واشنطن تعِدّ لحماية حدود الجوار السوري وتنتظر «مساهمة أكبر» للحلفاء والشركاء

في مؤشر إلى اشتداد التنافس على شرق الفرات، أكدت واشنطن أنها تسعى إلى «مساهمة أكبر من الحلفاء» في الحرب لإنهاء تنظيم «داعش» شمال سورية وشرقها، وذلك بعد ساعات قليلة من إطلاق «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المرحلة الأخيرة من عملية «عاصفة الجزيرة» ضد التنظيم شرق الفرات. وأظهرت «قسد» انفتاحاً على انتشار قوات عربية في المناطق المحررة، بعدما أعلنت أن الولايات المتحدة وفرنسا دشنتا قاعدة جديدة في مدينة منبج (شمال سورية)، في خطوة تثير اعتراضات تركية (راجع ص3).

وأطلقت «قسد» صباح أمس «المرحلة النهائية من حربها للقضاء على داعش، وتأمين الحدود مع العراق بدعم من التحالف الدولي» بقيادة أميركا، التي سارعت وزارة خارجيتها إلى التأكيد في بيان مقتضب أن «الولايات المتحدة ستعمل، مع تركيا وإسرائيل والأردن والعراق ولبنان، لتأمين حدودها من داعش، وستسعى إلى المزيد من المساهمات من الشركاء والحلفاء في المنطقة من أجل إرساء الاستقرار في المناطق المحررة».

يأتي ذلك غداة تأكيد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده «لا تريد مجرد الانسحاب، قبل أن يظفر الديبلوماسيون بالسلام».

وأكد مجلس منبج العسكري لـ «الحياة» أن التحالف الدولي أنشأ قاعدة جديدة شمال منبج»، في إطار «واجبه الأخلاقي والسياسي». وشدد الناطق باسم المجلس على أن «الكرد مع وحدة سورية شعباً وأرضاً في ظل سورية ديموقراطية»، رافضاً محاولات الروس «إعادة تأهيل النظام السوري»، فيما قال الرئيس المشترك لـ «مجلس سورية الديموقراطي» رياض درار إن المجلس «لا يمانع في نشر قوات عربية في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد» شمال سورية وشرقها.

وأعرب الناطق باسم «قسد» حورو كينو عن أمله بـ «عدم حصول تجاوزات من النظام السوري تُعطل العملية التي أطلقتها القوات للقضاء على بقايا داعش»، لافتاً في اتصال أجرته معه «الحياة»، إلى «قنوات اتصال بين الروس والأميركان لعدم حصول تضارب». وكشف أن «العملية تهدف إلى اجتثاث داعش من المناطق الحدودية مع العراق على جبهة طولها 150 كيلومتراً من جنوب الحسكة إلى شمال دير الزور، إضافة إلى بعض القرى في الضفة الشمالية لنهر الفرات قرب البوكمال جنوب دير الزور»، مؤكداً أن «العملية تتم بتنسيق كامل مع الجانب الأميركي، وبمشاركة قوات برية وجوية ودعم مدفعي».

وكان قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد أبو خولة كشف في وقت سابق عن وجود «غرفة عمليات مشتركة مع القوات العراقية»، موضحاً أن «قوات التحالف الدولي والقوات الفرنسية زادت عتادها أخيراً، وهي تساند قواتنا في المرحلة الأخيرة من الهجوم».

يأتي ذلك في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 23 مدنياً، بينهم 10 أطفال، إثر غارات على قرية تحت سيطرة «داعش» شمال شرقي سورية قرب الحدود مع العراق. ولم يتمكن المرصد من «تحديد إن كانت الطائرات التي نفذت الغارات تابعة للتحالف الدولي أم للقوات العراقية».

إلى ذلك، أكد الناطق باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش لـ «الحياة» أن «الجانب الأميركي وسّع، على وقع التهديدات التركية، العمليات نحو منبج، بزيادة عدد قواته وإنشاء قاعدة عسكرية جديدة شمال منبج، وتمّ تعزيز هذه القوات بقوات فرنسية تعمل تحت مظلة التحالف الدولي»، موضحاً أن «القوات الفرنسية والأميركية تسيّر دوريات على خط الجبهة الشمالية، وتؤمن الحماية الجوية لنا ومراقبة الأجواء». وأعرب عن أسفه لأن «سورية أصبحت مباحة، وكل طرف يحاول التمسك بما احتله أو زيادة المناطق التي يسيطر عليها»، مشدداً على «وحدة الأراضي السورية أرضاً وشعباً في إطار سورية ديموقراطية تعددية يعيش فيها جميع السوريين بحرية وكرامة».

في غضون ذلك، تواصل القصف العنيف على مخيم اليرموك والحجر الأسود، وسط أنباء عن عدم قدرة المدنيين المحاصرين في المخيم على دفن جثث القتلى منذ أيام. ونفت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) تفاصيل الاتفاق على خروج 5 آلاف من المحاصرين في الفوعة وكفريا، وكامل المختطفين من اشتبرق، موضحة أن الاتفاق نص على خروج ألفٍ فقط من المحاصرين وإطلاق نصف المخطوفين.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.