سوريا: الأكراد يستعيدون قرى احتلها النظام في دير الزور بعد غارات أمريكية عنيفة

فتح النظام السوري جبهة جديدة في ريف دير الزور الغربي، في مناطق تعتبر خطاً أحمر لواشنطن، مدعومة بحلفائها الغربيين والمحليين من الأكراد، حيث قامت قواته بشكل مفاجئ مدعومة بالميليشيات الإيرانية واللبنانية وما يُعرف بـ «حزب الله السوري»، بمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات يشكل الأكراد جسمها الرئيسي تدعمها الولايات المتحدة، وذلك فجر الأحد، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم وبسط السيطرة على مناطق، أبرزها «الجنينة، العليان، الجيعة، حويقة المعيشية»، في ريف دير الزور الغربي.
بيد ان سيطرة النظام السوري ومن معه على المواقع التابعة للقوات الكردية المدعومة أمريكياً، لم تدم طويلاً، إذ تدخلت مقاتلات التحالف الدولي، موجهة ضربات مكثفة ضد القوات المهاجمة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم، وانسحابهم من قرى الجيعة والعليان في ريف دير الزور الغربي، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ«القدس العربي».
وأشارت المصادر إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة نحو مواقع الهجمات، لتندلع مواجهات وصفت بـ«العنيفة» والدموية، لتعاود القوات الكردية استعادة بعض المواقع التي خسرتها تحت غطاء جوي مكثف من قبل المقاتلات الحربية للتحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن.
وأعلن الاعلام السوري الرسمي الأحد التوصل إلى اتفاق اجلاء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب دمشق، والذي ينتشر فيه جهاديو تنظيم «الدولة الإسلامية.»
وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان الاتفاق يبدأ العمل به الاثنين وينص على «خروج إرهابيي مخيم اليرموك جنوب دمشق إلى إدلب وتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف على مرحلتين».
على صعيد آخر، قتلت أربع نساء وجرحت أخريات نتيجة قصف جوي روسي على مقر لتنظيم «الدولة» يحوي نساء تابعات له من أرامل ومطلقات لعناصر في التنظيم شرقي مدينة دير الزور. وأشارت وكالات إعلامية إلى أن من بين القتيلات مواطنة فرنسية تدعى ماريا كانت زوجة أحد شرعيي التنظيم المغربي الجنسية والمعتقل حالياً لديه بعد أن انشق عنه.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس الأحد، إن فرنسا لم تطلب من مصر إرسال قوات إلى سوريا. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده شكري مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، في القاهرة، عقب مباحثات أجراها الأخير مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، على هامش زيارة يجريها للبلاد.
وتحفظ لودريان على الرد على سؤال مراسلة لإحدى الصحف الفرنسية، بشأن طلب فرنسا من مصر إرسال قوات إلى سوريا، وطلب من شكري الرد.
من جانبه، قال الوزير المصري إن «فرنسا لم تطلب من مصر إرسال قوات إلى سوريا».
وتداولت وسائل إعلام عربية ودولية، أخيرا، أنباء حول أن زيارة لودريان إلى مصر تهدف لإرسال قوات عربية إلى سوريا.
ويوم الجمعة الماضي، أعلنت سفارة فرنسا لدى القاهرة، أن لودريان يجري، الأحد، زيارة غير محددة المدة لمصر، تتضمن «حورا وثيقا» مع السيسي وأبو الغيط، وشكري، يتناول «المبادرات (لم تسمها) التي يتعين اتخاذها لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي بصورة دائمة، وحرمان النظام السوري من ترسانته الكيمائية، إلى جانب الرد على الاحتياجات الإنسانية والتوصل إلى حل سياسي».
ونشرت وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للمعارضة السورية، العشرات من الصور لمدنيين في ريف دير الزور، حيث يعيشون أوضاعاً مأساوية، عقب نزوحهم من المنطقة التي تقدمت إليها قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية العراقية والإيرانية. ولا تزال المعارك العنيفة متواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية، ونظام الأسد، والميليشيات المساندة له، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي، وسط موجة نزوح للأهالي في ريف دير الزور الغربي باتجاه بلدات ريف دير الزور الشمالي.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.