موسكو تنفي مناقشة الوجود الإيراني مع واشنطن

ظللت تأثيرات سنوات الحرب على أجواء اليوم الأول من عيد الأضحى، وفي حين ساد الترقب في إدلب شمال غربي البلاد تحسباً لمعركة جديدة، تواصلت الاغتيالات بين الفصائل المسلحة في المحافظة. وكان لافتاً إعلان ظهور نادر لزعيم «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني وهو يتفقد مواقع على خطوط التماس مع قوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي. وتزامناً مع حشود للنظام قرب دير الزور، أكدت مصادر في قوات سورية الديموقراطية (قسد) أنها تستعد لإطلاق المرحلة الثالثة لإنهاء «داعش» شرق الفرات. في الوقت ذاته، نفت الأمم المتحدة إصدار أي «توجيهات سرية» في شأن سورية رداً على أسئلة وجهتها موسكو الإثنين، فيما نفت روسيا مناقشة الوجود الإيراني في سورية مع واشنطن، واتهمت أطرافاً بتعطيل التسوية، نافية «وجود أي أجندة سرية في سورية حالياً أو في الماضي».

ونفى المكتب الإعلامي في الأمم المتحدة إصدار إدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية أو أي كيانات أخرى «توجيهات سرية في شأن سورية». ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن المكتب قوله في بيان إن «هناك قواعد ومبادئ توجيهية داخلية وضعت في إطار العمليات التشاورية والنظام الموحد للأمم المتحدة لتقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين في الأراضي السورية على أساس من المساواة وعدم التمييز»، مشدداً على أن «الأمم المتحدة تسعى إلى حل دائم انطلاقاً من مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

وكان لافروف كشف الإثنين الماضي أن بلاده بعثت إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طلباً للاستفسار عن توجيهات سرية في شأن حظر مشاركة المنظمة في إعادة إعمار سورية.

وقبل يومين من لقاء مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون مع رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف للبحث في عدد من القضايا، بينها سورية وإيران، قال لافروف إن «المشكلة في تسوية الأزمة لا تكمن في موقف روسيا بل في عدم رغبة بعض الأوساط في سورية وحولها في تنفيذ القرار 2254». ونفت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا وجود «أي أجندات خفية لدى روسيا في السابق وفي الوقت الحالي»، نافية تصريحات أميركية بأن روسيا تعطل عمل اللجنة الدستورية في جنيف، ومشيرة إلى أن موسكو هي التي أطلقت هذه المبادرة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي. وفي حين قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه «في ما يتعلق بالقضايا السورية، لا توجد دولة في العالم كروسيا تسهم في التسوية السياسية الديبلوماسية وتطبيع الحياة وخلق ظروف لعودة اللاجئين»، نفى أن تكون موسكو وواشنطن بحثتا موضوع الحد من قوة إيران العسكرية في سورية.

وبعد كشف هجمات متتالية في الأشهر الأخيرة بطائرات «درون» من دون طيار على قاعدة حميميم الروسية، قال وزارة الدفاع إنها حدّثت منظومات الدفاع الجوي المدفعية الصاروخية «بانتسير» حتى تستطيع «في شكل مضمون ودقيق، اكتشاف مختلف أنواع الدرونات والأجهزة الطائرة الصغيرة». وأكدت أن بطاريات «بانتسير» المحدثة تمكنت من إسقاط عشرات من الدرونات التي تستخدمها الجماعات المسلحة في سورية في مهاجمة قاعدة حميميم، ودمرت خلال الشهر الأخير وحده 45 درون معادية.

وفي إدلب، تواصلت حملة الاغتيالات التي تشهدها المحافظة منذ شهور، وذكرت مواقع معارضة إن ثلاثة عناصر من «هيئة تحرير الشام» قُتلوا إثر هجوم لمسلحين مجهولين على حاجز لهم في منطقة سهل الروج جنوب مدينة إدلب.

وفي السويداء جنوب البلاد، نظم ذوو المخطوفين وقفة احتجاجية رفعوا فيها شعارات تطالب بالتحرك الفوري لإنقاذ حياة 21 امرأة و8 أطفال خطفهم تنظيم «داعش» منذ نحو شهر. ولبى عشرات دعوة الأهالي للاحتجاج في مقابل مبنى المحافظة، ورفعوا صوراً للمخطوفين ولافتات تدعو إلى إطلاقهم، وتستنكر التقصير الحاصل في ملف التفاوض، والمطالبة بتحريرهم بأي وسيلة ممكنة.

وقال الناطق باسم قوات سورية الديموقراطية «قسد» حورو كينو في اتصال أجرته معه «الحياة» إن «قسد تحضر لإطلاق المرحلة الثالثة لعملية عاصفة الصحراء في غضون أيام… أرسلنا تعزيزات إلى الهجين والقرى المحيطة بها، ونمشط المنطقة ونحضر لهجوم وشيك لإنهاء داعش شرق الفرات».

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.