فصائل المعارضة السورية تقتل العشرات من جنود النظام وتسيطر على 15 قرية وتصيب طائرة

في معارك هي الأشد ضراوة منذ فترة طويلة تمكنت فصائل المعارضة السورية من إبعاد قوات النظام عن مطار «أبو الظهور» العسكري في ريف إدلب (شمال غرب)، والتي بدأت فجر أمس الخميس، وكبدته خسائر فادحة، حسب مصادر للمعارضة. وكانت قوات النظام اقتربت ليلة أمس من المطار لمسافة مئات الأمتار بهدف السيطرة عليه، ما دفع فصائل المعارضة إلى شن هجوم معاكس لطرد تلك القوات.
وأفادت مصادر لوكالة الأناضول بأن قوات النظام السوري تراجعت حتى كيلومترات عدة عن المطار، تحت وطأة هجمات فصائل المعارضة المناهضة للنظام. وأضافت أن فصائل المعارضة والهيئة تمكنت من السيطرة على عدد كبير من القرى.
وحققت المعارضة السورية المسلحة تقدماً ملحوظاً خلال الساعات الماضية، في جبهات ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي، خلال معاركها المستعرة مع قوات النظام والميليشيات الأجنبية الموالية له، وذلك بعد إعلانها عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة تحت مسمى «ردّ الطغيان» لصد الهجمات العسكرية لقوات النظام، على مناطق ريفي إدلب وحماة.
وقالت مصادر ميدانية لـ«القدس العربي»، إن فصائل المعارضة استعادت أكثر من 15 قرية. وأشارت إلى أن الفصائل العسكرية تمكنت من أسر 20 عنصراً من قوات النظام في بلدة الخوين، إضافة إلى اغتنام دبابتين وثلاث عربات «BMB» وأسلحة أخرى متنوعة، وتدمير دبابتين وقاعدة صواريخ كورنيت، أثناء هجومها على مواقع قوات النظام والميليشيات التابعة لها في ريفي حماة وإدلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة بدأت هجوما مضاداً على تمركزات لقوات النظام في محيط مطار أبو الظهور العسكري وعدة محاور في ريف إدلب. وأشار المرصد إلى مقتل 35 على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية.
وقال قائد عسكري في غرفة عمليات «ردّ الطغيان»، لوكالة الأنباء الألمانية إن «الكثير من عناصر قوات النظام والموالين لهم يفرون من نقاطهم بعد تقدم مقاتلينا في ظل غياب الطيران الحربي بسبب الأحوال الجوية، الأمر الذي سهل مهمة المقاتلين في التقدم». وكان مصدر عسكري في غرفة عمليات «رد الطغيان» أكد أن «دائرة حربية تابعة للجيش السوري تمت إصابتها بالمضادات الأرضيّة قرب بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي (أمس) الخميس، واشتعلت النيران بالطائرة التي تابعت تحليقها باتجاه مطار حماة العسكري». ولم تمنع الطائرات الروسية وغاراتها المكثفة فصائل المعارضة من التقدم في ريفي حماة وإدلب، حسب تصريحات قائد عسكري لـ«القدس العربي»، الذي أكد أن الفصائل المعارضة استطاعت أن تستعيد السيطرة على قرى ومناطق عدة كانت قد خسرتها في الأيام القليلة الماضية، رغم كثافة القصف الروسي على نقاط الاشتباك ومساندته الجوية.
من جهة أخرى شيعت إيران، أمس، جثامين 7 عناصر من لواءي «فاطميون» و«زينبيون» التابعين للحرس الثوري الإيراني، قتلوا في وقت سابق، خلال الاشتباكات الدائرة في سوريا. وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أمس، أنه تم تشييع القتلى السبعة، في مقبرة مدينة «قم» جنوبي العاصمة طهران، مبينة أن العناصر قتلوا خلال الاشتباكات في سوريا.
وعلى صعيد الخلافات التي نشبت بين «ترويكا أستانة» (روسيا وإيران وتركيا) على خلفية الاتهامات المتبادلة بسبب هجوم «الدرون» على قواعد الروس في حميميم وطرطوس، وهجوم النظام على إدلب وانتقادات الأتراك الشديدة له، وفي محاولة لتبريد الأجواء أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن تركيا ليس لها أي دور في هجوم طائرات مسيرة (درون) وقصفها قواعد روسية في سوريا، بينما شدد في السياق نفسه ديميتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، على أنّ بلاده ستستمر في التشاور مع تركيا وإيران من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بينما أبلغ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الرئيس بوتين في اتصال هاتفي بأن من المهم أن تتوقف هجمات النظام السوري على إدلب والغوطة الشرقية من أجل عقد قمة سوتشي وإنجاح عملية أستانة. وقال أردوغان، من جهة أخرى، إن الأطراف التي تريد إنشاء دولة في شمال سوريا، ستخيب آمالهم وسيرون من تركيا ما يلزم. جاء ذلك في كلمة ألقاها، أمس، خلال اجتماعه مع المخاتير الأتراك في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.