وحدات عسكرية صينية في سوريا بالتزامن مع استعداد قوات روسية وأمريكية للمغادرة

من عبد الرزاق النبهان وإبراهيم درويش: وصلت قوات خاصة صينية إلى ميناء طرطوس على الساحل السوري، وذلك من أجل محاربة «حركة تركستان الشرقية الإسلامية»، حسب ما ذكرت وسائل إعلامية روسية أخيراً.
وتزامناً أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أمس، أن التحضير جارٍ لسحب قوات روسية من سوريا، حال «أصبحنا جاهزين لذلك»، وتزامناً أيضاً أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس، أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم «الدولة» من مدينة الرقة في شمال سوريا.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، أمس الخميس، إن جولة المحادثات الخاصة التي تجرى في جنيف حالياً ستمدد حتى 15 من ديسمبر/ كانون الأول، على الرغم من أن وفد النظام السوري، قد يغادر عائدا لبلاده «للتشاور» لعدة أيام، مشيرا إلى أنه لم يتم مناقشة أمر الرئاسة خلال المحادثات.
وفي مؤتمر صحفي، بين أن «المحادثات غير المباشرة ستركز بوجه خاص على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة»، و12 مبدأ أساسيا لم يكشف عنها.
عن وصول القوات الصينية الى طرطوس يرى الباحث والمنسق بين الفصائل العسكرية عبد المنعم زين الدين أنه «يحمل في طياته احتمالات عدة إن صحت، وهي فتح معركة جديدة شرسة ضد السوريين، في الغوطة الشرقية، حيث أن هذا الاحتمال تقويه التصريحات الروسية الملفتة للانتباه منذ يومين عن وجود داعش في الغوطة الشرقية، وتلك المنسوبة لبثينة شعبان عن رصد وجود للحزب التركستاني في ريف دمشق في زيارتها التي تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام، والتي طلبت فيها من الصين إرسال قوات لقتال التركستان في سوريا».
وأضاف زين الدين لـ«القدس العربي»، أن الاحتمال الثاني قد يكون دعائياً لتدعيم موقف روسيا أمام الأمريكيين والاحتمال الثالث أن تكون مهمة هذه القوات إقامة قواعد عسكرية صينية في سوريا.
من جهة أخرى تساءل الباحث أليكس فاتنكا الخبير في الشؤون الإيرانية والزميل في معهد الشرق الأوسط، في مقال في مجلة «فورين أفيرز» هل تعيش العلاقات الإيرانية ـ الروسية مرحلة من التوتر؟ وما هي الأسباب الداعية للخلافات بين حليفين يدعمان الرئيس السوري بشار الأسد؟ ويرى فاتنكا في مقالته في مجلة «فورين أفيرز» أن اجتماع سوتشي يوم 22 تشرين الثاني / نوفمبر وشارك فيه الثلاثة الكبار المنخرطون في المسألة السورية كان يقصد منه أن يكون نقطة تحول، على الأقل حسبما أملت إيران، وعوضاً عن ذلك كشف اللقاء عن صدوع بين داعمي الأسد الرئيسيين: روسيا وإيران وحتى داخل إيران نفسها، أي حكومة الرئيس حسن روحاني وقيادة الحرس الثوري.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.