«سيناريو كيميائي» يبرر هجوماً محتملاً للنظام على إدلب… وروسيا: الغرب يستعد لتدخل عسكري وعلى تركيا مسؤولية فصل المتشددين

بينما تحاول موسكو جاهدةً تبرئة النظام السوري من هجمات كيميائية محتملة على المدنيين في إدلب بافتعال حبكات فسرها البعض بأنها جزء من البروباغاندا الحربية بدعوى تمييع حجج الخصوم، يرى مراقبون، ان التصريحات الروسية حول التحضير لضربة كيميائية تدلل على المشاركة الروسية أو علم الروس على أقل تقدير بتحضير النظام لهجمات من هذا النوع. فقد وافق رئيس النظام السوري بشار الأسد على استخدام غاز الكلور في إطار هجوم نظامه على محافظة إدلب التي تعد آخر معقل للمعارضة في البلاد، حسب ما أفادت به صحيفة «وول ستريت جورنال». وذكرت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن الأسد وافق على استخدام هذا الغاز، وقالت إن الضغط الدولي لم يثن الرئيس السوري الذي يحظى بدعم روسيا وإيران.
ونسبت الصحيفة لمسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية قوله: «لم نقل إن الولايات المتحدة ستلجأ إلى رد عسكري على أي هجوم»، وأضاف: «لدينا وسائل سياسية متاحة، كما هناك وسائل اقتصادية. هناك عدد من الطرق المختلفة التي يمكننا الرد من خلالها على الأسد إذا أقدم على تلك الخطوة المتهورة والخطيرة». يجري ذلك وسط بروز موقف إيراني جديد يشير إلى تردد طهران في المشاركة في معركة الحسم في إدلب، كما طرأ تطوّر آخر ممكن عكسه تصريح للمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا الكسندر لافرينتيف أمس الثلاثاء قال فيه إن موسكو تأمل بالتوصل لحل سلمي للوضع في محافظة إدلب السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ولكنها تعتقد أن تركيا منوط بها فصل الإسلاميين المتشددين عن المعارضة المعتدلة.
وقال لافرينتيف للصحافيين بعد محادثات في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا: «نقول إن من الأفضل تسوية الوضع في إدلب بطريقة سلمية. من الممكن تفادي استخدام القوة المسلحة». وأضاف قائلاً: «محافظة إدلب منطقة تقع ضمن مسؤولية تركيا، ومسؤوليتها فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين، من جبهة النصرة وجماعات أخرى، وجماعات إرهابية أخرى».
وفي سياق السيناريو الروسي حذر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمة ألقاها الثلاثاء خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة قمة طهران الروسية الإيرانية التركية حول الأزمة السورية الدول الغربية من شن ضربة جديدة على سوريا بذريعة مبتكرة، مؤكدة أنها «لن تسمح للإرهابيين في إدلب باستخدام المدنيين كدروع بشرية».
ولتقوية القصة الروسية المختلقة أوضح نيبينزيا: «نطلب من جديد إعطاءنا آذانا صاغية، إن استخدام الأسلحة الكيميائية من وجهة النظر العسكرية أمر غير مبرر بكل المقاييس فيما يعد ناقصا عسكريا وسياسيا لأن ذلك يعني حال حصوله دعوة للترويكا الغربية إلى شن الضربة على سوريا والتي تهدد بها بذريعة استخدام السلاح الكيميائي».
الباحث في العلاقات الدولية نواف الركاد وصف «السيناريو الروسي» الموجه ضد المعارضة في لقاء مع «القدس العربي»: كـ»موافقة موسكو على تحضير الأسد لهجمات كيميائية في آخر منطقة منخفضة التصعيد».
ووسط تعقد الحسابات والمصالح الدولية تشير التصريحات الإيرانية الأخيرة الى بوادر فتور في الاندفاع الإيراني حيال معركة ادلب، حيث كشف مسؤول إيراني بارز عن تردد حكومة بلاده في المشاركة في معركة الحسم، إذ قال حسين جابري أنصاري المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيراني أمس إن إيران تشاطر الأمم المتحدة قلقها إزاء احتمال وقوع كارثة إنسانية في محافظة إدلب السورية وإنها ستسعى لتفاديها. وفي السياق ذاته قال القيادي لدى المعارضة السورية ورئيس وفد استانة الأسبق العقيد فاتح حسون لـ«القدس العربي»: يمكننا القول إنه تم تأجيل معركة ادلب وتحتاج روسيا الى شريك على الارض كي ينسق مع طائراتها، معللاً ذلك «بأن روسيا فشلت في حشد قوات تساعدها في الهجوم». كما أن موقع «ديلي بيست» أكد في مقال أن الهجوم على إدلب مؤجل والسبب عدم توافر عديد كافٍ من جيش النظام السوري لخوض المعركة
وجاء موقف فرنسي لافت بخصوص إدلب حيث اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أمس، أن هجوم قوات النظام السوري على محافظة إدلب قد تكون له تداعيات مباشرة على الامن في أوروبا، بسبب الخوف من تفرق آلاف الجهاديين المنتشرين في هذه المنطقة، وانتقالهم الى أوروبا.
من جهة أخرى قتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في كمين نصبه تنظيم الدولة في آخر جيب يتحصن فيه الجهاديون في جنوب غربي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.