موسكو لتعزيز التعاون مع واشنطن وتدعم تسوية من بوابة عودة اللاجئين

وفق اتفاق لـ «المصالحة» أُبرم أمس في الجيب الأخير للمعارضة في مدينة درعا (جنوب غربي سورية) عقب ليلة دموية، وسّع النظام السوري مناطق سيطرته لتصل إلى 93 في المئة من مساحة المدينة، فيما بقي 7 في المئة تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي وقت دعت موسكو إلى «صفحة جديدة في العمل لإيجاد تسوية سريعة من بوابة المساعدة في إعادة اللاجئين السوريين»، تطلعت إلى «تعزيز تعاونها مع واشنطن في سورية».

وقال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، إنه يمكن بلاده والولايات المتحدة «إيجاد إمكانات أكثر للتعاون في سورية»، نافياً في الوقت ذاته «أي اتفاقات سرية خلال لقاء (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(نظيره الأميركي دونالد) ترامب في هلسنكي. وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية: «لا أدري من أين جاءت التقويمات السلبية، لم يحدث أي شيء غير اعتيادي في القمة». واعتبر أن لقاء هلسنكي «أصبح أهم حدث في الموسم السياسي، كان مفيداً للغاية، والرئيسان تحدثا بصراحة».

إلى ذلك، كررت موسكو أمس دعوتها المجتمع الدولي إلى «رفع العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على دمشق، باعتبار أنها تضر بالشعب السوري وتعيق عملية إعادة إعمار سورية اقتصادياً واجتماعياً»، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن السلطات الروسية والسورية «أقامتا مركزاً في سورية لمساعدة اللاجئين على العودة من الخارج». وأوضحت في بيان أن المركز «سيشرف على عودة كل الأشخاص الذين نزحوا موقتاً، وكذلك اللاجئين السوريين، من الدول الأجنبية إلى أماكن إقامتهم الدائمة». وأضافت: «لتنسيق عمل المركز وتنفيذ الفعاليات المخططة، تأسس في موسكو وبدأ عمله في مقر وزاري مشترك للدفاع والخارجية على قاعدة المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا».

وأكدت الخارجية الروسية أمس، انتهاء أزمة النازحين السوريين عند الحدود مع الأردن، معتبرة أن المساعدة في إتمام عودتهم «يمكن أن تشكل أرضية مشتركة للدول المعنية بأزمة سورية». وقالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا خلال إيجاز صحافي، إن الوضع الإنساني في درعا (جنوب سورية) في تحسن مستمر، وجميع النازحين تقريباً عادوا من المنطقة الحدودية مع الأردن». ورأت أن «إنجاز الانتصار الاستراتيجي على الإرهاب، وعودة الاستقرار إلى معظم البلاد، يمهدان للشروع في العمل على تجاوز إحدى أخطر تبعات النزاع السوري، وهي قضية اللاجئين والنازحين الذين يبلغ عددهم، وفق التقديرات الأممية، نحو 7 ملايين شخص». واعتبرت أن المساعدة في إعادة ملايين اللاجئين السوريين «يمكن أن تفتح صفحة جديدة في العمل على إيجاد تسوية سريعة ووطيدة للأزمة على أساس جماعي». ولفتت إلى «اهتمام خاص بقضية اللاجئين أثناء إعداد الجولة العاشرة للمحادثات بصيغة آستانة المقرر عقدها في سوتشي في 30 و31 الشهر الجاري، ووجهنا الدعوة إلى مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي للمشاركة فيها».

ميدانياً، استعاد النظام السوري السيطرة على نحو 93 في المئة من محافظة درعا، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات، بعد اتفاق للمصالحة أُبرم في مدينة نوى (آخر جيب كانت تسيطر علية الفصائل في درعا)، في حين يسيطر «داعش» على نحو 7 في المئة. وجاء الاتفاق بعد ليلة دموية عاشتها المدينة قُتل خلالها 15 مدنياً في غارات.

وأوضح لـ «الحياة» مصدر في «الجيش الحر»، أن «الاتفاق يقضي بتسليم القطع والتلال المحيطة بمدينة نوى إلى النظام، بعد تسليم تل أم حوران شمال المدينة وتل الهش شمال شرقيها». وأكد: «لن يكون هناك وجود للنظام وميليشياته داخل المخطط التنظيمي للمدينة، فيما يسمح للأرتال المتوجهة لمحاربة داعش بالمرور عبرها»، كما تضمن الاتفاق بنداً يتعلق «بترحيل كل من لا يرغب بالتسوية إلى إدلب، على أن يحدد الوفد التفاوضي موعد الإجلاء».

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.