نيران الأسد تهجّر ربع مليون سوري… وخلاف داخل المعارضة بعد استسلام فصيل لروسيا

المتحدث باسم غرفة «العمليات المركزية في الجنوب»، التابعة للجيش السوري الحر، أمس الإثنين، عن تخبط بين أعضاء فريق الأزمة الذي يضم 12 شخصية مدنية و5 ممثلين عن الفصائل، وهم المسؤولون في ملف التفاوض عن مستقبل الجنوب السوري.
وقال في تصريحات لـ«القدس العربي» إن الخلافات لم تعد بين المعارضة السورية والقوات الروسية فحسب، بل انتقلت إلى داخل فريق الأزمة وذلك خلال الجولة الثانية من المفاوضات.
وأضاف «ما زالت المفاوضات قائمة ولم تحسم بعد، حيث تدرس القوى الثورية النقاط التي قدمتها روسيا ويفترض أن ترد عليها عبر عريضة خلال اليومين المقبلين إما سلباً أو إيجاباً». وأعرب عن أمله بالتوصل إلى «توافق يحفظ كرامة الأهل في درعا».
وشرح المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب عن ضبابية البيان المعلن باسم المنسق العام لفريق إدارة الأزمة، عدنان المسالمة، حول النفير العام والرجوع إلى المعارك. وقال «يبدو أنه صادر عن جزء من الفريق، وليس باسم جميع الأطراف المتواجدين ضمنه».
وكان المسالمة قد أعلن أمس الإثنين، النفير العام، والانسحاب من المفاوضات مع الجانب الروسي. وجاء في البيان «انسحبنا من وفد التفاوض، لأننا رأينا تنازعاً على فتات الأمور بما لا يليق بمهد الثورة، ولم نحضر المفاوضات اليوم، ولم نكن طرفاً في أي اتفاق حصل، ولن نكون أبداً».
الخلافات بين قيادات المعارضة السورية ولدت بعد قيام أحمد العودة قائد تشكيل «شباب السنة» المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، والمحسوب على رجل الأعمال السوري والنائب في الهيئة العليا للمفاوضات، خالد المحاميد، بتسليم أسلحة ثقيلة للضباط الروس بشكل منفرد أثناء الاجتماع الذي انعقد يوم الأحد في مدينة بصرى الشام في ريف درعا.
مصادر مطلعة من محافظة درعا قالت لـ«القدس العربي» إن هناك اتفاقاً ضمنياً بين قيادات المعارضة على عدم تسليم أي سلاح ثقيل للقوات الروسية أو التابعة للنظام، وأي تشكيل عسكري معارض يريد التحالف مع الروس أو مصالحة النظام السوري، يتوجب عليه تسليم أسلحته كافة وعتاده الثقيل لفصيل معارض آخر، ويذهب للمصالحة بسلاحه الخفيف.
لكن ما فعله أحمد العودة قائد «شباب السنة»، وفق المصدر، كان مخالفاً لذلك، إذ قام بتسليم دبابة ومدرعة للقوات الروسية خلال المفاوضات دون حصول أي توافق.
واعتبر أن تسليم السلاح الثقيل بشكل فردي لروسيا، هو تسليم لمدينة «بصرى الشام»، وفق الشروط الجائرة التي وضعتها القوات الروسية، وبعد هذا الاستسلام الأولي من قبل الفصيل المدعوم إماراتياً، حدثت صدمة بين بقية قيادات المعارضة.
ووفق المصدر، فإن الأردن حصل على ضمانات من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة، بأن الميليشيات الشيعية لن تقترب من حدوده، وستبقى على بعد أربعين كيلو متراً، وأن الأردن يخوض الوساطة بين المعارضة السورية والقوات الروسية وفق هذه المعادلة.
وأعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عزمه على إجراء مباحثات مع نظيره الروسي بشأن وقف إطلاق النار في جنوب سوريا وسبل إيصال المساعدات إلى السوريين النازحين من جراء القتال فيها.
وقال:»سأغادر إلى موسكو (الثلاثاء) للقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف».
وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز إن لدى بلاده معلومات مؤكدة بوجود مسلحين بين المجموعات التي تريد دخول الأردن من سوريا، مدافعا بذلك عن قرار بلاده عدم استضافة المزيد من اللاجئين السوريين.
إلى ذلك، أعلنت مفوضية اللاجئين أن أحدث البيانات تشير إلى أن 270 ألف شخص نزحوا عن ديارهم من جراء القتال في محافظة درعا جنوبي سوريا.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.