مقتل 50 مدنيا في غارات سورية وروسية على الغوطة… وغضب من تسليم «فيلق الشام» جثة الطيار الروسي لموسكو

في حملة غير مسبوقة من القصف الأرضي والجوي على الغوطة الشرقية قرب دمشق، ومحافظة إدلب شمالي سوريا، أزهق سلاح الجو الروسي والسوري أرواح عشرات المدنيين المحاصرين، وخاصة على تخوم العاصمة، مما ترك الأهالي في حالة هلع ورعب قل نظيرها، وهي المنطقة الثالثة المعنية باتفاق خفض التصعيد، بيد أن ما تشهده تلك المنطقة يدلل على ان مسمى «خفض التصعيد» يطلق حاليا على المناطق التي تشهد أعتى المجازر بحق ساكنيها.
وبالاستناد الى تقارير إعلامية صادرة عن الدفاع المدني في ريف دمشق، وثقت «القدس العربي» أمس الثلاثاء مقتل أكثر من 45 مدنيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 150 شخصا بعضهم بحالات حرجة، حيث قتل 9 مدنيين بينهم 3 نساء وطفل في مدينة عربين جراء القصف على الأحياء السكنية في تجدد القصف وسبع غارات على المدينة، تحمل كل غارة ما بين ستة وثمانية صواريخ، فيما وثق الدفاع المدني في مدينة حمورية مقتل 4 أشخاص، بينهم طفل وامرأة في قصف استهدف الأحياء السكنية. أما في مدينة دوما التي قصفت بأكثر من ثلاث غارات تحمل كل منها حوالى ستة صواريخ، فقد قتل 7 مدنيين بينهم نساء وأطفال وجرح أكثر من عشرين آخرين بينهم رجال الدفاع المدني، وذلك كحصيلة أولية نتيجة الغارات الصاروخية والقصف المدفعي المتجدد، وقد عملت فرق الدفاع المدني على الاستجابة العاجلة لإخلاء المصابين إلى المراكز الطبية.
وبخصوص مقتل الطيار الروسي وتسليم جثته، وبعد إعلان ‏»هيئة تحرير الشام» عن أن جثة الطيار الروسي تم «سلبها» من أحد الفصائل الثورية، وسلمت لروسيا، ثارت ردود أفعال غاضبة لدى ناشطين سوريين، ودفعت بتساؤلات حول الكيفية التي تمت بها هذه العملية، التي قال الجانب الروسي إنها تمت بمساعدة وتعاون من تركيا.
«القدس العربي» تحدثت إلى مصدر مقرب من هيئة تحرير الشام، فأكد أن من قام بتسليم جثمان الطيار هو «فيلق الشام» المقرب من تركيا. وأضاف «من أسقط الطائرة هو تحرير الشام، لكن الطيار وقع في منطقة خاضعة لنفوذ فيلق الشام وفصائل أخرى من الجيش الحر».
من جهته، فإن الصحافي الفرنسي وسيم نصر، المتخصص بالحركات الجهادية بقناة «فرانس 24» قال إنه لا يوجد تناقض في تسليم «فيلق الشام» لجثة الطيار الروسي، بينما من المعلوم أن من أسقط الطائرة هم عناصر في هيئة تحرير الشام، (النصرة سابقا). ويضيف وسيم نصر في حديث خاص لـ«القدس العربي» من باريس «من الممكن أن يلعب الفيلق دور الواجهة مع تركيا حفظا لماء وجه الجميع».
وحول الملف الكيميائي، وبينما دعت واشنطن لمحاسبة النظام السوري وجميع مرتكبي الهجمات الكيميائية في سوريا، كشفت مجلة « دير شبيغل» الألمانية أمس عن وجود أدلة تشير إلى أن صاروخا إيرانيا واحدا على الأقل يحمل غازا ساما استخدم في سوريا، كان يحتوي على مادة ألمانية الصنع. ونقلت المجلة الألمانية هذه المعلومات عن تحقيقات أجراها الموقع الإلكتروني البريطاني للصحافة الاستقصائية «bellingcat.com»، بالإضافة إلى شبكة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.