موسكو تهدد المعارضة السورية: إما التفاوض مع النظام أو الحرب

في رسالة تنذر بتصعيد في مناطق خفض التصعيد في سوريا، هددت روسيا على لسان ضابط في وزارة الدفاع الروسية، فصائل المعارضة السورية العاملة في ريفي حمص وحماة، بإنهاء اتفاق «خفض التصعيد» الموقع في أستانة بضمانة كل من موسكو وأنقرة وطهران.
جاء ذلك عبر رسالة إلكترونية خيّرت خلالها موسكو هيئة التفاوض في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بالجلوس مع ممثلين عن النظام السوري للتباحث معه أو الحرب، الأمر الذي رفضته المعارضة السورية، ورأت فيه تنصلاً روسيّاً من الاتفاق وسط مراقبة تركية لسير الأمور.
وذكرت هيئة التفاوض في بيان لها أمس، بأن التهديد الروسي جاء من خلال رسالة إلكترونية إلى هيئة التفاوض من قبل ضابط في وزارة الدفاع الروسية يطلب من الهيئة وقادة الفصائل حضور اجتماع في فندق «السفير» في حمص، وفي حال عدم الحضور فإن الحرب هي البديل، لأن اتفاقية خفض التصعيد تنتهي في الخامس عشر من هذا الشهر، حسب ادعاء روسيا.
العقيد الركن فاتح حسون رئيس وفد الفصائل العسكرية إلى أستانة قال لـ»القدس العربي» إن ما يفعله الروس بطلب من النظام يدخل ضمن الحرب النفسية، فيبثون شائعات كاذبة مفادها أن المنطقة ستدخل في تصعيد عسكري، مدللاً على ذلك ان غاية الروس من ذلك هي إحداث فتنة ما بين الحاضنة الشعبية والفصائل العسكرية، مضيفاً «لكن ما حدث هو زيادة الالتحام ما بين الجميع لمواجهة أي عدوان ممكن أن يحدث، وأدى إلى زيادة التعاون ما بين الجميع لمواجهة أي إجرام».
ورجّح حسون أن تشهد المنطقة المهددة الداخلة ضمن اتفاق خفض التصعيد، تصعيداً عسكرياً جديداً يحاكي سيناريو إدلب والغوطة، خلال المرحلة المقبلة، مضيفاً «هذا الاحتمال لم يغب عن بالنا أبداً، فالمجرم لا عهد له ولا ذمة».
هذا وأكد وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، أن نظيره الأمريكي، جيمس ماتيس، أكد له أن واشنطن تعمل على خطة لجمع السلاح، وبالذات الثقيل، من قوات «الاتحاد الديمقراطي» (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، معتبرا عرض ماتيس بإمكانية الفصل بين مليشيات «الاتحاد الديمقراطي» و»العمال الكردستاني» أمرا غير واقعي.
وأشار جانيكلي الذي التقى نظيره الأمريكي في بروكسل، على هامش اجتماعات وزراء دفاع حلف الأطلسي (الناتو) إلى أن ماتيس أكد له أن بلاده ستعمل على الفصل بين «الاتحاد الديمقراطي» و»العمال الكردستاني».
وقال: «لقد أكد ماتيس أن الأمريكيين سيعملون على بذل الجهود للفصل بين العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي، وصولا إلى إمكانية جعل الأخير يحارب العمال الكردستاني، لكننا قلنا له إن هذا أمر غير ممكن، وفي أي وقت من غير الممكن الفصل بين الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، وكذلك جعل الاتحاد الديمقراطي يحارب العمال الكردستاني، لأن هذا التنظيم بذاته تتم إدارته من المكان ذاته، ويستمرون في فعالياتهم الإرهابية للهدف ذاته».
من جهة أخرى واصلت أنقرة تعزيز قواتها المنتشرة شمالي سوريا بإرسال أرتال عسكرية ضخمة إلى الأراضي السورية، حيث دخل يوم أمس الخميس، عبر معبر كفر لوسين، رتل عسكري ضخم يضم أكثر من 70 آلية عسكرية وناقلات جند ومدرعات وسيارات إلى ريف إدلب الجنوبي، تطبيقاً لاتفاق أستانة، ويكون الجيش التركي بذلك قد شارف على إنشاء النقطة السادسة.
تزامناً تمكنت فصائل المعارضة والجيش التركي، أمس الخميس، من تحرير قرية «ديوان فوقاني» و3 تلال محيطة بها، في ناحية جنديرس جنوب غربي عفرين، مجبرة وحدات الحماية الكردية على التراجع عن نحو 62 نقطة تشمل تلالاً وجبالاً وقرى استراتيجية في محيط مدينة عفرين، التي لا تزال تسيطر عليها الميليشيات الكردية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.