موسكو مع دور لـ«آستانة» في المفاوضات

أظهرت موسكو أمس رغبة في توسيع دور «آستانة» وتطويره في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بعدما مكنت النظام من بسط سيطرته على وسط سورية والعاصمة ومحيطها. وفي وقت اتهمت واشنطن بـ»عرقلة اطلاق عملية سياسية»، تعهدت استمرار «مكافحة الإرهاب على كل الجبهات» في إشارة إلى الجنوب والشرق اللذين يخضعان لسيطرة فصائل مسلحة وقوات سورية الديموقراطية (قسد) والمدعومين من الولايات المتحدة.

وانطلقت أمس اجتماعات «آستانة 9»، وشهدت لقاءات ثنائية بين الوفود المشاركة، بدت بمثابة مساع لبلورة تفاهمات وتجنب الخلافات في الرؤى. وكشفت مصادر مطلعة أن «اقتراحاً يخضع لنقاشات في شأن تطوير آستانة وتوسيعها لتشمل المسار السياسي، وليس فقط الشق الأمني»، مشيرة إلى أن موسكو «منفتحة على هذا الاقتراح بل تشجعه»، لكنها استبعدت أن تبلور لقاءات «آستانة 9» توافقاً في شأن المقترح الذي يحتاج إلى مزيد من النقاش لبلورة رؤى ترضي جميع الأطراف.

وتعد هذه الجولة التي تختتم اليوم، الأولى للدول الثلاث الضامنة، منذ التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل في الجولان، وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني. وكانت وزارة خارجية كازاخستان أعلنت أمس أن الوفد الأميركي «امتنع عن المشاركة في الجولة الحالية» في آستانة. ورغم ما يحمله الغياب من تأثيرات على ملف الجنوب السوري الذي تتطلع موسكو والنظام السوري إلى حسمه، إلا أن رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف قلل من أهميته.

وفي موسكو أتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوى خارجية بـ»عرقلة إطلاق العملية السياسية في سورية»، معتبراً أن اقتراح واشنطن نشر قوات عربية هناك «محاولة لتقاسم مسؤولية خرق السيادة السورية».

ورأى لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري، أن كل «الظروف المطلوبة لإطلاق العملية السياسية نضجت». وأكد شكري أن مصر «لا تعتزم إرسال قواتها إلى الخارج». وقال رداً على سؤال حول المبادرة الأميركية في شأن إرسال قوات عربية: «نحن لا نتطرق إلى هذه الموضوعات من مفهوم نظري أو احتمالات وهذه القضايا في ما يتعلق بمصر غير مثارة الآن على المستوى الرسمي».

في بيروت، أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، أن «إسرائيل ستواجه عقاباً على أي هجوم ضد سورية». وجاء موقفه في ذكرى مقتل القائد العسكري للحزب في سورية مصطفى بدر الدين قبل 3 سنوت. وتناول المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة في سورية و»ليلة الصواريخ»، نافياً الأرقام التي نُشرت عن مقتل إيرانيين أثناء القصف الإسرائيلي، وأقر بأن «55 صاروخاً أطلقت على الجولان المحتل، وأن جهة دولية أبلغت حكومة إسرائيل أن الرد الإسرائيلي على سورية إن تجاوز الخطوط الحمر سيؤدي إلى قصف ثان في قلب فلسطين المحتلة … ودوّت انفجارات ضخمة أجبرت سكان المستعمرات في الجولان على النزول إلى الملاجئ. بعدها، قصف الاحتلال مواقع يعلم أنها خالية، ثم قام بالاتصال بقوات الإندوف» (بعثة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في الجولان). واعتبر أن «أهم ما حصل في سورية هو كسر الهيبة الإسرائيلية ونحن أمام مرحلة جديدة».

في غضون ذلك، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية تنفيذ مقاتلات من طراز «أف 16»، ضربة جديدة داخل الاراضي السورية اسفرت عن تدمير مقر لقيادة «داعش».

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.