«داعش» يعاود تنظيم صفوفه ويتقدّم في دمشق ودير الزور

بعد تحذيرات دولية، آخرها لمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا من عودة تنظيم «داعش» إلى تنظيم صفوفه ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية وتركيز الجهود للقضاء عليه، سيطر التنظيم المتطرف على حيّ جنوب العاصمة دمشق بعد إجلاء مقاتلين معارضين منه، توازياً مع هجوم واسع ينفذه منذ أيام في بادية دير الزور. في غضون ذلك، تواصلت المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية حيث قُتل 20 شخصاً، غالبيّتهم من الأطفال، باستهداف مدرسة كانوا يحتمون فيها، كما قُتل 29 آخرون بقذيفة سقطت على سوق شعبية مزدحمة في حي الكشكول قرب مناطق تسيطر عليها المعارضة.

وقُتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين له خلال اشتباكات عنيفة في حي القدم جنوب دمشق، إثر هجوم لـ «داعش» مكّنه من السيطرة على الحي، كما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أفاد بوجود العشرات من الجنود الجرحى والمفقودين، فيما لم ينشر الإعلام الرسمي معلومات عن الهجوم.

وكان مقاتلو التنظيم تقدموا إلى الحي أول من أمس بعد أسبوع من إجلاء مئات المقاتلين من «هيئة تحرير الشام» و «أجناد الشام» مع أفراد من عائلاتهم بموجب اتفاق سابق مع دمشق إلى مناطق شمال سورية.

وكان للتنظيم وجود محدود في الحي قبل سيطرة النظام عليه منتصف الأسبوع، كما يحتفظ بوجوده في أحياء عدة جنوب دمشق، أبرزها الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، فيما استقدمت قوات النظام أمس تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لاستعادة السيطرة على الحي، وفق «المرصد».

إلى ذلك، واصل مسلحون موالون للنظام السوري هجومهم المعاكس بهدف استعادة السيطرة على مناطق في ريف دير الزور على الحدود الإدارية مع ريف حمص الشرقي تقدَم إليها التنظيم المتطرف بعد هجوم مفاجئ، وسط معلومات عن مقتل عناصر من الطرفين بعد ساعات من مقتل 14 عنصراً من قوات النظام خلال سيطرة «داعش» على منطقة المحطة الثانية النفطية «تي 2».

وفي الغوطة الشرقية، قتِل 20 شخصاً، من بينهم 17 طفلاً، بغارة استهدفت مدرسة كانوا يحتمون في طبقتها السفلى في بلدة عربين مساء الإثنين- الثلثاء، فيما رجّح «المرصد» مسؤولية روسيا عن الغارة.

ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة في مناطق أخرى، رافقها قصف جوي عنيف مستمر منذ ما بعد منتصف الليل استهدف مدينة دوما خصوصاً. وأدت الغارات إلى مقتل سبعة مدنيين على الأقل في دوما وعربين وعين ترما.

وبعد يومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على عفرين ذات الغالبية الكردية شمال البلاد، انتشرت عناصر من الشرطة العسكرية التركية في المدينة، فيما حاولت أعداد خجولة من المدنيين العودة إلى المدينة التي تبدو شبه خالية، بعدما فرّ منها عشرات آلاف المدنيين إلى مناطق قريبة شمال حلب، بينها بلدة تل رفعت. ودخلت أمس قافلة مساعدات للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى تل رفعت.

وبعد ساعات من تعهّده توسيع العملية التركية إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد وصولاً إلى الحدود العراقية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن على الولايات المتحدة أن تكف عن «خداع» تركيا، وتبدأ بالتعاون معها بعدما أعربت واشنطن عن القلق إزاء العملية التركية.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.