قتلى من «الحرس الثوري» في قصف موقع عسكري بالكسوة

رسخت الضربات الصاروخية التي نفذتها إسرائيل مساء الثلثاء، ضد مواقع عسكرية في منطقة الكسوة في العاصمة السورية دمشق، اعتقاداً بأن تل أبيب حصلت فعلياً على ضوء أخضر من موسكو باستهداف المواقع التي تتمركز فيها القوات الإيرانية، لا سيما القريبة من حدودها، كما مثلت رسالة تحدٍ لطهران التي ظلت خلال الشهر الماضي تتوعد إسرائيل بـ «رد في المكان والزمان المناسب» على استهداف مستشاريها في مطار «تيفور» الذي قصفته مقاتلات إسرائيلية مطلع الشهر الماضي.

وعلى عكس ما جرى في هجوم «تيفور»، ومن بعدة الضربات الغربية على مواقع سورية التي أعقبت هجوم «كيماوي دوما» المفترض، تجاهلت روسيا التعليق على استهداف منطقة الكسوة، الذي جاء قبل ساعات من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موسكو، وأكتفى الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إلى الإشارة أن بوتين، ناقش مع أعضاء مجلس الأمن الروسي أمس، «الوضع في سورية، بما فيه الضربات الجوية الإسرائيلية وتم تبادل الآراء حول ذلك».

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام أعلنت مساء الثلثاء أن «الدفاعات الجوية للجيش تصدت لعدوان إسرائيلي بصاروخين وتمكنت من تدميرهما في منطقة الكسوة في ريف دمشق»، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد أن الهجوم «استهدف مستودعات ومنصات إطلاق صواريخ رجح أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني»، مشيراً إلى مقتل 15 على الأقل بينهم 8 إيرانيين، كما قضى مدني وزوجته لدى مرورهما بالقرب من المكان. وأكدت القناة الثانية العبرية، إن إسرائيل «قصفت مواقع في سورية ونجحت في إحباط هجوم إيراني كان قيد التحضير». ونشر الإعلام السوري الرسمي مقاطع فيديو أظهرت ما قال عنه لـ «حظة التصدي للقصف الإسرائيلي، وآثار الحريق الناجم عن الانفجار»، وبثت قناة «الإخبارية» السورية شريط فيديو من كاميرات المراقبة يظهر لـ «حظة إسقاط الصاروخين الإسرائيليين قرب الكسوة، إذ تظهر اللقطات دماراً في المكان»، فيما أظهرت مقاطع مصورة تداولها نشطاء اندلاع حريق ضخم وتصاعد ألسنة اللهب، وتدخل رجال الإطفاء لإخماد النيران.

وقبل إقلاع طائرته فجر أمس إلى موسكو، أكد نتانياهو أنه «حيال ما يحصل في سورية في هذه اللحظات، ثمة ضرورة لتأمين مواصلة التنسيق الأمني بين الجيشين الروسي والإسرائيلي».

وكان الجيش الإسرائيلي أمر بفتح الملاجئ في الجولان السوري المحتل وفي مستشفيات الشمال ورفع حالة التأهب في صفوفه قبل القصف، قبل أن يعود ويؤكد أمس «عودة الحياة إلى طبيعتها في الجولان»، موضحاً أنه «في ختام تقدير الموقف في القيادة الشمالية العسكرية، تقرر العودة إلى الوضع الاعتيادي في البلدات في هضبة الجولان (المحتل)، خصوصاً فيما يتعلق بالدوام الدراسي وأعمال المزارعين»، لكنه لفت إلى «إغلاق مواقع سياحية عدة في شكل محدد». وقالت المراسلة العسكرية للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس، إنها لم تشاهد منذ سنوات كثيرة «مثل هذا التأهب العسكري في مستوطنات الجولان المحتل والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع سورية ولبنان»، شمِل نشر كل مركبات منظومات الدفاع: سلاح الطيران وبطاريات الصواريخ الدفاعية من منظومات صواريخ حيتس (لصواريخ بعيدة المدى)، و «العصا السحرية» (لاعتراض صواريخ متوسطة المدى)، والقبة الحديد وصواريخ أرض- أرض وغيرها. وأضافت أن الهدف من ذلك الردع أولاً والاستعداد لأي «عمل انتقامي تنفذه قوات إيرانية أو تابعة لها من الأراضي السورية» يستهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية. وقال مسؤول المستشفى الحكومي «رمبام» في حيفا، الذي تمت إقامة طابق محصّن ضد الأسلحة تحت الأرض، إنه تلقى تعليمات بأن يكون المشفى على أهبة الاستعداد. من جانبه، أشار وزير الاستخبارات والنقل يسرائيل كاتس إلى أن هناك تعاوناً بين إسرائيل والولايات المتحدة، «لكن علينا أن نعتمد أساساً على قوتنا واستعداداتنا والمعلومات الاستخباراتية لرصد الأمور وإحباط ما يجب إحباطه قبل موعده، وأن نضرب ونمنع وأن نقوم بدفاع فعّال». وأضاف: «لن يقوم أحد غيرنا بالعمل المباشر ضد من يهددنا… فقط هجمات الآن، اليوم، من شأنها أن تمنع العنف والحرب غداً».

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.