الأسد يواصل تدمير الغوطة و«داعش» يفتك بالنازحين

بين فكي كماشة القصف المتواصل لنظام الأسد والتفجيرات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم «داعش»، يسقط العشرات من السوريين يومياً قتلى وجرحى على الرغم من المساعي الديبلوماسية الدولية المتنقلة ما بين جنيف والآستانة وسوتشي.

ففي حصيلة اليوم الثالث على التوالي من تصعيد القصف الذي تستهدف به قوات نظام الأسد مختلف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، سقط 15 مدنياً بينهم أطفال وأصيب أكثر من 70 بجروح بينهم نساء وكذلك أطفال.

وقال مراسل «أورينت» إن الطيران الحربي نفذ أكثر من 40 غارة جوية على المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة توزعت على بلدات حرستا وعربين ومديرا، كما قامت قوات النظام باستهداف مختلف بلدات الغوطة الشرقية بقذائف الهاون والصواريخ التي تحمل قنابل عنقودية.

وأوضح أن قوات النظام استهدفت مدينة حرستا وحدها بـ22 غارة جوية، بعضها تحمل قنابل عنقودية وعدد كبير من قذائف الهاون، ما أدى لدمار كبير بالمنازل والممتلكات العامة.

وفي عربين قصفت طائرات النظام المدينة بـ18 غارة جوية وعدة قذائف هاون، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة العديد من المدنيين بجروح.

وأشار المراسل إلى استهداف كل من مديرا وكفربطنا وسقبا ودوما وحمورية وحزة وحوش الضواهرة وبيت سوى، بصواريخ تحمل قنابل عنقودية إضافة إلى قذائف الهاون والمدفعية، ما تسبب بوقوع عدد من القتلى والجرحى أغلبهم أطفال ودمار كبير في منازل المدنيين.

وقال ناشطون إن ثمانية مدنيين استشهدوا وجرح العشرات، بينهم خمسة أطفال وامرأة وشهيد من الدفاع المدني بقصف مدفعي لقوات الأسد على مدينة دوما.

ونظراً للقصف العنيف الذي تتعرض له مدن وبلدات الغوطة الشرقية، أصدرت مديرية الأوقاف وشؤون المساجد تعميماً بإلغاء صلاة الجمعة منعاً للتجمعات وحفاظاً على أرواح المصلين.

ويتزامن قصف النظام مع توجيه شبكات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي موالية للأسد تهديدات مباشرة لجميع سكان الغوطة الشرقية بالقتل والإبادة.

وكان آخر تلك التهديدات ما نشرته صفحة «عرين الحرس الجمهوري» الخميس قائلة: إن «قرار إبادة الغوطة تم اتخاذه على أعلى مستويات القيادة في سوريا.. لا تقولوا صغير أو كبير أو مسن أو عجوز».

وطالبت صفحات أخرى بقصف الغوطة بغاز الكلور والكيميائي، ونشرت مقاطع فيديو للحظة قصف طائرات النظام لمنازل المدنيين مطالبة بعدم توقف القصف.

وتأتي ردة فعل الشبيحة المسعورة على أهل الغوطة بسبب تمكن الثوار من قتل العشرات من عناصر النظام في المعارك الجارية في إدارة المركبات بحرستا.

وفي استمرار لمجازر تنظيم «داعش» الإرهابي ضد المدنيين، سقط عشرات الشهداء وعشرات الجرحى جراء قيام التنظيم باستهداف تجمع لمدنيين نازحين في قرية الفرج بالقرب من حقل الجفرة النفطي في ريف دير الزور بعربة مفخخة.

وذكر ناشطون أن العملية الانتحارية أسفرت عن مقتل 30 مدنياً وسقوط عشرات الجرحى بعضهم بحالة حرجة، ما يجعل إمكانية ارتفاع عدد القتلى أمراً ممكناً.

وأكد ناشطون أن العملية الانتحارية وقعت عند حاجز تابع لقوات سوريا الديموقراطية التي تتحمل المسؤولية بسبب نصب حواجز تقوم باحتجاز المدنيين النازحين في البادية لأيام عدة.

وأعلن المرصد السوري أن 26 شخصاً على الأقل قتلوا في محافظة دير الزور شرق سوريا وبين القتلى 12 طفلاً في الهجوم الذي استهدف تجمعاً للنازحين بسيارة مفخخة نُسبت إلى تنظيم الدولة.

وفي سياق آخر، سيصوت مجلس الأمن على تمديد اللحظة الأخيرة للجنة التحقيق التي تقودها الأمم المتحدة وتتولى مهمة تحديد الجهة المسؤولة عن شن هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا، بحسب ما أعلن مسؤولون.

وسيصوت المجلس على مشروع قرار ياباني يمدد مهمة آلية التحقيق المشتركة لمدة 30 يوماً، من أجل إفساح المجال أمام المفاوضات للتوصل إلى تسوية.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أنه يجب تمديد مهمة الآلية الدولية المشتركة للتحقيق في استخدام الكيميائي في سوريا بشرط استخلاص دروس من خبرتها السلبية وتعزيز هذه الآلية.

وحمّلت الخارجية الروسية في بيان صادر عنها الولايات المتحدة والدول التي دعمت موقف واشنطن في مجلس الأمن مسؤولية وقف عمل الآلية الدولية المشتركة ابتداء من اليوم.

وأشار البيان إلى أن «واشنطن لا تحتاج إلى تمديد وتعزيز الآلية المشتركة للتحقيق بل الحفاظ عليها كما هي كأداة لتحقيق أهدافها القومية على المسار السوري لسياستها الخارجية».

وأكدت الخارجية في بيانها أن مشروع القرار الأميركي سعى إلى الحفاظ على كل العيوب المكشوفة في عمل آلية التحقيق الدولية من دون أي محاولة لمعالجتها، وذلك بذريعة «عدم قبول التدخل في عمل الآلية المستقلة».

وأضاف البيان أن مشروع القرار الروسي، الذي رُفض من قبل واشنطن ولندن، كان في المقابل يهدف إلى إزالة العيوب الأساسية في عمل آلية التحقيق الدولية حتى يكون نشاطها متماشياً أكثر مع مواصفات اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالكذب تصريحات مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي نيكي هايلي حول محاولات واشنطن صياغة مشروع قرار مشترك مع موسكو بشأن كيميائي سوريا.

وجاءت هذه التصريحات شديدة اللهجة على لسان لافروف تعليقا على إعلان هايلي الخميس في مستهل جلسة مجلس الأمن الدولي، أنها لم تتمكن من الاتصال بمندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا لتنسيق مشروع قرار بشأن تمديد مهمة آلية التحقيق المشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حالات استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.