«جنيف 8»: المعارضة السورية تناقش مع الفريق الأممي الانتقال السياسي والدستور والانتخابات

تواصلت الجولة الثانية من مؤتمر «جنيف 8» الخاص بملف الأزمة في سوريا، مع استمرار غياب وفد النظام، حيث تضاربت معلومات بشأن موعد وصوله ما بين اليوم الخميس، والأسبوع المقبل، في حين غاب دي ميستورا أمس لـ«أسباب خاصة».
وقالت المعارضة السورية، المشاركة في مفاوضات مؤتمر «جنيف 8»، أمس الأربعاء، إنها ناقشت مع فريق الأمم المتحدة قضايا الانتقال السياسي والدستور والانتخابات. وجاء ذلك في تصريح أدلى به المتحدث باسم وفد المعارضة، يحيى العريضي، بعد اجتماع الوفد مع الفريق الأممي، الذي قاده أمس رمزي عز الدين، نائب المبعوث الأممي الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا، إثر تغيب الأخير لـ«أسباب خاصة».
دولياً دعت الولايات المتحدة وفرنسا روسيا أمس لإعادة الوفد السوري إلى محادثات السلام المنعقدة في جنيف، بعد أن استؤنفت المناقشات لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من ست سنوات. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال مؤتمر صحافي في بروكسل «قلنا للروس إن من المهم أن يكون النظام السوري حاضراً وأن يكون جزءاً من هذه المفاوضات وهذه المناقشات. تركنا الأمر للروس لإعادتهم إلى الطاولة». بينما اتهمت فرنسا النظام السوري أمس بعرقلة محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة برفضه عودة وفده إلى محادثات جنيف، ودعت روسيا لعدم التملص من مسؤولياتها في إعادة وفد النظام إلى طاولة التفاوض. وقال ألكسندر جورجيني نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحافيين «تدين فرنسا غياب وفد النظام ورفضه الانخراط في المفاوضات بحسن نية للتوصل لحل سياسي».
وقال العريضي مستنكراً: «انشغال الجانب الآخر (النظام) بأمور لا تتعلق بالسياسية، وإنما استمرار استراتيجية نهجها في سوريا دون اكتراث بالإنسان السوري، الذي يحتاج إلى أن يعود إلى الحياة وإلى بلد يستحق أن يكون فيه سلام وأمان». وشدد على أن «وفد المعارضة مستمر في المفاوضات، ولكن يجب أن تقابله جدية من الطرف الآخر». وأعرب المتحدث باسم المعارضة السورية عن اعتقاده بأن «وفد النظام سيأتي إلى المفاوضات لاحقاً»، دون تحديد موعد لذلك. ولفتت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية عبر جلساتها الرسمية، انتباه المجتمع الدولي إلى مخاطر إلحاق النظام الضرر بالمسار السياسي وتقويض فرصه، وتمكنه من استغلال الصمت غير المبرر للمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً تجاه عشرات الجرائم التي ارتكبت خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى المجازر التي ارتكبت بحق السوريين طوال سنوات
ميدانياً وفي دير الزور قتل 21 مدنياً بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء في قصف جوي روسي استهدف إحدى بلدات المحافظة التي لم يعد تنظيم الدولة يسيطر سوى على جيوب محدودة فيها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن تسعة أطفال قتلوا في القصف الجوي الروسي الذي أصاب أبنية سكنية في بلدة الجرذي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، الذي يقسم محافظة دير الزور إلى جزأين. ولا يزال تنظيم الدولة يسيطر وفق المرصد على البلدة. وتشكل محافظة دير الزور منذ أشهر مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول تقوده قوات النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات، والثاني تقوده قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، على الضفة الشرقية للنهر.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.