مسلحو النظام ينهبون حرستا… وانتقادات للأمم المتحدة بعد قصف مشاف أعلمت روسيا بمواقعها

تعرضت الأمم المتحدة لانتقادات بعد تعرض مشافي في مناطق المعارضة السورية للقصف إثر إطلاعها القوات الروسية على إحداثيات مواقعها.
وقالت صحيفة «صنداي تلغراف»، إن الأمم المتحدة شاركت إحداثيات موقع مستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة مع القوات الروسية، وإثر ذلك بأيام قُصفت إحداها.
وكانت الأمم المتحدة قد أعطت إحداثيات مواقع المستشفيات في إدلب والغوطة الشرقية للولايات المتحدة وروسيا ضمن ما يعرف بـ «نظام الإخطار».
وتقول الصحيفة إن إحدى المستشفيات التي شاركت الأمم المتحدة موقعها يوم 12 مارس/آذار في عربين تعرضت لقصف مباشر يوم 20 مارس/آذار. وقتل فيه شخص واحد على الأقل.
وسيطر النظام السوري على معظم مناطق الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة المسلحة في محيط دمشق، بعد اتفاقيه الأخيرين اللذين تم إبرامهما بضمانة روسية، مع كل من حركة «أحرار الشام» و»فيلق الرحمن»، لإفراغ حرستا وبلدات القسم الجنوبي من الغوطة الشرقية من جميع المقاتلين مع عوائلهم، وترحيلهم إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، فيما يبقى مصير مدينة دوما شمالي الغوطة، التي يسيطر عليها «جيش الإسلام» مجهولاً وسط مفاوضات وصفت بـ»الشاقة» تجريها اللجنة المعنية مع الجانب الروسي.
وانطلقت الحافلات التي تقل مسلحي الغوطة الشرقية وعائلاتهم من معبر عربين شمال شرق العاصمة السورية دمشق إلى محافظة ادلب شمال غرب سوريا .
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «انطلقت مساء الأحد 52 حافلة تنقل 3708 من مسلحي الغوطة الشرقية وعائلاتهم من الغوطة الشرقية إلى دمشق عبر معبر عربين باتجاه إدلب.
وأكد المصدر أن «عملية خروج المسلحين وعائلاتهم تستكمل الاثنين لحين خروج جميع من يرغب بالتوجه الى الشمال السوري».
وكانت 17 حافلة خرجت السبت من معبر عربين بداخلها 981 شخصا من المسلحين وعائلاتهم ووصلت ظهر الأحد إلى قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي الغربي للتوجه الى محافظة ادلب.
أما المفاوضات بشأن مدينة دوما فقد أفادت روايات متطابقة بإمكانية عقد مصالحة مع النظام السوري تحول دون تهجير المدنيين والعسكريين منها، بينما قال «جيش الإسلام» الذي يسيطر على مدينة دوما إنه لن يخرج منها. وقال عصام بويضاني قائد التشكيل في تسجيل صوتي بثه عبر وسائل التواصل، إن فصيله «ثابت» ولن يخرج، معتبراً أن وجود مقاتليه بالقرب من دمشق نصر للثورة السورية، وأنه يجب الحفاظ على هذه القوة.
من جهة اخرى نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر أن «مدينة حرستا التي غادرتها حركة أحرار الشام الإسلامية مع آلاف المدنيين، نحو محافظة إدلب في الشمال السوري، خلال الساعات الـ 24 الفائتة، تشهد عمليات نهب ينفذها عناصر من المسلحين الموالين للنظام، وعناصر من قوات النظام، حيث جرى نهب ممتلكات المواطنين التي تبقت في منازلهم، إضافة لعمليات نهب لمحتويات المرافق العامة والمقرات».
وأكدت مصادر المرصد»، «نقل المسروقات من حرستا نحو ضواحي العاصمة دمشق، الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بعد عمليات النهب التي شهدتها المناطق الأخرى التي دخلتها قوات النظام وسيطرت عليها من الغوطة الشرقية».
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس الأحد، أن مدينة تل رفعت شمال سوريا ستكون الهدف المقبل للعملية العسكرية التركية بعد السيطرة على عفرين من المقاتلين الأكراد.
وقال اردوغان في مدينة طرابزون على البحر الأسود «بإذن الله سنضمن أن تحقق هذه العملية هدفها بعد السيطرة على تل رفعت خلال فترة قصيرة».
تصريحات الرئيس التركي تأتي بعد سلسلة من المطالب التي رفعها السوريون لتركيا، بضرورة دعم الجيش السوري الحر، من قبل الجيش التركي، بهدف استعادة المناطق العربية التي لا تزال وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر عليها في ريف حلب، شمالي سوريا.
كما أكد الرئيس التركي أنّ الجيش السوري الحر قدم 302 من الشهداء في عملية «غصن الزيتون» ضد «ب ي د/ بي كا كا» في منطقة عفرين.
وقال إرودغان في خطاب الأحد خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية غريسون، شمالي تركيا: «الجيش السوري الحر قدّم 614 قتيلاً خلال عملية درع الفرات، و302 في غصن الزيتون حتى اليوم».
تزامن ذلك مع اندلاع مواجهات عنيفة بين تشكيلين عسكريين من الجيش السوري الحر في مدينة «عفرين» شمالي سوريا، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى بين الجانبين، فيما قضى قيادي عسكري بنيران صديقة في ظروف غامضة.
مصادر ميدانية في مدينة عفرين قالت لـ «القدس العربي» إن المواجهات بين الجانبين بدأت بعد قيام فرقة «الحمزات» التابعة للسوري الحر، بتصفية «أبو صقر قادسية»، القيادي في جيش «أسود الشرقية» بعد إطلاق النيران على السيارة التي كان يقودها في عفرين، دون معرفة الأسباب الكامنة وراء تصفيته. وأدى ذلك إلى اندلاع المواجهات بين الجانبين، نتج عنها مقتل عدد من عناصرهما، وجرح آخرين، فيما أكدت المصادر ذاتها أن جيش «أحرار الشرقية»، قام بأسر أكثر من 200 مقاتل من فرقة «الحمزات» في عفرين، عقب المواجهات بينهما.
وأشارت المصادر إلى أن حالة التوتر وحالات الاستنفار، اتسعت بين الفصائل المتناحرة، لتشمل مناطق عدة مثل الباب وبزاعة وغيرهما في ريف حلب، وسط دعوات وحراك محلي لايقاف المعارك بين الجانبين.
على صعيد آخر، عثر متطوعون وعناصر من الدفاع المدني في عفرين شمالي سوريا، على مقبرة جماعية تضم رفات مقاتلين من الجيش السوري الحر، مثّل مسلحو تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» بجثثهم قبل نحو عامين.
وذكرت وكالة الأناضول في المنطقة، أن متطوعين وعناصر من الدفاع المدني عثروا على المقبرة قرب قرية جومروك القريبة من بلدة ميدانكي، شمالي عفرين.
المقبرة ضمت جثث 59 من عناصر الجيش الحر، ممن قتلوا على يد مسلحي تنظيم «ب ي د/ بي كا كا»، قرب بلدة عين دقنة شمالي حلب في نيسان/أبريل 2016.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.