جيش النظام يتوغل في القنيطرة.. ومغادرة للمسلحين

حقق جيش النظام وحلفاؤه تقدما في جنوب غرب سوريا، وأصبحوا أقرب إلى حدود هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، في وقت صعد مقاتلون من الفصائل المسلحة، رفضوا العودة لحكم الدولة، إلى حافلات تنقلهم إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة في الشمال، بحسب ما قاله التلفزيون السوري ومقاتلون بالفصائل المسلحة، السبت.

ويتقدم الجيش، بدعم جوي روسي، إلى مشارف محافظة القنيطرة، بعد حملة بدأها، الشهر الماضي، أخرجت مقاتلي الفصائل المسلحة من محافظة درعا المجاورة.

ويأتي إعلان الجيش، اليوم، عن سيطرته على عدد من القرى في منطقة بين المحافظتين، بينما استؤنفت عملية إجلاء مقاتلي الفصائل وعائلاتهم لليوم الثاني من قرى على حدود الجولان إلى منطقة في شمال سوريا، خاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال ماهر علي (38 عاما) وهو ناشط قرر المغادرة وأسرته بدلا من المخاطرة بالتعرض للانتقام بسبب سجله الطويل المعارض لحكم الرئيس بشار الأسد: “احنا بالباص هون شي (نحو) 60 واحد.. عوائل وشباب هلاء رح تطلع (ستتحرك الحافلة) ونتهجر من بيوتنا”.

منطقة استراتيجية

وأعاد الهجوم سيطرة دمشق على قطاع من جنوب غرب البلاد في منطقة استراتيجية على حدود الأردن وإسرائيل.

ويحكم جيش النظام سيطرته على سلسلة مرتفعات مهمة تطل على الحدود مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان، وهي نقاط منحت مقاتلي الفصائل الذين كانوا يسيطرون عليها يوما ما وضعا قويا في المنطقة الحدودية الحساسة.

ويقول مقاتلو الفصائل إن “اتفاقا تفاوض بشأنه ضباط روس مع المعارضة في منطقة القنيطرة، الأسبوع الماضي، يسمح بالعبور الآمن للمقاتلين الرافضين للعودة إلى سيادة الدولة، كما يمنح من يختارون البقاء ضمانات روسية بعدم حدوث تعديات من جانب الجيش”.

ويسمح هذا الاتفاق أيضا بعودة وحدات الجيش السوري، التي كانت موجودة قبل تفجر الصراع عام 2011، إلى مناطق تمركزها بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح المتفق عليها عام 1974 مع إسرائيل، الواقعة على الحدود مع الجزء المحتل من هضبة الجولان.

وبالفعل غادر المنطقة، الجمعة، أكثر من 2500 شخص، منهم مقاتلون من “فصائل إسلامية” رفضوا الاتفاق، واتجهوا إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد.

وأكدت وكالة إنترفاكس الروسية نقلا عن الجيش الروسي أن “حافلات نقلت العدد نفسه إلى منطقة إدلب”.

وقادت روسيا الحملة العسكرية، وتفاوضت على أغلب اتفاقات الاستسلام، ووعدت بإشراف الشرطة العسكرية على تنفيذها.

وتوقع مصدر في المعارضة تنفيذ بقية مراحل الاتفاق الأخرى في الأيام المقبلة، ومن ذلك تسليم الأسلحة ودخول الشرطة العسكرية الروسية إلى بعض القرى.

ولجأ عشرات الآلاف إلى منطقة الحدود منذ بدأ جيش النظام بدعم روسي، حملة قصف جوي قبل شهر، وصفتها المعارضة بأنها سياسة أرض محروقة.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن “روسيا تمارس ضغوطا على دمشق لتسهيل عودة الكثير من النازحين، وإنها طالبت الأمم المتحدة بإرسال قوافل مساعدات منتظمة لتخفيف الأزمة الإنسانية الناتجة عن الهجوم”.

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.