تنظيم «الدولة» يتراجع أمام الأكراد… وإسرائيل تؤكد مواصلة تحركاتها في سوريا

كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن اجتماع ثلاثي مرتقب يجمعه مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني جواد ظريف، في نيويورك، لمناقشة الأزمة السورية، فيما علمت «القدس العربي» من مصادر محلية، أن تنظيم «الدولة» فقد للمرة الأولى، أمس الجمعة، مواقع استراتيجيةً بالغة الأهمية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، لصالح قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي والجيش العراقي، إذ يعتبر الانهيار الأخير للتنظيم في المنطقة هو الأكبر منذ إعلانه عن نشأة دولته عام 2014.
خسارة تنظيم الدولة لمواقعه كان محورها بلدة «الباغوز» في ريف البوكمال، وجاءت عقب سلسلة من الغارات الجوية العنيفة التي نفذتها مقاتلات التحالف الدولي، ومحصلة للمعارك البرية التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية تحت غطاء مدفعي عنيف تنفذه المدفعية الفرنسية والأمريكية، بإسناد من الجيش العراقي. وكانت «قسد» قد أطلقت معركة «عاصفة الجزيرة» أخيراً للسيطرة على آخر جيوب التنظيم شرق البلاد، مما أدى وفق ما أكدته شبكة «فرات بوست» إلى فقدان التنظيم لمواقعه على نهر الفرات، بالإضافة إلى الضفة الشرقية من جسر البوكمال. كما نتج عن المعارك والقصف الجوي خسارته لكامل محور انتشاره على الحدود السورية ـ العراقية.
وفي تصريح متصل بالموضوع قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة (21 سبتمبر أيلول) إن سيطرة الولايات المتحدة على الضفة الشرقية لنهر الفرات تشكل التهديد الرئيسي لوحدة الأراضي السورية.
وأضاف أن روسيا وتركيا اتفقتا على حدود منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب وأنه يتعين على مقاتلي جبهة النصرة الرحيل عن تلك المنطقة بحلول منتصف أكتوبر/ تشرين الأول.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقال الجمعة إن طائرات التحالف الدولي نفذت عملية إنزال في أطراف قرية المراشدة الواقعة في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم «لدولة» عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، إذ عمدت الطائرات إلى نقل عدد من الأشخاص يرجح أنهم قادة في التنظيم المتعاونين مع التحالف الدولي في مجال المعلومات الاستخباراتية.
وعلى صعيد المواجهات البرية بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية، قتل عدد من عناصر الجانبين، في حين نجح تنظيم الدولة في أسر تسعة عناصر من القوات المهاجمة، وهم عبارة عن ستة عناصر وثلاث مقاتلات من قوات «قسد»، بعد أن أوقعتهم مجموعات التنظيم بكمين في قرية «الباغوز» التابعة للبوكمال.
وعلى صعيد خسائر تنظيم الدولة، فقد قُتل في بلدة الباغوز يوم الخميس عشرة من عناصره، ممن يتحدرون من ريف حمص الشرقي وسط سوريا، بينهم قيادي كبير.
تنظيم الدولة لا يزال متمسكاً وفق المصادر بقرية «الباغوز»، رغم شدة المواجهات، إذ اعتمد على سلاح القناصات في التصدي للقوات الكردية، فيما نجحت مقاتلات التحالف الدولي بتدمير مفخختين للتنظيم وضعهما على خطوط التماس الأولى مع قوات «قسد»، في القرية التي تدور المعارك حولها أخيراً.
إلى ذلك أكد مسؤول عسكري إسرائيلي الجمعة أن القواعد العملانية المتفق عليها مع روسيا في سوريا لا تزال كما هي بعد مقتل 15 جنديا روسيا أسقطت طائرتهم مساء الاثنين قبالة سوريا، ملمحا إلى أن إسرائيل تحتفظ بحرية التحرك في الدولة المجاورة. وقال المسؤول إن إسرائيل قدمت لموسكو دليلا يدين سوريا ويؤكد عدم مسؤولية إسرائيل عن إسقاط الطائرة.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي الذي تحدث إلى الصحافيين طالبا عدم ذكر اسمه إن وفدا إسرائيليا بقيادة قائد القوات الجوية قدم معلوماته عن الحادث «شاملة تسجيلات للمحادثات بين القوات الجوية الإسرائيلية ومسؤول بالقوات الجوية الروسية في سوريا».
وأضاف «أثبتنا كيف أن النيران السورية المضادة للطائرات كانت السبب المباشر في إصابة الطائرة الروسية».
وقال المسؤول «فتحوا النار بشكل أهوج وغير مسؤول ويفتقر للاحترافية بعد وقت طويل من اختفاء طائراتنا من المكان».
وقال المسؤول إن أكثر من 20 من الصواريخ السورية المضادة للطائرات أطلقت خلال الحادث. ومضى يقول «نظراؤنا الروس طرحوا بعض الأسئلة وتلقوا الإجابة عنها».
وأضاف «انطباعنا أن المناقشات كانت احترافية وأن المعلومات تم قبولها على نحو حسن».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.