فصائل إدلب منقسمة حول «المنطقة العازلة»

ساد الانقسام أوساط فصائل محافظة إدلب (شمال غربي سورية) حول التعاطي مع الاتفاق الروسي- التركي والذي يضمن إنشاء منطقة عازلة قبل 15 الشهر المقبل وسحب السلاح الثقيل من الفصائل.

وأعلنت جماعة «حراس الدين» الإسلامية المتشددة في إدلب أمس، رفضها الاتفاق، وحضت مسلحي المعارضة على شن عمليات عسكرية جديدة.

وجماعة «حراس الدين» ليست الجماعة المعارضة الإسلامية الرئيسة في إدلب لكن موقفها يشير إلى اعتراضات قد تعقّد تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته روسيا وتركيا الأسبوع الماضي.

أما «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) الجماعة الأقوى في شمال غربي سورية، فلم تعلن موقفها بعد من الاتفاق.

و «تحرير الشام» تحالف من جماعات إسلامية يهيمن عليها فصيل كان يعرف في السابق باسم «جبهة النصرة» التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» حتى عام 2016. وسيكون موقف «تحرير الشام» من الاتفاق مهماً.

وتشكلت «حراس الدين» في وقت سابق هذا العام من مسلحين انفصلوا عن تحرير الشام وجبهة النصرة بعدما قطعت علاقاتها بتنظيم القاعدة، وتضم مقاتلين أجانب.

وقالت الجماعة إنها تعتبر الاتفاق «تآمراً من قوى الشر والكفر العالمي للقضاء على المشروع الجهادي». وأضافت في بيان: «إننا ننصح إخواننا المجاهدين في هذه المرحلة الحاسمة والخطيرة بالعودة إلى الله ومحاسبة النفس والتوبة الصادقة، ثم إعادة ترتيب ما تبقى من قوة وإمكانات والتعاون على البر والتقوى والبدء بعملية عسكرية على أعداء الدين بما يفسد مخططاتهم ويرد كيدهم في نحرهم، فالمجاهدون ماضون في دربهم لن يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم».

والمنطقة منزوعة السلاح التي اتفقت عليها تركيا وروسيا سيبلغ عمقها بين 15 و20 كيلومتراً على امتداد خط الاتصال بين مسلحي المعارضة وقوات الحكومة. وستقوم القوات التركية والروسية بدوريات فيها.

في المقابل، رحبت فصائل معارضة مدعومة من أنقرة بحذر بالاتفاق الروسي- التركي الذي جنب إدلب عملية عسكرية لقوات النظام، مؤكدة في الوقت ذاته عدم ثقتها بموسكو.

وكانت «الجبهة الوطنية للتحرير»، وهي تحالف فصائل معارضة مدعومة من تركيا بينها حركة أحرار الشام، قالت في بيان: «نثمن هذا الجهد الكبير والانتصار الواضح للدبلوماسية التركية»، مشيرة إلى «تلقي أهلنا في الشمال السوري بارتياح واسع حصول اتفاق أوقف عدواناً روسياً وشيكاً». وأضافت الجبهة: «نعلن في الوقت ذاته عدم ثقتنا بالعدو الروسي (…) أصابعنا ستبقى على الزناد ولن نتخلى عن سلاحنا ولا عن أرضنا ولا عن ثورتنا». وأكدت «تعاوننا التام مع الحليف التركي في إنجاح مسعاهم لتجنيب المدنيين ويلات الحرب، إلا اننا سنبقى حذرين ومتيقظين لأي غدر من طرف الروس والنظام والإيرانيين»، معربة عن قلقها من أن يكون «الاتفاق مؤقتاً».

وتُعد محافظة إدلب آخر أبرز معاقل «تحرير الشام» والفصائل المعارضة في سورية. وتسيطر الهيئة على الجزء الأكبر منها، كما تتواجد فصائل الجبهة الوطنية في مناطق عدة، وتنشط فيها أيضاً مجموعات إرهابية أخرى أبرزها «حراس الدين» المرتبط بالقاعدة والحزب الإسلامي التركستاني.

ويُصعب تواجد المجموعات الجهادية في المنطقة العازلة مهمة الجانب التركي في تنفيذ الاتفاق.

وكان فصيل «جيش العزة» العامل في ريف حماة الشمالي أول المرحبين بالاتفاق حول إدلب، وجاء ذلك على لسان قائده جميل الصالح، الذي قال: «كل الشكر للإخوة الأتراك الذين منعوا الطيران والراجمات من استهداف أهلنا المدنيين وكل الخزي والعار لمن ترك الشعب السوري في منتصف الطريق وخذل النساء والأطفال».

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.