موسكو لتزامن «تطهير» إدلب مع حل للاجئين

شددت موسكو أمس، على تزامن «تطهير» محافظة إدلب (شمال سورية)، من جيوب تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، مع حل لملف عودة اللاجئين، فيما تصدرت ترتيبات تأمين الحدود السورية الجنوبية مع الأردن والجولان المحتل، محادثات إقليمية ودولية. فأعلنت موسكو تنفيذ قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (أندوف) أول دورية مراقبة منذ ست سنوات في منطقة «فض الاشتباك». ودخلت باريس على الخط. وكشفت اقتراحات لتعاون في تأمين الحدود الأردنية، عرضها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته عمان أمس على العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. تزامن ذلك مع إعلان كل من إسرائيل والأردن تصديه لمحاولة تسلل «دواعش» من الجنوب السوري.

وفي سابقة، كشف الجيش الإسرائيلي أنه «قتل سبعة مسلحين بغارة جوية قرب السياج الحدودي مع سورية». وأوضح الناطق باسمه جوناثان كونريكوس لصحافيين أن «الجيش نفذ الضربة في وقت متقدم ليل الأربعاء فيما كان المسلحون الذين يُعتقد بأنهم على صلة بتنظيم داعش، يقتربون من مسافة مئتي متر من المواقع» التي تحتلها إسرائيل في الجولان. وأضاف: «لم يبدُ أنهم فارون أو يطلبون اللجوء، كانوا يسيرون في تشكيل عسكري، مع معدات قتالية، وأثناء عمليات التمشيط في المنطقة أمس وجدنا سبع جثث في الموقع، وخمس بنادق من طراز كلاشنيكوف وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة». ورأى أن الهجوم العسكري للنظام السوري على الجنوب «أدى إلى تشتت الجماعات التابعة لداعش في المنطقة».

وبعد ساعات قليلة على الحادث، أعلن الجيش الأردني قصفه «عناصر من داعش اقتربت من الحدود الأردنية مع سورية». وأوضح مصدر عسكري أن «اشتباكات استمرت خلال اليومين الماضيين بين عناصر من داعش وكتيبة حرس الحدود العاشرة». وزاد: «نتيجة الأحداث في منطقة حوض اليرموك والقرى المحاذية للحدود الأردنية الشمالية، حاول بعض عناصر هذه الجماعات الاقتراب من حدودنا، حيث طبقت قواعد الاشتباك فوراً». وأشار إلى أن «عمليات القصف والتطهير لكل المنطقة استمرت حتى ظهر الأربعاء من دون السماح لأي عنصر منهم بتجاوز الحدود الأردنية، وأجبروا على التراجع إلى الداخل السوري وقتل بعض عناصرهم».

وأكد الجيش الروسي أن النظام السوري استعاد السيطرة على ثلاث محافظات جنوبية هي درعا والقنيطرة والسويداء وعلى كل الحدود مع الأردن، مشيراً إلى أن «القوات السورية مدعومة من الطيران الروسي دمرت تنظيم داعش وجبهة النصرة». وأعلن رئيس إدارة العمليات التابعة لهيئة الأركان الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي، أن «قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (أندوف) نظمت برفقة الشرطة العسكرية الروسية أول دورية في منطقة فض الاشتباك في هضبة الجولان». وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن «الشرطة العسكرية ستنتشر في هضبة الجولان وتقيم ثمانية مواقع للمراقبة».

إلى ذلك، وفي تلويح جديد بالتدخل العسكري في محافظة إدلب، عبر رودسكوي عن «قلق» بلاده حيال الوضع في المحافظة الخاضعة لاتفاق «خفض التصعيد»، فيما شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة «تطهير الجيوب المتبقية في إدلب، بالتزامن مع حل مسألة عودة اللاجئين إلى سورية».

وقال لافروف للصحافيين: «العمل يجري على قدم وساق، ولا يزال هناك الكثير للقيام به، وبالتزامن مع القضاء على عناصر داعش والنصرة الذين ما زالوا في إدلب على وجه الخصوص».

وجاء ذلك في وقت كشف مصدر قيادي في «الجيش الحر» شمال سورية عن جهود مكثفة لتشكيل «جيش وطني» يضم «الجبهة الوطنية للتحرير التي أُعلن توسيعها في إدلب قبل يومين، مع فصائل الجيش الحر». ورجح «الانتهاء من تشكيل هذا الجيش في غضون شهرين»، رافضاً «الربط بين تشكيله ومكافحة وجود جبهة النصرة في إدلب». وأكد أن «روسيا وإيران ودمشق ستحاول إفشال هذه الجهود لأنها تريد استمرار تشتت قوى المعارضة لا أن تندمج في تشكيل يمكن أن يصبح بديلاً أو موازياً لجيش النظام».

وكانت فصائل «جبهة تحرير سورية» و «ألوية صقور الشام» و «جيش الأحرار» و «تجمع دمشق» أعلنت انضمامها إلى «الجبهة الوطنية» التي ضمت سابقاً 11 فصيلاً تعمل في إدلب وريف حماة الشمالي، وريف اللاذقية، في حين ظلت «هيئة تحرير الشام» و «جيش العزة» و «الحزب التركستاني» أبرز التشكيلات المسلحة في المنطقة التي لم تنضم إلى الجبهة. وجاء دمج الفصائل بعد اجتماعات رعتها تركيا قبل أسابيع لتوحيد الفصائل في إدلب وشمال حماة».

الحياة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.