بعد فشل «جنيف ـ 8»… «أستانة ـ 8» تنطلق بتفاؤل كازاخي وأمل بحل قضية المعتقلين في سوريا

انطلقت جولة محادثات سلام جديدة في أستانة عاصمة كازاخستان، بين النظام السوري والفصائل المعارضة، أمس، بهدف التوصل إلى حل للنزاع السوري، تزامناً مع دعوة وفد المعارضة لروسيا أمس، في بيان وزع على الصحافيين للضغط على النظام من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع، ومع نكهة أمل عبر عنها رئيس قسم الشؤون الآسيوية الأفريقية في وزارة الخارجية الكازاخية، حيدر بك توماتوف، وتفاؤل لبلاده بالجولة الثامنة من مؤتمر أستانة، بتحقيق نتائج ملموسة، وذلك بعد أسبوع على فشل المفاوضات السياسية في جنيف.
وانتهى اليوم الأول من «أستانة 8» بلقاءات ثنائية بين الوفود الدولية المشاركة في الاجتماع، والتي استمرت طوال اليوم، حيث عقد وفد قوى الثورة العسكري، يوم أمس الخميس، اجتماعاً مع فريق تقني من الأمم المتحدة، وناقش معهم قضية إطلاق سراح المعتقلين لدى النظام السوري.
وهذه المحادثات التي تتولى رعايتها روسيا وإيران، حليفتا النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة، ستجرى في جلسة مغلقة الخميس(أمس)، على ان يصدر بيان ختامي اليوم. وكانت وزارة خارجية كازاخستان أعلنت أن المحادثات ستركز خصوصاً على مصير المخطوفين والمعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية وسير عمل مناطق «خفض التوتر».
واجتمع ممثلو النظام السوري برئاسة بشار الجعفري صباحاً مع الوفد الإيراني، فيما التقى الروس من جانب آخر، الإيرانيين ثم الأتراك، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). من جهتها قالت المعارضة إنها اجتمعت صباحا مع ممثلي الأمم المتحدة. وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أمس، إن العمل جار على وثيقة مجموعة العمل لتبادل المعتقلين في سوريا.
وفي موازاة جهود الأمم المتحدة لتسوية النزاع السوري تبدو روسيا طرفاً لا يمكن تجاوزه في إطار أي حل، حيث طلب ستافان دي ميستورا الذي أجرى محادثات في موسكو ويشارك اليوم في أستانة 8، من مجلس الأمن الدولي طرح أفكار لصياغة دستور وتنظيم انتخابات في سوريا. وإذا كانت دمشق مستعدة لقبول انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة فإن المفاوضات لا تزال تتعثر حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حيث يرفض النظام بحث احتمال رحيله كما تطالب المعارضة.
ولفت وفد قوى الثورة العسكري إلى أستانة، في بيان له، أن الهدف من المشاركة هو إطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى تثبيت وقف إطلاق النار وخاصة في مناطق خفض التصعيد، ورفع الحصار عن المدن والبلدات المحاصرة كافة، وإيصال المساعدات إلى المحتاجين، داعياً موسكو إلى ممارسة دورها كطرف مسؤول وضامن للنظام، فيما أكد أن قوات النظام والميليشيات الأجنبية الإيرانية لم تلتزم باتفاق خفض التصعيد.
وفي هذا الإطار أوضح عضو وفد قوى الثورة السورية العسكري العقيد فاتح حسون، في تصريح لـ«القدس العربي» أن ملف المعتقلين تصدر طاولة المباحثات في اليوم الأول من مباحثات أستانة، على اعتبار أنه أول الأولويات ومحور الاجتماع الأساسي وفق تعبيره.
وعلى صعيد التأثير الروسي قال الدكتور يحيى العريضي المستشار السياسي لوفد المعارضة في أستانة، والمتحدث الرسمي باسمه، لـ«القدس العربي» إن الروس لا يزالون يعدون في ملف المعتقلين، فيما تواجههم مجموعة من الصعوبات لفتح هذا الملف».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.