أردوغان يتوّج تقاربه مع ايران وروسيا بتوغل في إدلب…رهانات خطيرة وعين على عفرين

في خطوة متوقعة منذ الجولة السادسة من مفاوضت #أستانا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان اليوم أن قوات بلاده بدأت عملية عسكرية خطيرة في محافظة إدلب السورية، مشدداً على أن تركيا لن تتسامح مع وجود ” ممر إرهابي” بمحاذاة حدودها .

ووضعت القوات التركية في حال تأهب بعد دخول مقاتلين سوريين تدعمهم أنقرة الى سوريا، في اطار عملية مشتركة مع روسيا وإيران لمراقبة “منطقة خفض التصعيد” في المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا.

 وكانت تقارير أفادت أن أنقرة عززت قواتها على الحدود منذ الاتفاق الذي أمكن التوصل اليه بين الدول الثلاث على منطقة “خفض التصعيد” في ادلب التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”. وأبلغ الناطق الرئاسي ابرهيم كالين إلى التلفزيون التركي أن خطوت أخرى ستتخذ خلال الأيام المقبلة بعد مناقشات بين الافرقاء الثلاثة.

ونشرت اليوم صحيفة “حربت” أن مقاتلي “الجيش السوري الحر” عبروا بشاحنات مع أسلحتهم الآلية إلى إدلب، بعد صدور أوامر في شأن المناطق التي يفترض الانتشار فيه.

ورصد ” المرصد السوري لحقوق الإنسان” تحركات للجيش التركي والآليات العسكرية التركية، على الحدود بين محافظة إدلب وبين لواء إسكندرون، حيث عمدت آليات هندسية تركية، إلى رفع أجزاء من الجدار الفاصل بين الجانب التركي ومحافظة إدلب، وفتحت ممرات تتسع لمرور آليات عسكرية منها.

 وتأتي هذه التطورات بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة في 28 أيلول ولقائه أردوغان الذي توجه الاربعاء الماضي الى طهران حيث التقى نظيره الايراني حسن روحاني.

ويتزامن التنسيق الروسي-التركي-الايراني مع توتر متزايد بين أنقرة وواشنطن، وخصوصاً بسبب الدعم الذي تقدمه واشنطن لجماعات كردية تصنفها أنقرة على أنها إرهابية.

 وبحسب صحف تركية، يتوقع أن تنتشر قوات تركية داخل إدلب على أن تتولى حفظ أمن سكان إدلب البالغ عددهم مليونين، على أن تنتشر قوات روسية في المحيط. ولم يعرف الدور الايراني في الخطة.

أستانا 6

وكانت الجولة السادسة من مفاوضات أستانا أثمرت حلاً لعقدة إدلب، منطثة “خفض التصعيد الرابعة والاخيرة بتوزيع الادوار بين روسيا وتركيا وايران والاتفاق بين الدول الثلاث على نشر مراقبين في المنطقة.

ولا يحدد البيان االصادر عن جلسة المفاوضات مناطق عمل كل من القوات الروسية والتركية والايرانية، الا أن صحيفة “صباح التركية” نشرت في 15 أيلول أن المنطقة التي ستخضع لسيطرة القوات التركية في ادلب صارت واضحة، و أن القوات التركية ستمر عبر منطقتي يايلاداغي وريحانلي وستدخل ما بين 35 و50 كيلومتراً في ادلب، في اطار العملية التي ستبدأ هذا الشهر.

وأوضحت أن العملية التي ستكون بعمق 35 كيلومتراً على الاقل وطول 130 كيلومتراً، تقع في الجزء الغربي من ادلب المطل على هاتاي، مشيرة الى أن المنطقة التي ستكون تحت سيطرة القوات التركية و”الجيش السوري الحر” هي الثالثة في الخريطة المقسمة الى ثلاثة أقسام.

بدورها، أفادت صحيفة “يني شفاق” التركية أن أنقرة تعتزم وبمشاركة “الجيش السوري الحر” إرسال 25 ألف عسكري ومسلح لضمان الأمن في منطقة تخفيف التصعيد بمحافظة إدلب.

وتشير “ًصباح” التركية الى أن عدد القوات التركية المشاركة في العملية مع “الجيش الحر” سيصل الى 25 ألفاً، موضحاً ان القوات التي ستنطلق من جسر الشغور في جنوب إدلب ودار العزة في غربها ستسيطر على خمسة الاف كيلومتر مربع تقريباً.

  وستشمل المنطقة “التركية” مطار تافتاناز وجبل أربين وجسر الشغور ومعرة النعمان وخان شيخون.

عفرين

ومن شأن هذا التوغل أن يتيح للقوات التركية مراقبة مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” في عفرين ومنظمات ارهابية في اللاذقية، مع تمركزها في نقاط استراتيجية في ادلب وحلب.

  ويقول تالها كوس، المحلل في المعهد للأبحاث السياسية والاجتماعية أنه بانضمامه الى عملية ادلب، يوافق أردوغان عملياً على انتقال السلطة لصالح الاسد. ويضيف: “إنها منطقة خطرة جداً، ويمكن أن تواجه انتقاماً من المقاتلين المعتدلين اذا ل تستطع تأمين الخدمات الانسانية”، كما يمكن أن تتعرض لضغوط من روسيا وايران للقضاء على الجهاديين.

بحسب الناطق الرئاسي التركي، تهدف العملية الى منع الانتهاكات لاتفاق وقف النار وايصال المساعدات للمدنيين وتهدئة الفصائل المسلحة، بما فيها “هيئة تحرير الشام”.

 ويقول إمري إرسن، المحلل في جامعة مرمرة في اسطنبول إن مهمة ناجحة في ادلب ستتيح للأسد التركيز على “داعش” في شرق البلاد.

ويثير حجم التعزيزات التركية في ههذه المهمة تساؤلات عن الطموحات المحتملة لأنقرة بعد إدلب، وخصوصاً في منطقة عفرين المجاورة التي يسيطر عليها الأكراد

  ويرى هاكي أويغور، المحلل في مركز الدراسات الايرانية في أنقرة أن السياسة السورية لتركيا “قد تكون تخدم أهدافاً أخرى أبعد من إدلب”، موضحاً أن تركيا “تسعى الى دعم روسي وايراني ضد أكراد سوريا”.

ويشار الى أن القوات التركية دخلت للمرة الأولى إلى الأراضي السورية في 24 من آب 2016، وتمكنت مع الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “درع الفرات” والفصائل من السيطرة على أكثر من 2200 كيلومتر مربع من ريف حلب الشمالي الشرقي، وأنهت وجود “داعش” في آخر المنافذ التي كانت متبقية له على الحدود السورية – التركية، بما فيها جرابلس.

النهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.