون عليه من الولايات المتحدة ومغازلتها إياهم».

وأعاد كوناشينكوف إلى الأذهان أن حوالى 300 مسلح من «داعش» وصلوا من منطقة الركبان في 28 أيلول إلى مدينة القريتين في محافظة حمص وحاولوا فرض سيطرتهم على مرتفعات استراتيجية حول المدينة، كما شن مسلحو «داعش» في اليوم ذاته سلسلة هجمات منسقة على مواقع للقوات السورية على الطريق بين تدمر ودير الزور، قائلاً: «هذه الهجمات لم تكن ممكنة من دون معلومات استخباراتية أميركية». وزاد: «على ما يبدو، نجاحات الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية في التحرير السريع لوادي الفرات تتناقض مع خطط الزملاء الأميركيين».

من جهة أخرى، كشفت وزارة الدفاع الروسية تفاصيل عملية نفذها سلاح الجو الروسي أسفرت عن مقتل 62 عنصراً مسلحاً من «جبهة النصرة» وإصابة زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني خلال اجتماع لهم بحضوره. وأفادت أن مقاتلتين من طراز «سو- 34» و «سو- 35» استهدفتا الاجتماع، ما أسفر عن مقتل 12 قيادياً من «النصرة» و50 مسلحاً من حرسهم، وإصابة أكثر من 10 آخرين.

إلى ذلك، ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن خمسة مسؤولين سوريين توجهوا أمس إلى تركيا بتنسيق من السفارة الروسية في أنقرة. وأوضحت المصادر أن الوفد السوري سيلتقي اليوم مع عدد من المسؤولين الأتراك. ولم تكشف المصادر القضايا التي سيناقشها الوفد. غير أن التهدئة في إدلب ومناطق انتشار القوات التركية والروسية والإيرانية قد تكون محل بحث.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.