140 غارة روسية وسورية على إدلب توقع عشرات الضحايا وتستهدف المشافي والكوادر الطبية و«الخوذ البيضاء»

اشتدت أمس وتيرة القصف على إدلب من قبل المقاتلات الروسية والسورية، وكان لافتاً استهدافها المراكز الطبية وفرق الدفاع المدني، الأمر الذي تسبب بحركة نزوح لآلاف المدنيين باتجاه الحدود الشمالية مع تركيا، حيث خلفت الغارات الجوية والاستهدافات الأرضية، دماراً كبيراً في ممتلكات المدنيين والأحياء السكنية، فضلاً عن سقوط أكثر من 10 ضحايا من المدنيين وعشرات الإصابات والجرحى، وفقاً لبيان أصدره «منسقو الاستجابة» في الشمال السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتزامناً أرسل الجيش التركي تعزيزات فرق قوات خاصة إلى وحداتها جنوبي البلاد.
ووفقاً لفريق الاستجابة فقد استهدفت المقاتلات الحربية ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، إضافة الى مناطق من ريف حماة الشمالي، كما استهدفت مراكز «الدفاع المدني» في «خان شيخون»، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، إضافة الى خروج مشفى حاس عن العمل بعد قصفه بالبراميل المتفجرة، حيث أصيب اثنان من الكوادر الطبية.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 140 غارة جوية وبرميلاً متفجراً ومئات القذائف طالت محافظة إدلب ومحيطها في أعنف تصعيد منذ أسابيع على المنطقة، ما خلف آلاف النازحين باتجاه الشمال وعفرين. وأظهر تسجيل مصور التقط في إدلب، استهداف مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري، كوادر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) أثناء إنقاذهم المدنيين من تحت أنقاض غارة جوية.
وتسبب قصف الطائرات الحربية بمقتل أكثر من 10 مدنيين، بينما لا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد بسبب وجود جرحى بعضهم إصاباتهم بليغة، وسط حركة نزوح واسعة أجبرت نحو 3 آلاف شخص في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، على الهروب من منازلهم باتجاه مناطق في ريفي إدلب الشمالي وحلب الشمالي الغربي. وأوضح فريق «منسقو الاستجابة»، أن حركة النزوح ازدادت من المدن والقرى نتيجة القصف الحربي والمروحي والقصف الأرضي، باتجاه مناطق أكثر أمناً.
وأكد قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير: «رداً على قصف قوات النظام للمناطق المحررة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، قصف فوج المدفعية في الجبهة الوطنية للتحرير (مدرسة المجنزرات) شمال مدينة حماة، التي تتخذها القوات الحكومية قاعدة عسكرية كبيرة في المنطقة، مما أدى إلى تدمير طائرتين وعدد من الآليات العسكرية وسقوط عدد كبير من العناصر قتلى وجرحى، وتتصاعد ألسنة الدخان من داخل المدرسة «.
وكشف القائد العسكري عن «اجتماعات لقادة فصائل المعارضة عقدت أمس في ريف حماة الشمالي لإعلان المنطقة عسكرية، في ظل القصف العنيف للقوات الحكومية والطيران الروسي، وتم إبلاغ الأهالي الذين يعيشون في مناطق خطوط التماس والتي تتعرض لقصف من الطيران الروسي ومدفعية قوات النظام بضرورة مغادرة مناطقهم».
من جانبه رأى فاتح حسون القيادي لدى المعارضة ورئيس وفد أستانة العسكري الأسبق، أن حرب الاستنزاف تبدأ بالتمهيد الناري الجوي والمدفعي والصاروخي على مواقع وأهداف محددة مسبقاً، وهدف ذلك يكون تدمير القدرات القتالية للخصم بنسبة تصل أحياناً حتى 75٪ قبل بدء الهجوم البري، وذلك في إشارة الى ما تقوم به روسيا والنظام السوري من قصف ضد إدلب وأهلها.
من جهة أخرى توعد محافظ مدينة الحسكة، جابر الموسى، قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، حيث قال إن الحكومة السورية رفضت التبريرات التي قدمتها «قسد» بأن اعتداء القامشلي الغادر الذي أدى الى سقوط 14 عنصراً من الأمن العسكري للنظام و7 من قوات الأسايش الكردية، كان تصرفاً فردياً. وتوعّد الموسى بالرد والثأر لمقتلهم. وقال في تصريحات لموقع «داماس بوست» إنه «لا تفاوض على دم الشهداء وإن الثأر قادم».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.